ليبدأ بعده فعل آخر وبطرق أخرى هكذا هي سنن الثورات وقواعدها فالثورة الناجحة هي التي لا تسلك طريقا واحدا للوصول إلى بر الأمان ولا تستخدم طريقة واحدة فقط لتحقيق أهدافها وأي ثورة تنتهج هذا السيناريو فمصيرها للفشل حتما فالعراقيل الروتينية والمفتعلة كثيرة بكثر الخطوات نحو النجاح ولا سبيل لتفاديها إلا بإتخاذ الثوار أكثر من طريق لتمرير ثورتهم والتنويع في طرقها وسبل الوصول الى الهدف المنشود. الثورة مراحل والمرحلة الأولى فيها تبدأ بالفعل الميداني المفعم بالزخم الشعبي وفيها تكون التضحيات بشكل أكبر من المراحل الأخرى, تستمر هذه المرحلة حتى تتحقق أهداف الثورة المنوط إنتزاعها بالفعل الميداني وبعدها لابد لها من نهاية لتبدأ بذلك مرحلة جديدة بفعل ثوري آخر تتعدد وسائله ويحقق مكاسب لايحققها العمل الميداني ولكن لايمكن إنهاء هذا الحراك مالم تتحقق أهداف من قاموا بالثورة وضحوا من أجلها فأي ثورة تقبل بإنهاء فعلها في الوقت الذي يتمترس فيه أعداءها خلف ستار الدولة وأركانها..؟؟! في الأيام القليلة الماضية أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة اليمنية عن إقرارها رفع ساحات الثورة في الجمهورية وقلع الخيام, قرار ربما جاء عن قناعة لدى اللجنة بأن هذه المرحلة وصلت لنهايتها وجاء الوقت لبدأ مرحلة جديدة للثورة وربما قد يكون لأسباب أخرى لانعلمها , رفعت الساحات في صنعاء وقلعت الخيام وأنتهت مرحلة التظاهرات والإعتصامات, هذا في صنعاء وربما في معظم المحافظات الا في تعز لايزال المشوار فيها طويلا فمكاتبها لم يمكن لها بالتغيير وفلول الحكم البائد يتحكمون بكل شاردة وواردة في مفاصل المحافظة بدئا من ديوانها وهم يستغلون تواجدهم في مراكز المكاتب التنفيذية في المحافظة في معاقبة أبناء المدينة على إشعالهم فتيل الثورة الشعبية ويمتد هذا الإستحواذ على كل خدمات المحافظة ومكاتبها ممايحتم على الثوار الإستمرار في تظاهراتهم وإعتصاماتهم والبقاء في الساحات حتى يتسنى لهم إستنشاق عبير الثورة التي زرعت بذورها هذه المدينة الثائرة وسقتها بدماء أبنائها لكنها لم تحصل على عبق عبير مازرعت وماسقته بعد إذا لارفع للساحات في تعز ولا قلع لخيامها ولا إخماد لثورتها مادام في المدينة عرق حقد وفساد ينبض. سترفع الساحات حين يرفع الفساد أصابعه عن المدينة, ستقلع الخيام حين تقلع أخر يد حقد على المدينة وقبل ذلك لامجال للحديث عن رفع الساحات ولابد من تطهير المحافظة حتى ترفع الخيام.