حذّرت قيادات في الحراك الجنوبي ممّا وصفته بالأهداف الخفية على القاعدة التي تشنها قوات الجيش والأمن اليمني منذ نحو عشرة أيام في محافظتي شبوه وأبين الجنوبيتين.. مشيرة إلى أن هناك حملة عسكرية مجحفلة في هاتين المحافظتين لها أهداف خفية بعيدة عن مسميات الحرب على الإرهاب أو القضاء على تنظيم القاعدة وعناصرها في مناطق المحفد وعزان وميفعة التابعة لشبوة وأبين. وذكرت تلك القيادات في الحراك التي فضّلت عدم ذكر هوياتهم أنه في الوقت الذي يناضل فيه الشعب الجنوبي في جميع المحافظات الجنوبية لنيل الحرية والاستقلال, وتقوم مراكز قوى جنوبية في مقدمتها الرئيس/ عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع/ محمد ناصر أحمد, بحشد أكبر ترسانة عسكرية من المجنزرات ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة إلى الجنوب, منوهة إلى أن حشد هذه الآلة العسكرية وتلك القوة والكثرة بذريعة محاربة القاعدة, يكشف عن نوايا لدى مركز القوى الجنوبية في استبدال أو إحلال جيش جنوبي مناطقي بدلاً عن جيش الاحتلال اليمني حد قول تلك القيادات. مؤكدة أن مركز القوى الجنوبية التي يقودها الرئيس هادي ووزير الدفاع يؤسس في الجنوب عبر ما يسمى "اللجان الشعبية" لجيش جنوبي مناطقي قائم وفق معطيات صراع الرفاق في الماضي.. واعتبرت تلك القيادات أنه في الوقت الذي يسعى هادي لفرض سلطته في الجنوب بقوة السلاح يسعى أيضاَ من خلال هذه الحملة العسكرية بحسب قيادات في الحراك إلى السيطرة على الجنوب بسلاح هذه الحملة العسكرية حيث ترى تلك القيادات أن مراكز القوى الجنوبية التي يتزعمها هادي اليوم يسعى إلى أن تكون بعض القيادات الجنوبية في المستقبل هي القوى المسيطرة على الجنوب التي تمتلك السلاح والجيش ولديها جناح سياسي يتم تشكيلة من خلال بعض مكونات الحراك الجنوبي التي تؤازرها هادي اليوم وتحاوره باسم الحراك الجنوبي. من جانبه أكد شيخ قبلي وقيادي في الحراك الجنوبي- يشغل منصب قيادي بارز أن الرئيس هادي وعدد من القيادات العسكرية التي تقود الحملة العسكرية في شبوة وأبين ضد عناصر تنظيم القاعدة, يهدف من خلال هذه الحملة تسليم أكبر كم من العتاد والآليات العسكرية الحديثة لمسلحي اللجان الشعبية التابعين لهادي ووزير الدفاع لفرض سيطرة ما كان يعرف ب "الزمرة" على الجنوب من جهة والهيمنة على الشمال باسم القضية الجنوبية. وأوضح القيادي البارز في الحراك الجنوبي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الرئيس عادي يخشى من انهيار العملية السياسية في الشمال نتيجة صراع القوى الموجودة في الشمال, لذا هو يسعى لفرض سيطرة كاملة في حال فشلت العملية السياسية في الشمال, على الجنوب من خلال حشد هذا الكم الهائل من الأسلحة إلى الجنوب والاستقواء به بعد ذلك على بقية القوى التقليدية السياسية الموجودة في الجنوب خاصة وأن هادي لا يحظى بقبول لدى تيار عريض في مكونات الحراك الجنوبي. وذكر المصدر القيادي أن الرئيس هادي ووزير الدفاع سيعملان على إبقاء هذه الترسانة العسكرية التي استخدمت في الحملة العسكرية في الجنوب حتى بعد انتهاء الحملة التي تستهدف في الظاهر عناصر تنظيم القاعدة حد وصفه لكي يضمن السيطرة على الجنوب بعد ذلك.. كاشفاً في الوقت ذاته أن عدداً من القيادات الجنوبية العسكرية التي تقود هذه الحملة في الجنوب تعمل على تطمين هادي بالسيطرة على الشمال من خلال تحالفات مشبوهة مع مجموعات مسلحة اتسعت رقعة سيطرتها على بعض المحافظات في الشمال. وفي الوقت الذي شكك فيه القيادي في الحراك في نجاح الحملة العسكرية في تحقيق أهدافها ونتائج استراتيجية ضد القاعدة, متسائلاً في الوقت ذاته بالقول: إذا كانت الحرب هدفها استئصال الإرهاب فلماذا يتم التفاوض مع هذه الجماعات على الانسحاب من الجنوب إلى الشمال, ذهب المحلل الاستراتيجي الأميركي غيرغوري جنسون الخبير في شؤون الإرهاب, إلى التعليق على ما تعلنه السلطات اليمنية بشكل يومي منذ بداية الحملة العسكرية وإعلان قتل قيادات في التنظيم, علق بالقول: غالباً ما أسمع كل يوم أن اليمن تعتقل أو تقتل زعيم خلية إرهابية لكن ليس هناك في البلاد من دليل ظاهر" جاء ذلك في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس الأول.