قالت صحيفة الخليج الاماراتية "أن الولاء الوطني لليمنيين هو المعيار الحقيقي للخروج من الازمة الراهنة" وحقول الأشواك والألغام التي قالت في مقالها الافتتاحي لعدد اليوم الأحد انها مازالت قائمة في اليمن الذي يستحق أن يخرج خلاله من دوامة الفوضى واللااستقرار، شريطة أن يكون كل الأطراف السياسية اليمنية على اقتناع "أن أحدا لن يستطيع إلغاء أحد وأن الولاء لليمن هو المعيار والمقياس". وأكدت الخليج أن "الطريق إلى ذلك ممكن إذا صدقت النوايا ومد الأشقاء أيديهم بإخلاص للمساعدة والدعم لتجاوز اليمن لأزماته الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم، رغم الاتفاق الذي قضى بتنازل “الرئيس” علي عبد الله صالح عن السلطة في فبراير/شباط الماضي . وأوضحت "إن المؤشرات إيجابية حتى الآن وفق ما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر .. إذ وافقت كل الأطراف السياسية بمن فيهم الحوثيون في الشمال و" الحراك الجنوبي " في الجنوب على المشاركة في الحوار " لإعادة إطلاق المرحلة التحضيرية للحوار " التي تخرج اليمن من أزمته السياسية عبر صياغة دستور جديد والإعداد لانتخابات عامة في عام 2014. وقالت :"إن اليمن الذي لم يخرج “ثواره” من الميادين والساحات بعد، ومازالوا يحتشدون أسبوعياً للمطالبة بإقالة بقايا النظام السابق، يسير ببطء شديد على طريق السلامة، إذا ما اكتملت خطوات الحوار الوطني الشامل وبدأت تأخذ مسارها الصحيح، وصولاً إلى انطلاقها كما هو مقرر لها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في إطار العملية الانتقالية بعد استكمال الاتصالات مع كل الأطراف، ووضع برنامج زمني يحدد الخطوات الآيلة إلى نجاح الحوار". وبينما قالت أن المؤشرات ايجابية حول نجاح التسوية السياسية إلا أنها أكدت أن :"هذا لا يعني أن المشوار سيكون سهلاً وهيّناً، فهناك مشكلات كامنة عند كل منعطف، لها علاقة بإرث النظام السابق وبقاياه، وهناك المواقف المتعارضة للقوى السياسية والقبلية المؤثرة في الساحة، وهناك مطالب قوى التغيير التي لم تخرج من الساحة بعد ولم تقتنع بمضمون الاتفاق الذي قضى بتغيير رأس النظام، وهناك شعور بالغبن والحرمان والاستبعاد في الجنوب والشمال تحوّل في ظل سياسات نظام علي صالح إلى حالة من التمرد والعصيان للمطالبة بالعدالة والمساواة، وذهب بعضها في ظل استخدام سياسة العصا تجاهها، إلى المطالبة بالانفصال والخروج من نسيج “الوحدة المفروضة بالقوة”. وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أنه ما دام الحوار الوطني بدأ يتلمس طريقه فالباب بات مشرعا أمام اجتراح حلول قد تكون صعبة .. لكن لا بأس فالمهم هو اقتناع الجميع بأن الحل لن يأتي إلا من خلال الحوار وصولا إلى قواسم مشتركة تتحقق من خلال تنازلات تقدم من أجل اليمن وتنتشله من الحال الذي هو فيه.