اقدم مسلحون مجهولون على اغتيال احد ممثلي التمرد الحوثي الشيعي في الحوار الوطني اليمني الثلاثاء في صنعاء، بحسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. وهو ثاني ممثل للمتمردين الحوثيين في الحوار الوطني اليمني يتم اغتياله بهذه الطريقة. وذكر المصدر الامني ان "مسلحين مجهولين اطلقوا النار على احمد شرف الدين بينما كان يقود سيارته عند جولة سبأ في صنعاء، فقتل على الفور". وبحسب المصدر، فان شرف الدين، وهو استاذ للقانون في جامعة صنعاء، كان متوجها من منزله الى الفندق الذي تجري فيه اعمال الحوار الوطني. وكان النائب وممثل الحوثيين في الحوار عبد الكريم جدبان قتل برصاص مجهولين نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في العاصمة اليمنية. من جهته، ندد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعملية الاغتيال قائلا امام المشاركين في اخر جلسات الحوار الوطني بينما كان عدد من ممثلي انصار الله يغادرون القاعة ان "هذا الحوار سينجح وستفشل قوى الشر". واعلن ان حفلا ختاميا سيقام السبت المقبل بمناسبة انتهاء جلسات الحوار الوطني. بدوره، ادان مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر "بشدة" اغتيال شرف. وقال في بيان "انها جريمة في حق اليمن واستهداف جديد للعملية السياسية ومحاولة يائسة لإفشال مؤتمر الحوار". واشاد بن عمر بشرف الدين الذي "كان له دور بارز وفاعل في مسيرة التغيير في اليمن منذ بدايتها، خصوصاً مساهماته البنّاءة في مرحلة التحضير لانعقاد" الحوار. وتاتي عملية الاغتيال في ظل تجدد المواجهات بين الحوثيين والقبائل الموالية لهم من جهة، واجنحة من قبائل حاشد النافذة بزعامة آل الاحمر في محافظة عمران الشمالية ما اسفر عن 22 قتيلا في الايام الاخيرة. وتجدد القتال في عمران رغم التوصل الى وقف لاطلاق النار في الثامن من كانون الثاني/يناير بعد ايام من المعارك العنيفة. وخلال الاشهر الماضية، تمددت رقعة المعارك بين الحوثيين الذين يتخذون اسم "انصار الله" وخصومهم من السلفيين وآل الاحمر الذين يتزعمون تاريخيا قبائل حاشد، في محافظات الجوف على الحدود مع السعودية وحجة على البحر الاحمر وعمران في شمال صنعاء اضافة الى ارحب في شمال صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة. وبدأت القوات اليمنية مؤخرا تنتشر في محافظة صعدة المجاورة لعمران لمراقبة وقف لاطلاق النار تم التوصل اليه بين المتمردين الحوثيين والسلفيين الذين يتحصنون في مركز تعليمي لهم في منطقة دماج في صعدة. والمركز التعليمي السلفي الواقع في دماج هو في صلب نزاع مستمر منذ سنوات عدة بين الحوثيين الشيعة والسلفيين السنة. وخاض الحوثيون ست حروب مع النظام في صنعاء منذ 2004، الا انهم يشاركون في العملية السياسية الانتقالية حاليا.