كالعادة، نفشل، ثم نبرر فشلنا بالاعتذار، لكننا باستمرار لا نلتفت إلى الأخطاء لتصويبها وتعديلها،ولا إلى فضائحنا لنعمل على عدم تكرارها .. نفشل ثم نفشل ثم نفشل،حتى أصبح هذا الداء السمة التي تلازمنا باستمرار. منذ أن شاركنا للمرة الأولى في خليجي 16، ونحن لا نزحف إلا نحو الهزيمة والفضائح، وكأنه مكتوب لنا أن نشارك في هذه البطولة لكي نكون في المرتبة الأخيرة فحسب. وكأي مواطن عادي أتساءل: لماذا نحن بالتحديد نكون أول المغادرين في بطولة كأس الخليج؟ لماذا نحن دائماً نكون الفريسة التي يسهل اصطيادها وبلعها من قبل الآخرين؟ لماذا ولماذا..تكثر الأسئلة ولكن الإجابة في الغالب لا تكون مقنعة. هذا هو السترشيكو يقبض المليون يورو، ويعدنا بتقديم ما لم يستطع تقديمه الأوائل.. لقد أفرحنا وهو يقود منتخبنا الوطني الذي دك شباك المنتخب الهندي بستة أهداف نظيفة، وفرحنا عندما فاز المنتخب على السنغال، وتعادل مع كوريا الشمالية ، وأخيراً عندما فاز على ليبيريا، لكن المحصلة يا سترشيكو أن هذه المباريات لا تضاف إلى رصيدك أبداً، فنحن لا نحتاج إلى الفوز في المباريات الودية، بقدر ما نحتاج إلى الفوز في المباريات الرسمية. ومع ذلك فإنني كنت أتمنى أن يخوض منتخبنا الوطني مباريات ودية مع منتخبات عريقة كالمنتخب المصري أو القطري أو السعودي أو الجنوب الكوري بدلاً من الكروي الشمالية، لتختبر جاهزية المنتخب الوطني يا سترشيكو بدلاً من الزج به في مباريات رسمية كان منتخبنا هو الحلقة الأضعف في المجموعة. وكأي مواطن عادي أتساءل مرة أخرى: لماذا لا نسمع اعتذاراً من هنا أو هناك، لمسؤولينا في الرياضة.. كان حري على هؤلاء أن يقدموا استقالاتهم بشكل جماعي، فهم لم يعودوا جديرين بالنهوض، ولم يعد بإمكانهم تقديم المزيد والمزيد، لأننا كل يوم لا نسمع إلا عن خسارة تلو أخرى، وفضيحة تلو أخرى، وتحديداً في كرة القدم. لو كان لدى هؤلاء مروءة وشهامة لبادروا إلى تقديم الاستقالة، فلا حل سواها، أما الاستمرار فلا أعتقد أنه يثمر شيئاً. إن خسارة منتخبنا وخروجنا من الدور الأول في وقت مبكر فضيحة كبيرى، يجب أن يعيها الجميع، من رأس الهرم إلى أسفله، وتكرار هذه الفضيحة في المشاركات القادمة هو الغباء بحد ذاته، فيجب على المسؤولين أن يبادروا إلى إعادة ترتيب الكرة اليمنية من جديد، والأفضل أيضاً أن يتم الاهتمام بالدوري اليمني المعاق باستمرار، لأن الدوري في أي بلد هو الذي يولد المبدعين، والنجوم، وباعتقادي أن اليمن ولادة للنجوم في كل المجالات، لكن ما يعيقنا أننا نصاب دائماً بمسؤولين ليس لديهم الكفاءة القادرة في القيادة، كما أنهم لا يستشعرون المناصب والكراسي التي يجلسون عليه. كنا بحاجة إلى الفرحة.. كباراً وصغاراً، ولو يعلم المسؤولون على رياضتنا المعاقة كيف تابع الناس المنتخب الوطني، لعملوا ليل نهار من أجل المشاركة المشرفة..لقد شاهدت بأم عيني لأول مرة شيوخاً مسنين وهم يهتفون باسم اليمن، وشاهدت نساء ليس لهن شأن بالرياضة، يصرخن ويشتمن المنتخب وهو يتلقى الهزائم من السعودية وقطر.. اليأس والتشاؤم سيطر على اليمنيين في هذه البطولة، ولسان حالهم يقول: كنا نرفض النقطة في المشاركات السابقة والآن نتمنها في بلدنا السعيد اليمن. أيها المسؤولين أتمنى أن تتعقلوا جيداً، فاليمن لم يعد يتحمل المزيد من الفساد والإهمال.. اعملوا بأمانة وضمير وإخلاص من أجل الوطن الذي يتمزق كل يوم ويبحث عمن يرفع رأسه عالياً.