لعل ماوصل اليه حال المشهد السياسي في اليمن يضع امامنا صورة مشوشة وملامح صراح سياسي يندرج تحت الطاولة ويكون فوقها احيانا نادره ... صورة فقدت اطارها تشوبها رتوش وتعتيم لايظهر للقاريء العادي الغير متمكن من فك الرموز والشيفرات المتعددة الاطراف ... وغالبية الشعب ليسو سوى قاريء عادي يدور في دائرته اليومية بحثا عن قوته ولقمة عيشة وفي حالة فقدها فانه يتحول ويصبح وحشاً شرساً لايميز بين الحق والباطل او الصح والخطأ لان اهتماماته بعيده كل البعد عما يدار او يقال في الساحة السياسية , هذه الحالة تجعل من المواطن العادي صيداً سهلاً يسهل اقتناصه فهو اساساً يشعر بالغبن ويقارن نفسه بدول الجوار ويسئل نفسه دائما لماذا لايكون وضعنا مثل دول الخليج ؟ وهل هم احسن منا؟ ويكرر في نفسه اسئله تراكمية ولدها الاعلام الموجه وهل رجال تونس ومصر احسن مننا ؟ وهل وهل وهل...... وهو بهذا يحمل جزء من الحقيقة فكل مواطن او دولة يسعى لتحسين وضعه وهذا ليس عيباً بقدر ماهو خطوه نحو الامام إذا فكلنا مدركون بوجود نقص يحتاج الى استكمال وعيب يحتاج الى استصلاح ونحن بهذا متفقون ولايوجد اختلاف ولكن اختلافنا يبدء بطريقة الوقوف على المشكلة وكيفية صياغة حلها والطريقة الديمقراطية لمعالجة الوضع هي خوض انتخابات حره ونزيهه بعيدا عن المماطلات والمزايدات اما مسئله الخروج بتجمعات شعبية تحاول اسقاط النظام بالعنف والنهب والسلب فهي طريقة تصادم نجحت نوعا ما في بعض الدول ولكن نتائجها في اليمن ستكون وخيمه ومساوئها قاسية فنحن مجتمع قبلي ولاءه لقبيلته اشد من ولاءه لحزبه ناهيك عن مفارقات عده واختلافات فكريه وايدلوجيه اكبر وبالرغم من مطالب المواطن الكادح وصراعات الاحزاب حول السيطره على مقاليد الحكم الا ان هنالك تناسق وترابط وثيق فكلهم يراهن على ثقته بالشارع ويحاول استمالته ويدعي ثقته به وهو يمارس ضده اساليب الخداع والزيف والتضليل مالاتعد منها ولاتحصى ... ايها المواطن ..... لقد ميزك الله بنعمة العقل وهداك طريق النجدين فاستفت قلبك وإن افتوك الناس !!!