إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    القصاص ينزل من سماء تعز: إعدام قاتل بعد تحقيق العدالة لأولياء الدم    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    بارتي يشعل الحماس في صفوف ارسنال قبل مواجهة توتنهام    مستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية يقدم واجب العزاء في رحيل الزنداني    24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    نبأ عاجل من الديوان المليكي السعودي بشأن الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد دخوله المستشفى    ضربة موجعة لجماعة الحوثي.. تحركات مكثفة للصين في عدن على كل المستويات!.. ماذا يحدث؟    قناة mbc تفتح النار في تقرير لها على الشيخ "الزنداني"    كأس إيطاليا.. يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته من لاتسيو    حزب السلم والتنمية يعزي الإصلاح وأبناء فقيد اليمن الكبير الشيخ الزنداني ويسرد مناقبه    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    خبير أرصاد يحذر: منخفض الهدير في اليمن ليس الأول ولن يكون الأخير (فيديو)    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    ترتيبات سعودية عمانية جديدة بشأن اليمن.. وجولة مفاوضات مرتقبة بين السعودية والحوثيين    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتاوى العلماء الكبار في عدم جواز خروج النساء من بيوتهن لغير الحاجة الشرعية


· فتوى الإمام ناصرالدين الألباني من علماء الشام
يقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء فيزرنهن في بيوتهن ويعقدن دروساً لهن فهل هذا يخالف ما أمرهن الله به من القرار في البيوت. وهل يصح تسميتهن بالداعيات ؟.

السائل : تقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء، حيث يقمن بزيارتهن في بيوتهن ودعوتهن لدروس خاصة، وقد يكثر ذلك منهن، فهل يخالف ذلك ما أمرهن الله به من القرار في البيوت؛ لأنها تذهب وتتنقل، وخاصة عندنا -يا شيخ- مأذون للمرأة أن تسوق السيارة،فتذهب لهذه وتذهب لهذه فهل هذا مخالف؟
الشيخ : أعتقد أن هذا العمل أيضاً من مشاكل العصر الحاضر، ومن ذلك أننا أصبحنا اليوم نقول: إن هناك دعاة وداعيات، وهذه -بلا شك- من محدثات الأمور، فما ينبغي أن يكون هناك نساء يتسمين بالداعيات، لا بأس، بل هذا واجب أن يكون هناك نساء متعلمات العلم الشرعي، بحيث أنهن يُقصدن من النساء بسؤال؛ لأن كثيراً من النساء يتحرجن من أن يتوجهن بأسئلتهن الخاصة بهن إلى أفاضل العلماء، وإذا وجدت في النساء علماء حقاً على الشرط الذي سبق بيانه آنفاً، أي: بالكتاب والسنة، فينبغي على النساء أن يأتينهن وليس بالعكس؛ لأننا نعتقد بحق قول من قال من أهل العلم:
وكل خير في اتباع من سلف* * * وكل شر في ابتداع من خلف.
وقد وصل الأمر ببعض النساء هنا وربما في بلاد أخرى أنها تصعد المنبر في المسجد وتلقي الدروس على النساء، وقد يكون هناك في باحة المسجد رجال فاتتهم الصلاة مع الجماعة فيدخلون يصلون، هذا -بلا شك- لا أتورع أن أقول: إن هذه من البدع، فالأمر -كما ذكرت في سؤالك- أن واجب المرأة أن تقر في بيتها، فإذا كانت مميزة على غيرها بالعلم بشرع الله عز وجل فذلك لا يؤهلها أن تنطلق هكذا كالرجال، وتساويهم في الخروج، كأنَّ ربنا عز وجل ما قال في كتابه الكريم:( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) [الأحزاب:33] .
· فالأصل في المرأة ألا تخرج إلا لحاجة لا يمكنها أن تحققها إلا بالخروج، وهنا يظهر الأمر بين المرأة العالمة، فلا يجوز لها أن تخرج وتنطلق -كما يقولون- كداعية، وبين المرأة التي تريد أن تتعلم العلم فهي تخرج؛ لأنه يجوز لها أن تخرج إلى المسجد كما هو معلوم، وكما كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام، مع العلم أن الرسول عليه السلام قد قال لهن: « وبيوتهن خير لهن » ومع ذلك فقد أقرهن عليه الصلاة والسلام في خروجهن إلى المساجد حتى في صلاة العشاء، وجاء النهي الصريح: « لا يمنعنَّ أحدكم زوجته أن تخرج لصلاة العشاء » وكانت المرأة تنصرف من صلاة الفجر كما جاء في حديث مسلم: "
وهن متلفعات بمروطهن ".
· فإقرار الرسول عليه السلام لخروج النساء لأداء الصلوات الخمس في المساجد مع بيان أن صلاتهن في بيوتهن خير لهن؛ ما ذلك إلا لأنهن كن يخرجن لطلب العلم، فإذا كان هناك امرأة تجلس في بيتها، ولا مانع من أن تحضر النساء إليها كل على حسب ظروفها وطاقتها إلخ، أما هي فلا تخرج خروج الرجال؛ لأن هذا من التشبه بالرجال.
سلسلة الهدى والنور الشريط(
· فتوى الشيخ /الحجوري

· حكم خروج المرأة للدعوة إلى الله لفضيلة الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله، المرأة الداعية النساء الداعيات الداعيات إلى الله الداعية إلى الله
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فقد تكرر السؤال عن خروج المرأة للدعوة إلى الله مع زوجها، أو بعض محارمها، وقد ذكرنا هذه المسألة في رسالة «كشف الوعثاء» على أن هذا من الفوارق بين الرجال والنساء، وتكرر السؤل عن ذلك، فأجبنا عنه في مواضع ومنها: ما ذكرناه في «الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى» وهو الآن تحت الطبع.
ثم رأيت الحاجة إلى جمع تلك الأجوبة المتفرقة، وإضافة شيء من بابها إليها، وإفرادها في هذه السطور التي بين يديك، راجيًا من الله عزوجل أن ينفع بها المسلمين، فأقول وبالله التوفيق:
إن الله عزوجل أمر نساء نبيه، والأمر لسائر المؤمنات بالقرار، وحذرهن من تبرج الجاهلية الكفار، فقال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾[الأحزاب:33].
قال الألوسي رحمه الله في تفسير الآية من «روح المعاني»: والمراد على جميع القراءات أمرهن رضي الله عنهن بملازمة البيوت، وهو أمر مطلوب من سائر النساء، ثم استدل بحديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان»، وهو حديث صحيح، مذكور في «الصحيح المسند» لشيخنا رحمه الله.
قال: وأخرج البزار عن أنس قال: جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلن: ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى: فهل لنا عمل ندرك به فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى: فقال النبي صلى الله عليه و سلم «من قعدت منكن في بيتها؛ فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله تعالى» اه.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (4/307): رواه أبو يعلى، والبزار وفيه روح بن المسيب، وثقه ابن معين والبزار، وضعفه ابن حبان وابن عدي.
ونقل ابن كثير عند هذا الحديث من «تفسيره» أن البزار قال: هو رجل من أهل البصرة مشهور.
قال الألوسي: وقد يحرم عليهن الخروج، بل قد يكون كبيرة كخروجهن لزيارة القبور إذا عظمت مفسدته، وخروجهن ولو إلى المسجد قد استعطرت وتزينت إذا تحققت الفتنة، أما إذا ظُنت فهو حرام غير كبيرة.
وما يجوز من الخروج كالخروج للحج، وزيارة الوالدين، وعيادة المرضى، وتعزية الأموات من الأقارب، ونحو ذلك، فإنما يجوز بشروط مذكورة في محلها اه
قال ابن كثير في تفسيره ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾، أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة، ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات»، وفي رواية: «وبيوتهن خير لهن».
وذكر ابن كثير رحمه الله حديث ابن مسعود عند أبي داود، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «صَلَاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا»، وهو حديث صحيح، مذكور في «الصحيح المسند» لشيخنا رحمه الله.
وقد عُلِم من حديث: أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ» أخرجه البحاري (2420) ومسلم (651).
فأين أهم الخروج دعوة، أم صلاة الجماعة في المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فلو كان في خروج النساء للدعوة خير لهن وللمسلمين لكان خروجهن إلى صلاة الجماعة في المسجد أولى، وقد دل الدليل المذكور على خلاف ذلك.
فتأمل هذه الأدلة -وفقك الله- مع حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، أخرجه البخاري (3562) ومسلم (2320).
ومع حديث: قَيْس بن أبي حازم قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلًا، نَبَحَتْ الْكِلَابُ قَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الْحَوْأَبِ قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا أَنِّي رَاجِعَةٌ فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: «كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ؟»، أخرجه أحمد (6/56)، وهو حديث صحيح.
وأن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت قول الله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ تبكي حتى تبل خمارها، كما في «تفسير القرطبي»، مع أن ذلك الخروج أشير عليها به، ورأته هي مهمًا للصلح بين المسلمين، وحقن دمائهم، وقد أخر رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العصر من أجل الصلح بين بني عمرو بن عوف، وأمر أبا بكر يصلي للناس، كما في «الصحيحين» من حديث سهل بن سعد، ومع ذلك فقد أسفت على ما حصل من خروجها هذا، وأنكر عليها ذلك بعض السلف رضوان الله عليهم.
كما أخرج البخاري في «صحيحه» رقم (4425) فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم أَيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ، فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً».
وقال ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (10/439): وقد كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان تدعوه إلى نصرتها والقيام معها، فإن لم يجيء فليكف يده وليلزم منزله، أي لا يكون عليها ولا لها، فقال: أنا في نصرتك ما دمت في منزلك، وأبى أن يطيعها في ذلك، وقال: رحم الله أم المؤمنين أمرها الله أن تلزم بيتها، وأمرنا أن نقاتل، فخرجت من منزلها وأمرتنا بلزوم بيوتنا.
وذكر الجصاص والقرطبي وغيرهما في تفسير آية (33) من سورة الأحزاب: أن أم المؤمنين سودة رضي الله عنها قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت، فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أُخرجت جنازتها.
وبوب الإمام المنذري رحمه الله في كتاب الحج من «الترغيب والترهيب» (2/162) فقال: (ترهيب من قدر على الحج فلم يحج، وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج) وذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لنسائه عام حجة الوداع: «هذه ثم ظُهورَ الحصر».
وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها: «هذه ثم الجلوس على ظهور الحصر»، قال: وكن كلهن يحججن إلا زينب وسودة بنت زمعة رضي الله عنهن وكانت تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم .
والحديث حسن، قد جاء عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، كما في «الصحيحة» للعلامة الألباني رحمه الله رقم (2401).
ثم ارجع البصر إلى حديث ابن مسعود الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان»، قال المناوي في شرح هذا الحديث من «فيض القدير» أي هي موصوفة بهذه الصفة، ومن هذه صفته فحقه أن يُستر، والمعنى أنه يستقبح بروزها وظهورها للرجال، والعورة سوأة الإنسان وكل ما يستحيى منه، كنى بها عن وجوب الاستتار في حقها..
إلى أن قال: فإذا خرجت أي من خدرها استشرفها الشيطان، يعني رفع البصر إليها ليغويها، أو يغوي بها، فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة، ونقل عن الطيبي أنه قال: والمقصود والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طَمِع وأطمع؛ لأنها حبائله وأعظم فخوخه اه المراد.
قلت: فانظر -وفقك الله- أيها أنفع للمرأة الصالحة السلامة من تسلّط الشيطان عليها باستشرافها وفتنتها والفتنة بها، كما أخبر الصادق المصدوق؟ أم خروجها دعوة إلى الله؟ وكما قيل: السلامة من الشر مغنم.
وقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال عزوجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:21].
فقد يستشرفها الشيطان إما بالتشبه بالرجال فيما هو من شأنهم، أو غير ذلك من الخطوات الشيطانية.
ومن ثم فإن هذا الأمر لم ينتشر بين نساء السلف الصالح رضوان الله عليهم، فلا أمهات المؤمنين ولا من بعدهن لم يكنّ يرحلن مع أوليائهن أو أزواجهن لمحاضرات النساء، وكان النساء يقلن للنبي ﷺ: اجعل لنا يومًا من نفسك، ومن الجدير متابعته صلى الله عليه و سلم في ذلك من وراء حجاب بما لا فتنة فيه على الجنسين.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الرجال، ثم يعظ النساء، وفيهن أفقه النساء في زمنه، وإلى يومنا هذا وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يأمرها أن تخص النساء بدعوة، ولا أمرها وأمثالها بذلك الصديق رضي الله عنه ولا غيره أن تخرج إلى القبائل المجاورة، ولا البلدان المفتوحة، فتبلغ النساء ما علمته من السنة مع ما في تلك الأماكن من النساء الجاهلات، وكانت من أتاها علمته، وباب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح وطلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم ليس منحصرًا على هذا التجول النسوي الذي حدث بعد ظهور فرقتي الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ، في أزمنة فشت فيها وسائل الشر من مصورات وتسجيلات، بما لا يؤمن من نشر ذلك بين فقسقة الناس، فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
وقد أخرج مسلم في «صحيحه» رقم (865) من حديث: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ».
ومع هذا الوعيد الشديد فقد صح خروج المرأة منه في حديث طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ رضي لله عنه، أَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ، إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوْ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ».
ولخروجها لصلاة الجمعة مع هذا الوعيد أهم من خروجها للدعوة إلى الله، لو لا ما تهدف إليه هذه الشريعة الغراء من بقائها في بيتها إلاّ لحاجة.
وأما ما أخرجه البخاري رحمه الله رقم (1520) فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ»، فغاية ما فيه أن الحج ركن من أركان الإسلام، يشترك فيه الرجال والنساء، وهناك فوارق بين الجنسين ثابتتة بأدلتها قد أفردناها في الرسالة المذكورة في أول هذا البحث، ومن تلك الفوارق ما تقدمت عليه الأدلة في هذه الأسطر.
فعلم بحمد لله ثبوت ما قاله لقرطبي في تفسير قول الله عزوجل: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾[الأحزاب:33]، قال: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه و سلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذ لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، ولانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة.
قلت: وبمعنى كلام القرطبي بحرمة خروج المرأة من بيتها، وما تقوم به من الرعاية التي خوّلها الله فيه إلا لضرورة قال عدد من المفسرين والفقهاء رحمهم الله عند تفسير هذه الآية، وعند شرح هذه الأحاديث، لا نحتاج إلى حشد أقوالهم هنا.
ولكن يحسن أن أختم هذه الأسطر بما حرره العلامة الألباني رحمه الله في «سلسلته الصحيحة» (6/401) تحت حديث رقم: (2680) أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «مَا مِنْ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلَاثًا مِنْ الْوَلَدِ تَحْتَسِبُهُنَّ إِلَّا دَخَلَتْ الْجَنَّةَ» فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوْ اثْنَانِ؟ قَالَ: «أَوْ اثْنَانِ»، قال وفيه فوائد كثيرة فذكرها ثم قال: قلت: وأما ما شاع هنا في دمشق في الآونة الأخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن دروسًا من إحداهن ممن يسمون بالداعيات زعمن، فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، ولا في عهد السلف الصالح، وإنما المعهود أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص، كما في هذا الحديث، أو في درس الرجال حجرة عنهم في المسجد إذ أمكن.
فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئًا من العلم والفقه السليم المستقى من الكتاب والسنة، فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسًا خاصًا في بيتها، أو بيت إحداهن، ذلك خير لهن([1])، كيف لا والنبي صلى الله عليه و سلم قال في صلاة الجماعة في المسجد: «وبيوتهن خير لهن» فإذ كان الأمر هكذا في الصلاة التي تضطر المرأة المسلمة أن تلتزم فيها من الأدب والحشمة مالا تُكثر منه خارجها، فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن، لا سيما وبعضهن ترفع صوتها، وقد اشترك معها غيرها، فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم. وهذا مما سمعناه وشاهدناه مع الأسف.
ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدّت إلى بعض البلاد الأخرى كعمّان مثلاً. نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة، اه
وربنا عزوجل يقول: ﴿وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص:70].

· كما أخرج البخاري في «صحيحه» رقم (4425)
فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ،
عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْجَمَلِ،
بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ، فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ:
لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ:
«لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً».
وقال ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (10/439):
وقد كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان تدعوه إلى نصرتها والقيام معها،
فإن لم يجيء فليكف يده وليلزم منزله، أي لا يكون عليها ولا لها،
فقال: أنا في نصرتك ما دمت في منزلك، وأبى أن يطيعها في ذلك،
وقال: رحم الله أم المؤمنين أمرها الله أن تلزم بيتها،
وأمرنا أن نقاتل، فخرجت من منزلها وأمرتنا بلزوم بيوتنا.
وذكر الجصاص والقرطبي وغيرهما في تفسير آية (33) من سورة الأحزاب:
أن أم المؤمنين سودة رضي الله عنها قيل لها:
لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟
فقالت: قد حججت واعتمرت،
فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أُخرجت جنازتها.
وبوب الإمام المنذري رحمه الله في كتاب الحج من «الترغيب والترهيب» (2/162)
فقال: (ترهيب من قدر على الحج فلم يحج،
وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)
وذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع:
«هذه ثم ظُهورَ الحصر».
وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها:
«هذه ثم الجلوس على ظهور الحصر»،
قال: وكن كلهن يحججن إلا زينب وسودة بنت زمعة رضي الله عنهن وكانت تقولان:
والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث حسن، قد جاء عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم،
كما في «الصحيحة» للعلامة الألباني رحمه الله رقم (2401).
ثم ارجع البصر إلى حديث ابن مسعود الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان»،
قال المناوي في شرح هذا الحديث من «فيض القدير»
أي هي موصوفة بهذه الصفة، ومن هذه صفته فحقه أن يُستر،
والمعنى أنه يستقبح بروزها وظهورها للرجال،
والعورة سوأة الإنسان وكل ما يستحيى منه،
كنى بها عن وجوب الاستتار في حقها..
إلى أن قال: فإذا خرجت أي من خدرها استشرفها الشيطان،
يعني رفع البصر إليها ليغويها، أو يغوي بها، فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة،
ونقل عن الطيبي أنه قال: والمقصود والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها
لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طَمِع وأطمع؛
لأنها حبائله وأعظم فخوخه اه المراد.
قلت: فانظر -وفقك الله-
أيها أنفع للمرأة الصالحة السلامة من تسلّط الشيطان عليها باستشرافها وفتنتها والفتنة بها،
كما أخبر الصادق المصدوق؟
أم خروجها دعوة إلى الله؟
وكما قيل: السلامة من الشر مغنم.
وقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال عزوجل:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:21].
فقد يستشرفها الشيطان إما بالتشبه بالرجال فيما هو من شأنهم،
أو غير ذلك من الخطوات الشيطانية.
ومن ثم فإن هذا الأمر لم ينتشر بين نساء السلف الصالح رضوان الله عليهم،
فلا أمهات المؤمنين ولا من بعدهن لم يكنّ يرحلن مع أوليائهن أو أزواجهن لمحاضرات النساء،
وكان النساء يقلن للنبي صلى الله عليه وسلم:
اجعل لنا يومًا من نفسك،
·
ومن الجدير متابعته صلى الله عليه وسلم في ذلك من وراء حجاب
بما لا فتنة فيه على الجنسين.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال،
ثم يعظ النساء، وفيهن أفقه النساء في زمنه،
وإلى يومنا هذا وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يأمرها أن تخص النساء بدعوة،
ولا أمرها وأمثالها بذلك الصديق رضي الله عنه
ولا غيره أن تخرج إلى القبائل المجاورة،
ولا البلدان المفتوحة، فتبلغ النساء ما علمته من السنة مع ما في تلك الأماكن من النساء الجاهلات،
وكانت من أتاها علمته،
وباب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح وطلب العلم
الذي هو فريضة على كل مسلم ليس منحصرًا على هذا التجول النسوي
الذي حدث بعد ظهور فرقتي
الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ،
في أزمنة فشت فيها وسائل الشر من مصورات وتسجيلات،
بما لا يؤمن من نشر ذلك بين فقسقة الناس،
فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
وقد أخرج مسلم في «صحيحه» رقم (865) من حديث: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما
أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ:
«لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ».
ومع هذا الوعيد الشديد فقد صح خروج المرأة منه في حديث طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ رضي لله عنه،
أَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ، إِلَّا أَرْبَعَةً:
عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوْ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ».
ولخروجها لصلاة الجمعة مع هذا الوعيد أهم من خروجها للدعوة إلى الله،
لو لا ما تهدف إليه هذه الشريعة الغراء من بقائها في بيتها إلاّ لحاجة.
وأما ما أخرجه البخاري رحمه الله رقم (1520)
فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلَا نُجَاهِدُ؟
قَالَ: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ»،
فغاية ما فيه أن الحج ركن من أركان الإسلام،
يشترك فيه الرجال والنساء، وهناك فوارق بين الجنسين
ثابتتة بأدلتها قد أفردناها في الرسالة المذكورة في أول هذا البحث،
ومن تلك الفوارق ما تقدمت عليه الأدلة في هذه الأسطر.
فعلم بحمد لله ثبوت ما قاله لقرطبي في تفسير قول الله عزوجل:
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾[الأحزاب:33]،
قال: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت،
وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى،
هذ لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن،
ولانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة.
قلت: وبمعنى كلام القرطبي بحرمة خروج المرأة من بيتها،
وما تقوم به من الرعاية التي خوّلها الله فيه إلا لضرورة
قال عدد من المفسرين والفقهاء رحمهم الله عند تفسير هذه الآية،
وعند شرح هذه الأحاديث، لا نحتاج إلى حشد أقوالهم هنا.
ولكن يحسن أن أختم هذه الأسطر بما حرره العلامة الألباني رحمه الله في «سلسلته الصحيحة» (6/401) تحت حديث رقم: (2680) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«مَا مِنْ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلَاثًا مِنْ الْوَلَدِ تَحْتَسِبُهُنَّ إِلَّا دَخَلَتْ الْجَنَّةَ»
فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوْ اثْنَانِ؟ قَالَ: «أَوْ اثْنَانِ»،
قال وفيه فوائد كثيرة فذكرها ثم قال:
قلت: وأما ما شاع هنا في دمشق في الآونة الأخيرة
من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن دروسًا من إحداهن ممن يسمون بالداعيات زعمن،
فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا في عهد السلف الصالح،
وإنما المعهود أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص،
كما في هذا الحديث، أو في درس الرجال حجرة عنهم في المسجد إذ أمكن.
فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئًا من العلم والفقه السليم المستقى من الكتاب والسنة،
فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسًا خاصًا في بيتها، أو بيت إحداهن، ذلك خير لهن([1])،
كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الجماعة في المسجد: «وبيوتهن خير لهن»
فإذ كان الأمر هكذا في الصلاة التي تضطر المرأة المسلمة
أن تلتزم فيها من الأدب والحشمة مالا تُكثر منه خارجها،
فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن،
لا سيما وبعضهن ترفع صوتها، وقد اشترك معها غيرها،
فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم. وهذا مما سمعناه وشاهدناه مع الأسف.
ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدّت إلى بعض البلاد الأخرى كعمّان مثلاً.
نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة، اه
الإجماع على تحريم خروج النساء من بيوتهن سافرات الوجوه
هذه الفتوى للسيدة توكل كرمان من تريد لبناتنا السفور والتبرج زتدعوهن إليه لتتأمل الأحكام الشرعية ولاتأخذها العزة بالأثم
قال ابن عابدين : وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه. (حاشية ابن عابدين 2/488).
قال السهارنفوريُّ الحنفيُّ، رحمه الله: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره (بذل المجهود شرح سنن أبي داود 16/431).
قال إمام الحرمين الجوينيُّ، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية.
(روضة الطالبين 7/24)، و بجيرمي على الخطيب (3/315).
وقال ابن رسلان، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفسَّاق (عون المعبود 11/162).
وقال ابن حجر، رحمه الله: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال.
وقال الغزَّاليُّ، رحمه الله: لم يزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات (فتح الباري 9/337).
وقال الموزعيُّ الشافعيُّ، رحمه الله: لم يزل عمل النَّاس على هذا ، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغيرحاجة. والسلف والأئمة كمالك والشافعيِّ وأبي حنيفة وغيرهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة، فقال الشافعيُّ ومالك: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة:القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة (تيسير البيان لأحكام القرآن 2/1001).
وقال ابن تيميّة، رحمه الله: وقبل أن تنزل آية الحجاب كان النِّساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرِّجال وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تُظهر الوجه والكفين ... ثم لما أنزل الله -عز وجل- آية الحجاب بقوله: [يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ]حجب النِّساء عن الرِّجال. وقال: وكشف النِّساء وجوههنَّ بحيث يراهنَّ الأجانب غير جائز، وعلى ولي الأمرِ الأمرُ بالمعروف والنهي عن هذا المنكر وغيره، ومن لم يرتدع فإنَّه يعاقب على ذلك بما يزجره.
قال بكر أبو زيد: معلوم أن العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم حجة شرعية يجب اتباعها، وتلقيها بالقبول، وقد جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت، فلا يخرجن إلا لضرورة أو حاجة، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه، ولا حاسرات عن شيء من الأبدان، ولا متبرجات بزينة، واتفق المسلمون على هذا العمل المتلاقي مع مقاصدهم في بناء صرح العفة والطهارة والاحتشام والحياء والغيرة، فمنعوا النساء من الخروج سافرات الوجوه، حاسرات عن شيء من أبدانهن أو زينتهن.
فهذان إجماعان متوارثان معلومان من صدر الإسلام، وعصور الصحابة والتابعين لهم بإحسان، حكى ذلك جمع من الأئمة، منهم الحافظ ابن عبد البر، والإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرهم رحمهم الله تعالى، واستمر العمل به إلى نحو منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقت انحلال الدولة الإسلامية إلى دول.
قلت وقت انحلال الدولة الإسلامية الذي ذكره الشيخ هو الوقت الذي خرج فيه محمد عبده المصري بهذه البدعة و ألف فيه قاسم أمين كتابه الذي قيل أنه لمحمد عبده حينما كان الاستعمار الإنجليزي و الفرنسي يتقاسم الدولة التركية و ينشر عملاءه فيها
حكم خروج النساء من بيوتهن
12-07-2004
سائل - الجزائر
المفتي: الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف

السؤال:
ما حكم خروج النساء من بيوتهن ؟

الجواب:
قال ابن العربي في أحكامه (1) عند آية: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن" (2) إلى قوله: "و قرن في بيوتكن" (3): ((قوله: "و قرن في بيوتكن"، يعني وامكثن فيها ولا تبرحن منها))، ثم قال: ((الزمن ظهور الحصر إشارة إلى ما يلزم المرأة من لزوم بيتها والانكفاف عن الخروج منه إلا لضرورة، وقال أبو بكر بن العربي: ولقد دخلت نيفا على ألف قرية من برية فما رأيت أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس التي رمي فيها الخليل بالنار، فإني أقمت فيها أشهرا فما رأيت امرأة في طريقي نهارا، إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى. وسائر القرى ترى نساءها متبرجات برتبة وعطلة، متفرقات في كل فتن وعضلة فقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه)) اه. وقال ابن كثير (4) في تفسير هذه الآية: ((هذه آداب أمر الله بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الأمة تبع لهن في ذلك)). وقال في "وقرن في بيوتكن": ((أي ألزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة شرعية ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهن تفلات" (5)، وفي رواية "وبيوتهن خير لهن" وروى الترمذي والبزار عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ما أقرب ما تكون أقرب ربها وهي في قعر بيتها" (6))). فعلى ما تقدم لا يجوز للمرأة الخروج من بيتها إلا إذا دعت الحاجة الماسة إليها بشروط: منها أن تكون في الطريق وفي المحل الذي تعمل فيه مأمونة على عرضها، وأن لا يكون هناك اختلاط بالرجال، ولا بد لها إن دعت الحاجة إلى الخروج أن تطلب الإذن من زوجها، وإلا اعتبرت ناشزة تستحق من زوجها التأديب، كما قال تعالى: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضر بوهن" (7)، ومعنى النشور في اللغة الارتفاع كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا" وفي عرف أهل الشرع:عصيان المرأة زوجها وارتفاعها عليه. وذلك حرام ومنها أمرُ الشرع بوجوب طاعة المرأة لزوجها فيما له حق عليها. والله الهادي. -------------------- (1) أحكام القرآن لابن العربي (3/1535). (2) سورة الأحزاب/32. (3) سورة الأحزاب/33. (4) تفسير ابن كثير (5/451). (5) سبق تخريجه في الجواب عن السؤال "حكم اختلاط الرجال بالنساء في المسجد". (6) أخرجه الترمذي (3/476) [كتاب الرضاع/باب 18 منه]، رقم 1173. وابن حبان (12/412 413)، ]كتاب الحظر والإباحة/باب ذكر الإخبار عما يجب على المرأة من لزوم بيتها] رقم 5598. وابن خزيمة (3/93) [كتاب أبواب صلاة النساء في الجماعة/باب اختيار صلاة المرأة في بيتها]، رقم 1686. (7) سورة النساء/34.
وهذه للطائشة الكرمان التي تسعى جاهدة وبدعم غربي لينسلخ النساء عن دينهن لتسمع كلام الأئمة الكبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.