قليل فقط من الخيام التي كانت للمعتصمين في شارع الجامعة بصنعاء تم طويها واخذها اصحابها معهم وهم في طريق العودة الى بيوتهم. كان هذا قبل ان تتنبه اللجان الامنية الاصلاحية لخطورة العودة الى المنازل. ومع زيادة الهجرة من الساحة فرضت هذه اللجان على المنسحبين ترك الخيام منصوبة في اماكنها. كثير من هذه الخيام هي فارغة الآن وتم الابقاء اليها لزوم الهيبة والدواعي الاعلامية. هذا لا يعني ان الساحة باتت فارغة تماما طوال الوقت. فالمناؤون لحزب الاصلاح لا يزال بعضهم يحتلون جزء من الشارع بعد ان وضعوا بينهم وبين الاصلاحيين حاجز خرساني، اما الاصلاحيون فلا يزالون في اماكنهم لا يبارحونها الا اجزاء من الليل والنهار لقضاء حوائجهم ثم يعودون اليها، وهم منضبطون في ذلك ملتزمون بالتوجيهات والاوامر الحزبية. ولكن الى متى؟ لا يبدو ان الاصلاحيين سيغادرون الساحة في وقت قريب فوجودهم مهم بالنسبة لحزبهم ولقائد الفرقة الأولى مدرع وأولاد الشيخ الاحمر. فالساحة هي متكى يتكئ عليها كل هؤلاء الذين يبررون تمردهم وعنفهم باسم شباب الثورة، اذ ان خلو الساحة من المعتصمين يضعف مواقفهم ولا يوفر المبررات الكافية لنشطتهم غير المشروعة ولاعمال العنف التي يماسونها. فحزب الاصلاح واللواء علي محسن واولاد الشيخ عبد الله الاحمر اصبحوا يمارسون كل الجرائم ومظاهر الخروج عن القانون باسم الثورة الشبابية. اللواء علي محسن برر انشقاقه العسكري باسم حماية المعتصمين رغم ان جنوده قتلوا اعدادا كثيرة من المعتصمين واعتقلوهم وضربوهم. مليشيات حزب الاصلاح بقيادة الحنق والزنداني في ارحب تهاجم المعسكرات للاستيلاء عليها بدعوى ضمها الى ثورة الفرقة الموالية للثورة الشبابية. ومليشيات الاصلاح والفرقة الاولى في تعز بقيادة الشيخ حمود المخلافي واللواء صادق سرحان قائد الدفاع الجوي لعلي محسن تهاجم الامن والحرس الجمهوري وتقطع الطرقات وتحول تعز الى ساعة للفوضي باسم ثورة الشباب. واولاد الشيخ الاحمر يبررون تمردهم على الدولة باسم مناصرة الثورة الشبابية حتى انهم عندما احتلوا الوزارات والهيئات الحكومية ودمروها في الحصبة قال الشيخ حميد الاحمر حينها انهم فعلوا ذلك لكي ينقلوا ادارة تلك الوزارات والهيئات الحكومية الى سلطة الثورة الشبابية. واليوم يأتي الشيخ صادق الاحمر وشيوخ قبليين موالين للواء محسن وللاصلاح الى الساحة بصنعاء ليعلنوا اقامة تحالف القبائل اليمنية لمناصرة وحماية الشباب، وهي محاولة واضحة لاستغلال وجود ما تبقى من المعتصمين من اجل تبرير انشاء تكتلات قبلية عصبية مقيتة تدعم نهجهم في العنف في سبيل الاستيلاء على السلطة. اذ كيف يقولون ان القبايل جاءت لحماية الشباب بينما قد سبقتهم الفرقة الاولى لذلك وبالطريقة التي سبقبيانها. ثم حمايتهم ممن؟ اذ لا وجود لأي تهديد للمعتصمين يستدعي حماية الفرقة الاولى وشيوخ الاحمر والاصلاح وقبيلة حاشد