دعا المجلس الوزارى الخليجى، فى ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى، مساء أمس، الأحد، فى جدة كافة الأطراف اليمنية ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال. معربا عن قلقه العميق لاستمرار تدهور الأوضاع فى اليمن. وناشد أمين عام المجلس، عبد اللطيف الزيانى، جميع الأطراف اليمنية أن تعمل على تهيئة الظروف والأجواء المناسبة لتعزيز الثقة للانتقال السلمى للسلطة، وبما يحقق تطلعات وخيارات الشعب اليمنى. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بعد انتهاء الاجتماع الوزارى الخليجى فى دورته ال120. كما أعرب المجلس الوزارى الخليجى عن دعم دول المجلس لكل الجهود الرامية إلى حقن الدماء والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن. المعارضة اليمنية مستائة من البيان الختامي لوزراء الخارجية الخليجيين : وقد سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين في ساحات وميادين التغيير في اليمن بسبب ما يراه الثوار تجاهلا تاما للملف اليمني من قبل دول مجلس التعاون الخليجي في مقابل الاهتمام بالملفين الليبي والسوري. وتوالت ردود الفعل الغاضبة عقب البيان الختامي الصادر عن اجتماع المجلس الوزاري الخليجي الذي عقد مساء أمس بجدة ودعا فيه جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق للعنف والاقتتال. وهاجم ناشطون بالثورة الشعبية ومعارضون يمنيون مجلس التعاون واتهموا دوله ب"خذلان اليمنيين وتهميش قضيتهم بطريقة متعمدة من خلال اتباع سياسة الكيل بمكيالين في تعاطيها مع القضايا العربية العادلة". خالد الانسي الناشط الشباب السعودية معادية ل ثورة اليمن : وبرأي القيادي بالثورة الشبابية بساحة التغيير بصنعاء خالد الآنسي فإن "دول الخليج وتحديدا السعودية تبنت موقفا معاديا للثورة اليمنية حينما منحت الرئيس علي عبد الله صالح فرصة إدارة نشاطه المهاجم للثورة من الرياض". ودعا الآنسي السعودية إلى "الاتعاظ من الدرس الأميركي حينما وقفت واشنطن ضد التغيير في المنطقة العربية فأدى ذلك إلى نشوء تنظيم القاعدة". وبرأيه فإن الموقف السعودي قد يؤدي إلى ولادة تيار متطرف ضدها. وقال الناشط خالد الآنسي لقد أجمع الثوار على أن الثورة يجب أن تنتهي بما بدأت به وهو الحسم الثوري بعيدا عن المبادرة الخليجية التي تهدف إلى إنهاء الثورة وتتيح لصالح تنفيذ تهديداته بصوملة اليمن إذا رحل نظامه. *و طالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد الظاهري دول مجلس التعاون الخليجي ب"رد الاعتبار" لمبادرتها التي أعلنتها مرارا ورفضها الرئيس علي عبد الله صالح. وقال "كان الأحرى أن تمارس هذه الدول نوعا من الضغط على صنعاء احتراما لأمينها العام عبد اللطيف الزياني الذي تحول إلى ساعي بريد". وأضاف للجزيرة نت أن أحزاب اللقاء المشترك تلقت وعدا من الزياني بأن يعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه الطرف الذي تخلف عن وعد التوقيع لكنه لم يف بوعده. وبدوره أكد محمد الظاهري أن الثوار لم يعولوا كثيرا على المبادرة الخليجية منذ ولادتها ولكن عولوا على برنامجهم التصعيدي لإنجاح ثورتهم السلمية.
القانص تناقض في الموقف الخليجي : ويلفت القيادي في أحزاب اللقاء المشترك المعارضة نايف القانص النظر إلى وجود علامات استفهام كثيرة احتواها البيان، وبين أن هناك تناقضا في المواقف الخليجية تجاه الثورات العربية فبينما وقفت هذه الدول موقف العداء من الثورتين اليمنية والبحرينية تعاملت في الوقت نفسه بموقف مختلف مع الثورة السورية. وقال "لم يحمل المواطنون في اليمن والبحرين سلاحا ورفعوا شعار السلمية بخلاف سوريا التي حمل فيها المواطنون هناك السلاح ورغم ذلك يحظون بالدعم السياسي". توافق تام مع ما جاء به البيان الوزاري الخليجي : لكن عبد الحفيظ النهاري -نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام- نفى تهمة التعاطف مع نظام صالح في البيان الخليجي. وقال "إنها دعوات إلى الوفاق والسلم واستشعار المسؤولية والاحتكام إلى العقل في انتقال السلطة وتهيئة الظروف الملائمة". وتساءل "لا أدري كيف ترفض أحزاب اللقاء المشترك مثل هذه الدعوات الخيرة التي يوجهها الأشقاء في الخليج وهي جهود ترمي إلى حقن الدماء والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن؟". واتهم المسؤول الحزبي المعارضة بعدم تهيئة الأجواء المناسبة لتعزيز الثقة المتبادلة بين كافة الأطراف الوطنية من أجل الانتقال السلمي للسلطة بناء على المرجعية الدستورية والقانونية. وقال إنهم لا يريدون النهوض بالإصلاح والتغيير عبر الطرق الديمقراطية بما يحقق رغبات وتطلعات اليمنيين. عبده الجندي والشباب اليمني : وناشد الشباب الحر المتطلع إلى التغيير فى الساحات بتحكيم العقل ومراجعة النفس وأن لا يكونوا أداة بيد المتآمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة وأن تكون مطالبهم واضحة تعبر عن تطلعاتهم ويسعون إلى تحقيقها بالأساليب الديمقراطية بعيدا عن المبالغة والتعجيز.