أحمد علي عبدالله صالح يطرح أسمه بين هذه السطور ويولد اليوم من جديد متوجاً بالسمو العسكري ومظفراً بالروح المدنية، هكذا بعد خوضه سِفراً ملحمياً أدهش خصومه قبل أن يدهش مناصريه، فعلى امتداد عامين خاض هذا الشاب غمار التحدي الذي وضعه أمام قدرية موحشة من التحديات الجسام والبراءة الصعبة، والتي راهن الكثير على انها لن تقم له قائمة من بعدها ! أستطاع هذا القائد الشاب أن يتصدى لخطر المؤامرة وبأن ينحني لقدرية التغيير في آن واحد مرتدياً بالأمس بزته المدنية بعد أن أثبت "وبجدارة ائتمانية" براءته الوطنية و فروسيته العسكرية وحنكته السياسية الفريدة التي خاضها بين صفحات مرحلة تعد من اصعب صور التحدي للمسؤولية والشرف و المصير! فبشخصية مختلفة وعقلية متجاوزة للمألوف تحلى بهما هذا القائد الشاب المحشور بين مطرقة "نجل الرئيس" و سندان التآمر والتمرد من جهة ،وبين حتمية التغيير القائم من جهة أخرى، خاض القائد الشاب ملحمة من الصلابة الصامتة والسياسة المُخلقة ما يكفي للدهشة والشفاعة والإعجاب ،مسطراً بذلك دروساً في الشرف العسكري والولاء المؤسسي بين الجيش ومؤسسات الدولة الدستورية (دروساً يدركها عميقاً أرباب السياسة والدولة)ملحمة بكل هذه البساطة و التعقيد كانت تحكي بان الفروسية للوطن لا تقبل التقليد، وبأن المرء من قال أنا وليس من قال "أبي"! قبل عامين من الآن كنت أحد رواد حركة التغيير، وكان هذا الأسم "أحمد علي" يتجسد في ذهني كعنوان للتوريث المرفوض و لشخصية أتخيلها بانها تربت على "ملعقة من ذهب" أخشى على الجيش منها، فالصواريخ والزناد لا يحملها اصحاب الحياة الباذخة والقصور المنيفة وقامت حركة التغيير وجرت الأيام وتوالت المواقف و سقطت أعلام وأقنعة ..وعصفت النوائب والفتن لتختلف المشاهد والصور. قبل نصف عام كنتٌ في مقيل نتحدث عن مستقبل التغيير وكنت اتحدث عن اهمية التوازن وأهمية الحرس الجمهوري مؤكداً بان "أحمد علي" لم يعد عنواناً للتوريث ولا خطراً على الجيش، فرد أحد الدكاترة زاجراً "عادل ألاحظ بانك صرت بلطجي" رديت عليه بين ابتسامات صفراء ملأت المكان : بان التحولات والمرحلة أثبتت شخصية مختلفة لهذا الشاب مستدلاً بثلاث مواقف اساسية هي من صاغت رؤيتي : • دور الحرس الجمهوري في ظل حجمة وامكانياته و ولاء قياداته مع هذا الشاب رغم التقلبات والبورصة القائمة. • رد فعل هذا القائد "الأبن" عقب حادثة جامع النهدين الذي يعكس رباطة جأش مسؤولة و شخصية لم تتملك القوات المسلحة في أحلك المواقف! • قناة اليمن اليوم كمؤسسة إعلامية تتبع توجهاته ومدى مصداقيتها في ظل مقارنتها مع قناة الجزيرة العالمية مثلا. • فشلنا في إيجاد ملفات فساد على هذا العميد رغم المرحلة. لتأتي مواقفه تجاه قرارات الهيكلة في 2012 و الاخيرة فكان أول المرحبين بها و اول المنفذين وتصريحه بالأمس "نحن اصبحنا اشخاص مدنيين، وليس لنا الحق في الحديث حول الشئون العسكرية" حينها أدركت جازماً بان ليس للملاحم من سر أكثر من قيمة ورجل تسطرها النوائب بين الشدائد وتحولات القدر، وبأن للمجد سمو لا تقهره المكائد و ثبات لا يقبل الزيف والتقليد، وبان الحقد عار والحق واجب. فهنيئاً لك ايها "العميد" هذا السِفر المشرف ومرحباً بك ايها "الأستاذ" في الحياة المدنية متمنياً لك ومنك العمل على إنجاح العمل المؤسسي في الحياة المدنية، فلك مني ومن كل شاب وطني حر تحية ثورية...وتلك القبعات التي تحلق في السماء ! عذراً ... الوطن ليس مغنماً للجبناء... والثائر ليس شيطاناً أخرس
* عادل الربيعي عضو مؤسس في اللجنة الإعلامية الأساسية في ساحة التغيير