لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى، يتوقف سوق الخوبة الأسبوعي اليوم الخميس، وهو ما يمثل حدثاً سيتذكره أهالي جنوب جزيرة العرب، السعوديون واليمنيون، طويلاً. ويرجع السبب فى ذلك التوقف إلى الخوف من إرهابالحوثيين ، حيث قام مسلحين بالتسلل إلى موقع "جبل دخان" داخل الأراضي السعودية بالقرب من مركز خلد الحدودي في قطاع الخوبة في منطقة جازان . وقام هؤلاء المتسللون بإطلاق النار على دوريات حرس الحدود من أسلحة مختلفة، مما أدى إلى استشهاد رجل الأمن تركي بن سالم القحطاني "23عاما" وإصابة أحد عشر رجل أمن آخرين. وأعلن محمد بن هادي الشمراني محافظ الحُرّث التي تضم قطاع الخوبة أن سوق الخوبة الذي ينعقد كل خميس سيتم إيقافه اليوم حماية لأرواح الأهالي. ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن الشمراني قوله:" إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ المحافظة، منذ أن أخذت اسمها الحالي، التي يتوقف فيها السوق منذ بداياته التاريخية". ومثل لوحة فنية، يرصّع الجيران السعوديون واليمنيون كل أسبوع ساحات السوق بألوان أمتين شقيقتين، إذ يتوافد الرجال والنساء من الجانبين إلى السوق مع بزوغ شمس كل خميس ليتبادلوا بضائعهم في مناخ يختلط فيه الاقتصادي بالثقافي بالسياسي. ويشار إلى أن سوق الخوبة يقع في الأقصى الشرقي لمنطقة جازان على الحدود القريبة من الجمهورية اليمنية، وقد حافظ أبناء قطاع الخوبة بمحافظة الحرث التابعة لمنطقة جازان على سوقهم، مما أهله لاهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تدرس خطة لتطويره للمحافظة على مكوناته من الحرف اليدوية بالذات، إضافة إلى الصناعات الخشبية التي تستمد مقاديرها من أشجار الجنوب. ويحتفي سوق الخميس في الخوبة كل أسبوع بمصنوعات أشجار الأثل والعرج والقضب، وأدوات الحرث مثل الحلي والمحر والجلب والساقة، ومنتجات الذرة، والخضروات والأقمشة والفخاريات، والمصنوعات القشية والحجرية، والأعشاب العطرية، مثل الكادي والفل والعزان والبعيثران والشيح والواله والفل القريشي والشذاب وأزهار بنات الجبل والبياض والغليم. ولا يرتاد السوق الباعة والمشترون فحسب، بل كل أولئك الذين يعتبرون سوق الخوبة مهرجاناً أسبوعياً، حيث يجدون فيه ما يشبه "حديقة حيوانات" مصغرة، فبالإضافة إلى الطيور والثعابين، يشهد السوق عمليات بيع واسعة لحيوانات برية، مثل الأرانب والوبر والوكري، والحمام والطيور وأهمها الصقور. وحول سابقة توقفه، أكد الدكتور علي شيبان العريشي عميد البحث العلمي في جامعة جازان أن سوق الخوبة من الأسواق التي يزيد عمرها على مائة عام ، موضحاً أن المؤكد بصورة قطعية أنه لم يتوقف منذ الحرب العالمية الأولى . وأضاف أن تاريخ المنطقة لم يسجل حالات توقف للسوق بسبب أحداث سياسية أو اقتصادية وربما توقف مرة أو مرتين لمواجهة كوارث طبيعية كالسيول .