شهدت مدينة تل أبيب، منذ أيام تظاهرة حاشدة ضمت أكثر من 100 ألف شاذ جنسيا ضمن احتفالية سنوية للمثليين تنظم منذ نحو 12 عاما برعاية بلدية المدينة. وقالت المصادر أن المتظاهرين ملأوا الشوارع بملابسهم الفاضحة رافعين شعار "أحبب قريبك كنفسك" المقتبس من التوراة، وانتشرت أعداد كبيرة من الشرطة لحماية المتظاهرين، في حين أغلق العديد من الطرقات الرئيسية في المدينة، وبعكس القدس فإن تل أبيب تعتبر مدينة متحررة للغاية من وجهة نظر أخلاقية.
وعلى الرغم من العداء الشديد الذي تكنه الأوساط الدينية في إسرائيل للمثليين، ولا سيما للذكور منهم، فإن المثلية لم تعد جريمة يعاقب عليها القانون الإسرائيلي، وذلك منذ 1988، كما أن المحاكم تعترف للأزواج المثليين ذكورا وإناثا ببعض الحقوق.
وقد تزامنت هذه الاحتجاجات مع العدوان الإجرامي الذي نفذته قوات الاحتلال ضد المدنيين العزل بقافلة "أسطول الحرية" حيث أطلقت رصاصاتها الغادرة على دعاة السلام الذين حاولوا كسر الحصار على غزة وإدخال مساعدات إنسانية وأجهزة طبية وألبان للأطفال الرضع.
فلم يتورع الكيان الصهيوني عن قصف قافلة الحرية موقعا عشرات الضحايا ما بين شهداء وجرحى لتوصيل رسالة واضحة إلى العرب والمسلمين خاصة، والعالم أيضا أنه لا توجد حدود آمنة مع "إسرائيل" وأن جرائمها واعتداءاتها لن تستثني أحدا.
ولعل في هاتين الواقعتين ما يشير بجلاء إلى الازدواجية البغيضة في تعامل الكيان الصهيوني ونظرتهم إلى الحقوق البشرية، ففي حين وفرت "إسرائيل" جميع ضمانات الحماية لحقوق الشواذ والمثليين فإنها لا تتورع عن قصف مدنيين في مهمة إنسانية يدافعون عن حق شعب أعزل يقبع تحت الحصار منذ أكثر من عامين وأطفال لا يجدون ألبانا يشربونها أو طعاما يأكلونه ومرضى لا يجدون دواءً يسكن آلامهم.
سجل أسود للانتهاكات وقد كشف تقرير لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة منذ فترة النقاب عن جرائم مفزعة ترتكب في دولة الاحتلال وتعتبر انتهاكا لأدنى حقوق البشر وخصوصا في مجال الاغتصاب أو عصابات الاتجار بالبشر عبر جلب سائحات من الخارج وتسخيرهن للعمل في الدعارة وبيعهن كرقيق في أسواق مودرن للنخاسة.
وتم توجيه الاتهامات للشبكة بتهريب مئات النساء من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل للعمل في الجنس، وكانت المتهمة الرئيسية، التي تربطها علاقات وطيدة مع ما يطلق عليه اسم "أُسر المافيا"، تدير شبكتها عن طريق توظيف أشخاص للبحث عن الفتيات في بلاد مثل مولدوفا وبيلاروسيا أوكرانيا. وكانت الضحايا من الشابات اللائي تلقين وعوداً بالعمل في إسرائيل كراقصات أو نادلات في الملاهي الليلية. وقد أبلغت العديد منهن عن تعرضهن للمعاملة العنيفة والقاسية. وتمر السائحات بظروف صعبة جدا، حيث تشير الشهادات التي جمعتها بعض المنظمات غير الحكومية العاملة مع ضحايا الاتجار بالبشر إلى تعرض بعضهن للاغتصاب وسوء المعاملة من طرف المهربين البدو خلال رحلة العبور. كما أنهن كن عرضة للمزيد من سوء المعاملة على أيدي "ملاّكهن" في إسرائيل إذا ما رفضن العمل في الجنس حيث كان يتم إجبارهن على العمل لثلاثين يوماً في الشهر دون أي مقابل إلى أن يتمكن سماسرتهن من استعادة كل قرش دفعوه لاستقدامهن. محيط