ساقتني الصدف إلى التعرف بهذا الرجل العملاق في بداية التسعينات وتحديداً أثناء تكوين المؤتمر وانطلاقته الاولى في المحافظة 1990م ونظراً لخصوصية المحافظة من حيث قلة الملتحقين في صفوف التنظيم في ذلك العهد جعل من نفسه النواة إلى جانب القيادات التنظيمية في صفوف أوائل الملتحقين بالتنظيم واستطاع أن يعمل بكل إخلاص وتفاني على توسيع قواعد المؤتمر واستحق التقدم فيه حيث شغل رئيس لجنة الرقابة التنظيمية وكان مثالاً في الأخلاق والتعاون والاقتراب من الناس وكان لسلوكه وحسن تعامله مع الغير يزيد من احترام الآخرين له ويعزز مكانته في أوساط من يعرفونه . عرفته شجاعاً وسياسياً ولبقاً في التحدث بإقناع الآخرين بفكرته وفياً ومخلصاً لمن يعرفه أو يتعامل معه صادقاً في نواياه لا يحب التعصب وينظر إلى من حوله على أنهم أسرته وإخوانه ... كان لتلك المعاملات والأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها الأثر الطيب في نفوس من يعرفونه استحق التقدير والاعتزاز لشخصيته . وعرفته أيضاً وفياً لوطنه ومجتمعه وكان شغوفاً بتعاونه مع الناس في حل مشاكلهم وكان ينفق أضعاف ما يستفيد كان اهتماماته وانشغالاته بهموم الوطن ونظرته شاملة إلى من حوله مما حذا بالقيادة السياسية أن تهتم به كشخصية قيادية بارزة على مستوى المحافظة بل على مستوى اليمن كافة . تقلد الكثير من المناصب القيادية لحسن قيادته لعل من أهمها : مدير عام مديرية منبه م / صعده و مدير عام مديرية بيحان م / شبوه ومدير عام مديرية يريم م / إب و مدير عام مديرية رازح م / صعده ثم قائد لكتيبة القوات الشعبية – جبهة الملاحيظ صعده واخيراًمدير عام مديرية خمر م / عمران . كنت على اتصال دائم به نظراً لصداقتي به وكان يثق في الحديث معي وخاصة عندما تكون هناك منافسات انتخابية أو قضايا تهم المحافظة لمعرفة توجهه ورأيه وكان تقديره للأمور في محلها وتقييمه للنتائج والعواقب مسبوقة بسبب ما يتمتع به من ذكاء ودهاء وحكمة وخبرة فيعد في نظري زعيم وقائد محنك خسرناه بل خسره الوطن كله . لا زلت اتذكر كلماته لي على مشارف جبهة الملاحيظ عندما استقبلنا ونحن نقوم بإيصال قوافل الدعم والمساندة من أبناء محافظة البيضاء إلى إخوانهم أبناء القوات المسلحة وكذا النازحين في صعده حيث قال لي شرفتمونا بوصول أول قافلة إلينا غير مدرك أن الشرف الأول يعود له ومن ومعه من أبناء القوات المسلحة في تقديم التضحية والفداء على تربة هذا الوطن الغالي والمعطاء . وفي خلال هذا اللقاء الذي جمعني به أوقفته لآخذ صورة معه كذكرى لم أكن أعرف أن هذه الصورة ستصبح هي الذكرى الوحيدة المتبقية وهي صديقتي بعد فراق جسد صديقي الطاهر إلى مثواه الأخير . فتغمد الله شهيدنا البطل بواسع رحمه وألهمنا وذويه الصبر والسلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون .. * الصورة تجمع الزميل على العطروس محرر البيضاء برس والشهيد خالد الشيبه في جبهة الملاحيظ