الجميع يعرف ان الجيش المصري تم طباخته في مطابخ امريكية والكثير من جنرالاته زاروا أمريكا وتدربوا فيها لفترات طويلة. ولذا ظلت أمريكا طوال السنوات الماضية مطمئنة له باعتباره حامي حمى اسرائيل الموثوق به . ولعل هذا يفسر سر سكوت امريكا عن إقالة المشير طنطاوي وعنان واعلان اطمئنانها للسيسي عندما تم تعيينه وزيرا للدفاع ... الدولة المصرية لم يكن يحكمها مبارك بقدر ماكان يحكمها جنرالات الجيش الذي تنفق عليه امريكا .ولذا فان سقوط مبارك في فترة قصيرة مريبة إنما كان بسبب ان الجيش دخل طرفا ثالثا ليكتب بنفسه خطاب تنحي مبارك ليحل بديلا عنه بطلب من المتبرع الخارجي حفاظا عليه وعلى الدولة العميقة. اليوم لم يعد الجيش طرفا ثالثا بل اصبح هو الطرف الثاني لمواجهة الثورة وبالتالي فهذا يزيد القضية تعقيدا ولم يعد يرجى ان يكون الجيش هو من يحسم الثورة ويسترد الشرعية . اصبح الشعب بما فيهم القوى الاسلامية وجها لوجه مع الجيش مما يجعل هذا الصدام صداما حقيقيا .أي اننا اليوم امام ثورة حقيقية ليست كالسابقة التي حاول الجيش ان يحسمها لصالحه . التعويل اليوم في الحسم ليس على الخارج المتواطئ ولا على الجيش المنقلب بل على الشعب المصري وصموده ولذا فيجب اغراق القاهرة بسيل بشري جارف يشل الحركة ويربك الجيش ويجعله عاجزا أمام اي تصرف اي محاصرته من جميع الجهات وشل تحركاته . وهنا لن يجد بدا من الاذعان والتسليم كما حدث في فينزويلا . وهذا مانأمله في الايام القادمة من جميع قوى الثورة