واصلت قوات الرئيس علي عبدالله صالح ومسلحون موالون له قتل المحتجين من أنصار الانتفاضة السلمية يوم الاثنين لليوم الثاني على التوالي موقعين نحو 21 شهيداً على الأقل وعشرات الجرحى. وخاضت قوات صالح ومسلحوه قتال شوارع ضارياً مع قوات الفرقة الأولى مدرعة لمدة 12 ساعة ابتدأ في السابعة صباحاً وتوقف عند السابعة مساء مع سماع اشتباكات متقطعة. امتدت الاشتباكات إلى منتصف شارع الأممالمتحدة حيث مقر المكتب الإداري لأحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري النجل الأكبر لصالح وحي القاع وشارعي هائل والزبيري وحي الجامعة القديمة حيث يبدأ الطرف الجنوبي لساحة التغيير التي تعرضت للقصف ورصاص قناصة. واعتلى قناصة يعملون لحساب نظام صالح عدة مبان مرتفعة تشرف على ساحة التغيير فقتلوا محتجين فيما أمضى جنود الفرقة الأولى التي أعلنت تأييدها للانتفاضة في مارس الماضي معظم ساعات القتال في تأمين المباني التي يعتليها القناصة. وبين الشهداء طفل رضيع طاله رصاص المسلحين الموالين لصالح إلى داخل سيارة والده الذي ركن سيارته في شارع هائل وذهب لشراء أطعمة. ويستخدم الطرفان قذائف آر بي جي ورشاشات ثقيلة ومتوسطة وبنادق رشاشة في القتال الذي اندلع يوم الأحد حين قتلت قوات صالح نحو 24 محتجاً في حي القاع بعد سبعة أشهر من اندلاع انتفاضة شعبية سلمية غير مسبوقة ضد نظام صالح الذي حكم البلاد 33 عاماً بمزيج من القمع وشراء ولاءات السياسيين ورجال القبائل وإفساد الحياة السياسية ونقابات المجتمع. وقضى سكان الأحياء الواقعة في إطار مناطق الاشتباكات نهاراً كاملاً تحت الخوف والترقب ولزموا منازلهم فيما توقفت حركة المركبات وتواصل انقطاع التيار الكهربائي طيلة الساعات الأربع وعشرين الماضية. وقد بدأ سكان في الأحياء التي تدور فيها المواجهات بالنزوح إلى أماكن بعيدة عن مواقع القتال. الصورة للطفل أنس محمد السعيدي الذي قتله المسلحون الموالون لصالح يوم الاثنين.