سقط نحو 25 شهيداً على الأقل أحدهم طفل اليوم الاثنين في العاصمة اليمنية صنعاء برصاص قوات الأمن ومسلحين بلباس مدني يتبعون نظام صالح، ليرتفع بذلك عدد ضحايا مذبحة قوات صالح على المتظاهرين خلال يومين إلى أكثر من 50 شهيداً. وقال مصدر في المستشفى الميداني بساحة التغيير إن عشرين جثة وصلت إلى المستشفى بينما وصلت خمس جثث إلى مستشفى جامعة العلوم، سقطوا في إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي من الأسلحة الرشاشة على المتظاهرين في تقاطع «كنتاكي» وسط صنعاء.
وأحد الشهداء طفل في الشهر العاشر من عمره، وكان رفقة والده بالقرب من المنطقة عندما أصيب بالطلق الناري.
وقال والد الطفل «ساعدني يا الله قُتِل ابني». وتابع «كنا في السيارة في شارع هائل (القريب من الاشتباكات). نزلت من السيارة لشراء بعض الطعام وتركت ولدي الاثنين في السيارة وسمعت الابن الاكبر يصرخ. أصيب الابن الاصغر في الرأس مباشرة». بحسبما نقلته وكالة رويترز. كما استشهد ثلاثة من قوات الفرقة أولى مدرع التي كانت تصد القناصة التابعون لنظام صالح الذين اعتلوا أسطح البنايات المجاورة لساحة التغيير.
وعاشت العاصمة صنعاء طوال ساعات النهار حرباً مفتوحة ضد المتظاهرين شنتها قوات صالح ومسلحون موالون له، كما قصفت هذه القوات أحياء سكنية وطالت قذائف الهاون والآر بي جي عدة منازل للمدنيين في أحياء الرباط وهائل والزبيري.
وتحولت صنعاء إلى مدينة أشباح حيث امتنع الناس عن الخروج إلى الشوارع خصوصاً التي تستهدفها قوات نجل صالح وقريبة من ساحة التغيير بصنعاء.
وسُمع منذ الصباح الباكر دوي الانفجارات التي طالت مواقع عسكرية تابعة للفرقة أولى مدرع غرب العاصمة صنعاء، قبل أن يعود الهدوء الحذر إلى العاصمة مع حلول المساء.
وكان شباب الثورة بدعم من قوات الفرقة الأولى المدرعة المؤيدة لهم تمكنوا من التقدم إلى تقاطع كنتاكي عقب مجزرة أمس وأطلقوا عليها اسم «جولة النصر». وقال مراسل المصدر أونلاين اليوم إن مسلحين يحتمون في عمارة عذبان وعمارات أخرى قريبة من التقاطع يطلقون النار الكثيف على المعتصمين السلميين الذين نصبوا الخيام عند الجسر.
وتبذل قوات الفرقة الأولى مدرع جهوداً لتعقب القناصة الذين يطلقون النار على المتظاهرين من على أسطح البنايات.
وفي وقت لاحق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين موالين لصالح وجنود من الفرقة الأولى مدرع استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة وامتدت المواجهات إلى قرب منزل نجل الرئيس صالح نهاية شارع الدائري الغربي باتجاه منطقة حدة (جنوباً).
وفي مدينة تعز، فتحت قوات الأمن والحرس الجمهوري نيران أسلحتها على متظاهرين يشاركون في مسيرة ضخمة بالمدينة ما أدى إلى استشهاد ثلاثة على الأقل وإصابة نحو عشرين بالرصاص، كما أصيب العشرات باختناقات جراء إلقاء قنابل الغاز.