تجددت مواجهات مساء السبت وصباح الأحد بين قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح وجنود من الفرقة الأولى مدرع التي تحمي المتظاهرين السلميين، في أعقاب قصف قوات صالح مواقع للفرقة وأحياء سكنية بصنعاء. واندلعت مواجهات منتصف الليلة الماضية وصباح اليوم الباكر في شارع هائل وتقاطع النصر (كنتاكي) جنوب ساحة التغيير، حيث قصفت القوات الموالية لصالح مواقع للفرقة في هاتين المنطقتين.
وسُمع إطلاق نار بشكل متقطع لعدة ساعات في وقت متأخر من ليل أمس صاحبها انفجارات قذائف جراء قصف قوات صالح مواقع الفرقة ما جعل الأخيرة ترد على مصادر النيران.
وتتسبب المواجهات في حدوث حالة من الهلع في صفوف السكان، كما تشهد تلك المناطق موجة نزوح مع تجدد المخاوف حول احتمال توسع المواجهات. وخرجت مسيرة سلمية حاشدة اليوم الأحد انطلقت من ساحة التغيير إلى شارع الزراعة توجهت صوب شارعي الزبيري والستين الغربي قبل أن تعود إلى الساحة، لكن قناصة موالون لصالح اعترضوا المسيرة، ما اضطر الفرقة للقيام بعملية تمشيط لبعض البنايات التي يتمركزون فيها. وقال شهود ومصادر متعددة للمصدر أونلاين إن مسلحين يعتلون سطح أحد المباني في منطقة القاع أسفل شارع الزراعة أمطروا المتظاهرين بالرصاص بشكل مفاجئ ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، حينها انقسمت المسيرة إلى نصفين. وأضافت المصادر إن جنوداً من الفرقة الأولى مدرع ردوا على مصادر إطلاق النيران واشتبكوا مع المسلحين الذين استخدموا قذائف آر بي جي إلى جانب الأسلحة الرشاشة. وقال شاهد عيان ل«المصدر أونلاين» إن مصورين اثنين أحدهما تلفزيوني والثاني فوتوغرافي يتبعان دائرة التوجيه المعنوي، كانا يتمركزان إلى جانب جنود من الأمن المركزي في مبنى جوار العمارة البيضاء التي يتمركز به المسلحون، وكانوا يلتقطون صوراً للأحداث. وأضاف المصدر إن جنود الفرقة تبادلوا إطلاق النار مع الجنود ما أدى إلى إصابة المصور التلفزيوني «علي صلاح مالك» بطلق ناري في رجله، أسعف إلى المستشفى ثم عاد إلى منزله لأن إصابته خفيفة. وقال مصدر في الفرقة إنه تم إلقاء القبض ظهر اليوم الأحد على اثنين من القناصة كانا يطلقان النار من مبنى بمنطقة القاع، وقتلا ثلاثة من منتسبي الفرقة أحدهم ضابط يدعى المقدم حمود منصور طيور وهو قائد كتيبة صاعقة في الفرقة. إلى ذلك، ما يزال جنديان آخران يرقدان في العناية المركزة، كما يخضع ثالث لعملية جراحية بعدما استقرت الرصاصة تحت قلب مباشرة، بحسب مصادر طبية وعسكرية. ولقي أربعة متظاهرين مدنيين حتفهم في الهجوم. وتهشم جزء من وجه أحد الشهداء جراء قذيفة آر بي جي أطلقها المسلحون الموالون لصالح، كما لقي آخرون حتفهم بالرصاص. وأحد الشهداء يدعى أحمد قطران وهو أستاذ جامعي وكان يحضر لدرجة الدكتوراة في اللغة الأنجليزية.