صنعاء سام ابو اصبع // اختتم منتد الحوار الفكري وتنمية الحريات ندوته "القضية الجنوبية.. التوصيف..الفهم.. والحلول" للفترة 20 - 22 بمركز الدراسات بصنعاء وخرجت بإستخلاصات متعددة تهدف حسب رئيس منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات د.عبدالكريم قاسم دماج أن الهدف من الندوة هو إخراج القضية الجنوبية من السجال السياسي، الذي في معظم حالاته يكون محصورا في المقاصد السياسية الضيقة غير الواقعية وغير المبررة لقضايا المستقبل، إلى مجال البحث العلمي الموضوعي. وتناولت الندوة عبر برامجها ومداولاتهاعلى مدى ثلاثة أيام متوالية ثمان أوراق عمل في أربع جلسات بمشاركة عدد من الباحثين والاكاديميين ومن ذوي الاهتمام والاختصاص بحيث هي ندوة مفتوحة لكل المهتمين.
وفي جلسة الإفتتاح برئاسة الدكتور صالح باصرة عبر مناقشه الورقة الأولى المعنونة "البعد الوطني للقضية الجنوبية" وتضم تجربة الوحدة الاندماجية اليمنية مايو 1990 ، للباحث طاهر شمسان، يعقب على الورقة الدكتور مبارك سالمين. وتحمل الورقة الثانية عنوان "المدخل الحقوقي والقانوني للقضية الجنوبية والمعالجات الأساسية الممهدة لحل القضية الجنوبية "للدكتور جعفر الشلالي جامعة عدن، وتعقيب الدكتور علي مكرد العوضي - جامعة صنعاء. وتناولت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور أحمد الصايدي ورقة النقاش الثالثة والمعنونة "البيئة السياسية للدولة اليمنية ونظامها الانتخابي - مدخل لحل القضية الجتوبية" للدكتور بشير الاكحلي - جامعة صنعاء - وتعقيب الدكتور محمد عبدالله نعمان - جامعة صنعاء. وتناقش الورقة الرابعة البعد القيمي والأخلاقي والنفسي للقضية الجنوبية للدكتور سامي عطاء - جامعة عدن وتعقيب الدكتورتوفيق الصالحي.
وتواصلت أعمال الندوة يوم الأحد21 أكتوبر وبرئاسة الدكتور مبارك سالمين للجلسة الثالثة حيث تناقش الورقة الخامسة "القضية الجنوبية وحراكها السلمي " للدكتور فضل الربيعي - جامعة عدن، ويعقب عليها الدكتور عادل الشرجبي - جامعة صنعاء.. وتتناول ألورقة السادسة "الثورة الشبابية الشعبية والقضية الجنوبية، للدكتور عبدالله أبوالغيث - جامعة عدن - ويعقب الدكتور عبده يحيى الدباني - جامعة عدن. فيما تناولت الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور توفيق الصالحي الورقة السابعة والتي تحمل عنوان " الاقتصاد والقصية الجنوبية" للدكتور محمد حلبوب - جامعة عدن، وتعقيب الدكتور عبدالجبار عبدالله سعيد.. فيما تحمل الورقة الثامنة والأخيرة عنوان "الخلفية التاريخية والسياسية للقضية الجنوبية" يقدم لها الدكتور قاسم المحبشي جامعة عدن ويعقب عليها الدكتور عبدالرب حيدر جامعة صنعاء. في حين خصص يوم الخميس الثالث للنقاش بين الاكاديميين والباحثين والمشاركين حول مخرجات الندوة وتوصياتها. الدكتور عبد الكريم قاسم دماج رئيس المنتدى قال في ورقته المقدمة للندوة ان سفر اليمنيين امتلاك الحق في الحرية والعيش الكريم في وطنٍ تسوده المساواة وتحكمة دولةٌ تمثل ارادة المجتمع وترعى وتنظم مصالحه قد طال ، واضاف في ورقته المقدمة لندوة " القضية الجنوبية .. التوصيف .. الفهم والحلول "بعد مضي نصفُ قرنٍ من الزمن على الثورة اليمنية المجيدة ما زال هذا السِفر المقدس ممتداً , متعرجاً وأكثر تعقيداً ولكنه ما زال كذلك الطريق الصحيح والوحيد الذي يقود الى المستقبل". واشار دماج الى انه "في سياق الصراع التأريخي الإجتماعي وسيطرة قوى الأستبداد والتخلف على كل مقدرات المجتمع وتوظيفها لصالح بقائها وبوسائل فاسدة قد تمكنت من إضعاف القوى الحية في المجتمع وأرباكها وشرذمتها مما جعلها غير قادرة ٍ على إحداث التغيير لا على مستوى انتاج مشاريع اجتماعية سياسية واضحة وعميقة مستوعبة لمعطيات الواقع كما هيا ومستشرفة ٍ للمستقبل ولا من حيث قدرتها على تنظيم نفسها ومجتمعها في انساق ٍ فعالةٍ قادرة على خلخلة هذه المعادلة التأريخية الصعبة واحداث التغيير الملبي للإحتياجات الموضوعية للمجتمع" نص الورقة د. عبد الكريم قاسم دماج بسم الله الرحمن الرحيم ألأخ العزيز أديب اليمن وشاعرها الكبيرالدكتور عبد العزيزالمقالح ,الأخ العزيز الدكتور عبد الله عوبل وزير الثقافة راعي الندوة , الزملاء الأفاضل من الباحثين والمعقبين ورؤساء الجلسات ,الحضور الكريم.. في مثل هذه الصباحات من عقودٍ خلت خرجت طلائعُ البسطاء من ابناء شعبِنا اليمني نساءً ورجال ليجترحوا أول الخطى في السِفر الطويل المعقد والشائك ..سِفر امتلاك الحق في الحرية والعيش الكريم في وطنٍ تسوده المساواة وتحكمة دولةٌ تمثل ارادة المجتمع وترعى وتنظم مصالحه ..دولة القانون والعدالة الإجتماعية ..وكما ترون ان هذا السِفر كان دائماً الخيار الباهض الثمن ولكنه الخيار الصائب والصحيح لكل شعوب البشرية ومنها شعبنا ..وبعد مضي نصفُ قرنٍ من الزمن على الثورة اليمنية المجيدة ما زال هذا السِفر المقدس ممتداً , متعرجاً وأكثر تعقيداً ولكنه ما زال كذلك الطريق الصحيح والوحيد الذي يقود الى المستقبل ..وقَدرُنا ان نتحمل وان نتجاوز صعوباته وألامه وما اكثرها وما اخطرها اليوم ....والواقع ان عقوداً طويله ً ومظلمةً من الأستبداد سعت فيها قوى التخلف والفساد وبوحشيةٍ قاسية الى تدمير مقدرات شعبنا المادية والثقافية التأريخية وألحقت ضرراً خطراً بنسيجِه الإجتماعي المتنوع ,المتناغم والمنسجم والمتشكل عبر قرون ٍ من التفاعل البشري العميق بين الأرض والأنسان وأستخدمت لذلك أكثر الأساليب تخلفاً وهمجيةً.. من تأجيج العصبيات والأنتماءت الماقبل وطنية واللا واقعيه بل وافتعالها في احيان ٍ كثيرةٍ.. إلى الإفساد الشامل والمُنَظم لكل مناحي الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية قاصدةً تفتيت المجتمع وأضعافه وإبطال قدرة قواه الحيه على الفعل والمبادره ولقد كان لها ما ارادت عبر عقودٍ طويلةٍ قاومها شعبُنا بوعيٍ وببسالة ٍفذة فكانت الثورات اليمنية المتعاقبة تجسيداً لحيوية شعبنا وقدرته على التعاطي الإيجابي مع اخطر وأعقد التحديات ..واليوم يعيش مجتمعُنا ووطنُنا تحت وطأة ركامٍ مخيف ٍ , ثقيل ٍ ومتنوع من مُنتج عقود الإستبداد والفساد.. والحاصل ان ما وصلنا اليه في سياق جدل التفاعل التأريخي المعقد والطويل لوطننا الأرض والأنسان ينطوي على خطورةٍ واضحةٍ وجليةٍ لسببين رئيسيين : الأول : ان الغلبة َ في الصراع الإجتماعي بين قوى الإستبداد والفساد التي تَعتبر الدولة نقيضاً فعلياً لوجودها وتهديداً خطراً لمصالحها الغير مشروعة من جهة والقوى المستوعبة لحاجة المجتمع الى الأنعتاق وأمتلاك دولته المعبرة عن إرادته والقادرة على تلبية احتياجاته من جهةٍ أخرى كانت في الكثير من محطات تأريخنا الحديث والمعاصر تميل لصالح قوى الأستبداد والفساد . الثاني : في سياق الصراع التأريخي الإجتماعي وسيطرة قوى الأستبداد والتخلف على كل مقدرات المجتمع وتوظيفها لصالح بقائها وبوسائل فاسدة قد تمكنت من إضعاف القوى الحية في المجتمع وأرباكها وشرذمتها مما جعلها غير قادرة ٍ على إحداث التغيير لا على مستوى انتاج مشاريع اجتماعية سياسية واضحة وعميقة مستوعبة لمعطيات الواقع كما هيا ومستشرفة ٍ للمستقبل ولا من حيث قدرتها على تنظيم نفسها ومجتمعها في انساق ٍ فعالةٍ قادرة على خلخلة هذه المعادلة التأريخية الصعبة واحداث التغيير الملبي للإحتياجات الموضوعية للمجتمع . وتبين قراءة تأريخ المجتمعات البشرية ان زمن هيمنة قوى الأستبداد والفساد قد يطول ليكون مستوى تدميرها للمجتمعات واسعاً وعميقاً وقد يؤدي في لحظات التراكم التأريخي الحرج الى الأنهيار الكامل لكيانات بعض المجتمعات وشواهدنا على ذلك عديدة وفي مثل هذه اللحظات الحرجة تكون كيمياء التفاعل الإجتماعي بين الموضوعي والذاتي أكثر تعقيداً وأكثر خطراً ...وأحسبُ ان مجتمعنا اليمني اليوم يمر بهكذا حالة لم يعد العنوان الأبرز لها ( من نصيب من ستكون الغلبة الإجتماعية هذه المرة) وإنما ( يكون أولا يكون هذا الوطن ) ولا يداخلني أدنى إحساس بتضخيم الخطر أو بالأفراط بالتشائم... وفي هذا السياق تضل القضية الجنوبية أهم وأخطر القضايا الوطنية المطروحة اليوم وأكثرها تعقيداً في إطار الإشكالية التاريخية الأكبر – قيام الدولة اليمنية الديمقراطية - دولة القانون والمواطنة المتساوية وعلى مدى عمق وعينا لما يعتمل اليوم من حقائق اجتماعية وسياسية وللكيفة التي سنتعامل بها مع هذه الحقائق ستتشكل صورة المستقبل فإما ان نتعامل مع هذه اللحظة التأريخية الحرجة كفرصةٍ للتعبير عن الألم الطويل والمُضني الذي الحقته بالمجتمع قوى الأستبداد والفساد وننهمك في مداواة جراحاتنا ليس إلا لندخل في متاهة البحث عن الحلول الجزئية العجلى و المتخبطة البعيدة عن التشخيص العلمي النافذ الى عمق الحقائق والواقعة احيانا في نطاق الوهم وهكذا حلول ليس فقط لا تضمن المستقبل وإنما تجعل الوطن ومستقبله أكثر هشاشةً وعرضة لإختراق وهيمنة اصحاب المشاريع الغير وطنية والحاملين فقط لأحزانهم وألامهم الشخصية مأخوذين وجدانياً ونفسياً بحس الأنتقام حتى وإن جلبت النتائج الكوارث على المجتمعات والأوطان هذا النمط من التفكير ليس قفزاً في المجهول وإنما في تقديري هو سوق الوطن اعتباطاً - بالمعنى الفلسفي - الى متاهة الإنتحار. وإما ان نقراء التأريخ وهويكثف نفسه في هذه اللحظة الحرجة والفاصلة قراءةً سليمة ونستنهض كل قدراتنا الفكرية والمادية لنُحدث التغيير المنطقي والواقعي المفضي الى تحجيم ودحر قوى الأستبداد والفساد على طريق الإنعتاق الحاسم منها حتى وإن بدء هذا الطريق طويلاً وشائكاً فذلك جدل التأريخ الذي لا تتحكم به المُنى وإن كانت جميلة وعادلة . .. أحسب ُ أن الوطن ما زال في مرمى نيرانٍ كثيفةٍ فقوى الأستبداد والفساد تتملص بكل ما بقى لها من قدرات من حكم التأريخ عليها وقوى ً اخرى تعمل على ان تحصد نتائج انتفاضات الشعوب لصالح مشاريعها الفاسدة واللأ وطنية وقوى إقليمية ودولية تعمل على صياغة هذا الوطن وفق مقتضيات مصالحها ليس إلا وهذا يتداخل ويتشابك مع ذاك.. والمستقبل يتشكل وفقاً لكل هذا غير ابهاً بمن سيعض يديه لاحقاً ...اردنا من هذه الندوة وضع قضية بهكذا حجمٍ وخطورةٍ بأيد الباحثين الأكادميين لتكون بمأمن عن بعض العمى السياسي السائد اليوم , قصدنا ان يتم بحث هذه القضية الجليلة بتجرد العلماء وندرك مسبقاً ان التجرد كغيره من وسائل العقل الأنساني هو الأخر نسبياً وفقنا الله وهدانا الى سواء السبيل وشكراً .