يحيي حزب التجمع الوحدوي ومنتدى الجاوي الثقافي اليوم الاربعاء الذكرى العاشرة لرحيل المفكر والشاعر والأديب زين السقاف الذي شكل حالة انسانية وابداعية مائزة حي عاش "الزين"-كما كان يطق عليه محبوه- حياة ابداعية ومهنية، سطرها بكل اقتدار ومغايرة امتدت لستة عقود بين القاهرة وعدن وتعز وصنعاء. وكان الراحل الكبير ذلك العقل المصرفي المميز والشاعر المقتدر والقاص الاستثنائي وقبل هذا وذاك المثقف الملتزم لقضايا العصر والتنوير. عمل الزين منذ تخرجه في البنك المركزي اليمني، وكان من خيرة كوادره. كما عين مندوبا لليمن في مجلس الوحدة الاقتصادية 68 – 1971، ثم عين وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام 76 – 1978، وشغل منصب مدير معهد الدراسات المصرفية بصنعاء. الفقيد الزين كان من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أوائل السبعينيات وشغل منصب الأمين العام للاتحاد عام 1993بينما كان على الدوام نقابيا مرموقا ومع الجديد الابداعي على الدوام. له مجموعة قصصية ،"العم مسفر"وعرف عنه إبداعه مصطلح الاقصودة مازجا بين السردي والشعري بجدارة. بدأ الزين كتابة الشعر والقصة القصيرة في الستينيات، وساهم في قيادة مسيرة المبدعين اليمنيين في النضال من اجل حرية الابداع والديمقراطية، والوحدوية والتحديث. تفتح وعيه في مصر التي كانت في عز أوجها السياسي والثقافيوكان من رموز الحركة الطلابية اليمنية آنذاك، فضلا عن انه من رواد الحركة الوطنية الذين انتموا لحزب البعث الاشتراكي،لكنه سرعان ما ترك العمل الحزبيواستمر منذ وقت مبكر اكثر انفتاحا وتجددا متجاوزا للتنميطات الحزبية المعهودة، بمعنى آخر استمر الثقافي فيه أكثر تحليقا من السياسي.. ولقد تسنم الزين قبل رحيله إدارة منتدى الجاوي الثقافي، اما بشكل خاص فقد استطاع ان يخلف ذكرى عظيمة في قلوب محبيه، كما كان محط الاحترام الدائم في الوسطين السياسي والثقافي، ومن هذا المنطلق اختاره مجلس التنسيق لأحزاب المعارضة في بدايات تكوينه وبالإجماع سكرتيرا له.. جدير بالنكر ونحن في نكرى رحيل واحد من انبل الذين انجبتهم اليمن الاشارة الى حادثة الاختطاف والاعتداء المبرح التي تعرض لها الزين برفقة صيق عمره الدكتور والمناضل والفيلسوف الفذ ابوبكر السقاف عقب حرب صيف 1994 المشؤومة من قبل زبانية النظام آنذاك، رغمها -وفي ظل الترويعات المستمرة بحقه- رحل الزين وهو أكثر تشبثا بمبادئه واتساقا مع الحلم الكبير الذي كافح من اجله، "بناء الدولة المدنية الديمقراطية دولة المواطنة والقانون والتقدم". بالتأكيد سيظل الزين مشرقا وأخضر في ذاكرة كل الذين عرفوه.