شهدت جبهة الضالع أحداثاً متتالية رغم إعلان الهدنة الإنسانية التي لم تلتزم بها ميليشيا الحوثي وصالح، وكان حصارها المفروض على مدينة الضالع قد ضاعف من المحنة الإنسانية بحيث باتت لا تقتصر على الخبز والماء والإنارة وإنما زادت وامتدت إلى الدواء والعلاج.. وفي الضالع كانت الميليشيات المدعومة بقوات صالح قد قصفت وبشكل عشوائي أحياء المدينة الغربية والوسط بقذائف الدبابات والمدفعية، والتي وصلت بعضها إلى القرى البعيدة. وقال مصدر في المقاومة إن المقاومة أحبطت محاولة تسلل لميليشيا الحوثي وصالح التي عززت قواتها خلال أيام الهدنة، إلا أن المقاومة تصدت لهذا الهجوم دون أن تحقق الميليشيات أي تقدم لها في مدينة. وناشد الأطباء والفنيون في مُسْتَشْفَى النصر بالضالع الجهات المعنية، حكومية ومنظمات دولية وإنسانية وجمعيات خيرية ورجال خير، إنقاذ الوضع الإنساني والطبي في المستشفى الذي تدهور جراء أوضاع الحرب والحصار الذي تفرضه ميليشيا الحوثي وصالح، وما نتج عن الحرب والحصار من انقطاع الكهرباء ونقص في الماء والوقود والمواد الطبية والعلاجات وكذلك استهداف القوات لسيارات الإسعاف. علماً ان المستشفى الوحيد الذي ما زال يقدم خدماته العلاجية والإسعافية بعد إغلاق الميليشيا لثلاثة مستشفيات خاصة. والوضع الصعب الذي يعمل به الأطباء والممرضون ويفتقر فيه المستشفى للكادر الطبي المتخصص في جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام وغيرهم من الاختصاصيين والفنيين. فيما قسم المختبر بحاجة ماسة إلى الأجهزة المخبرية والمحاليل الطبية اللازمة للمختبر ومنها المحاليل التي تستخدم في الفحوصات، وقرب نقل الدم بأنواعها الصغيرة والكبيرة. وساد غضب شعبي عارم في عدد من مناطق الجنوب ولا سيما عدن والضالع ولحج أكثر المناطق المتضررة من الحرب الدائرة حالياً. مصدر خاص ل«الثوري» قال بعدم وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية الى محافظات الجنوب حتى الآن، بينما تعاني هذه المحافظات نزوحاً جماعياً لسكانها. ففي محافظة الضالع نزح ما يزيد عن 2400 أسرة في ظروف صعبة للغاية وانعدام المشتقات النفطية بشكل كامل،وانعدام الصرف الصحي بالإضافة الى تعنت ميليشيا الحوثي وصالح التي فرضت حصاراً خانقاً ومنعت دخول أي مواد غذائية أو بضاعة إلى ردفان ويافع والضالع القادمة من منطقة قعطبة وإجبار قاطرات التجار على إفراغ حمولتها في المحلات التجارية في قعطبة، ما أدى الى الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية. وأضاف ان تلك المناطق تعيش في ظلام دامس منذ 25 مارس الماضي حيث تعرضت أبراج الكهرباء للقصف من قبل ميليشيا الحوثي وصالح في منطقتي العند وسائلة بله وما زالت حتى الآن تمنع الفريق الهندسي من إصلاح أبراج الطاقة. وأفاد المصدر ان عدد شهداء محافظة الضالع منذ بداية الحرب على الجنوب وصل إلى أكثر من 110 شهداء وما يزيد عن 240 جريحاً ونزوح اكثر من 2400 أسرة وتدمير عشرات المنازل. وهدد المئات من موظفي الدولة بردفان بقطع كيبل الألياف الضوئية الذي يمر عبر ردفان ويغذي أنحاء واسعة من المحافظات اليمنية. يأتي ذلك بسبب قيام ميليشيا الحوثي المتمركزة في صبر بقطع خدمة الانترنت والاتصالات عن مدينة الحبيلين كبرى مدن ردفان الأربع حيث تم قطع خدمة الانترنت ويمن موبايل منذُ اكثر من اسبوع بالتزامن مع حصار ظالم تفرضه الميليشيا في مثلث العند وتمنع دخول أي مواد غذائية الى مناطق ردفان. قطع خدمة الانترنت تسبب في عدم صرف رواتب موظفي الدولة التي تم تحويلها عبر الصرافين المنتشرين في المدينة «العمقي – الكريمي» وهو ما تسبب في غضب عارم وخروج مسيرة الى سنترال الحبيلين هددت باقتحامه ان لم يتم حل المشكلة. مدير الاتصالات أرجع المشكلة الى السنترال المركزي في صبر ومنع ميليشيا الحوثي تزويده بمادة الديزل وانقطاع الكهرباء عن المدينة. وقال شهود عيان في منطقة العند إن قاطرة محملة بالأسمنت وصلت الى قاعدة العند الجوية قادمة من محافظة تعز. وبحسب شهود العيان ان ميليشيا الحوثي شرعت في إعادة بناء مدرج مطار العند العسكري الذي تضرر نتيجة قصف قوات التحالف له. وأضاف شهود العيان ان الميليشيا تستعين بالأسرى الجنوبيين لإعادة بناء المدرج، حيث يتم إخراجهم في الليل من السجون لإعادة بناء المدرج. وتحدث شهود العيان ان هناك تجهيزاً ل9 طائرات لم تصب بالقصف، حيث تم إصلاح بعضها بعد إحضار طاقم مهندسين من صنعاء مع تواجد طيارين إيرانيين في مطار العند. وقالوا إن تلك الميليشيا تمارس الضغط على الموظفين من خلال عدم صرف مرتباتهم لإجبارهم على ترك العمل مع المقاومة إلا أنهم رفضوا تلك المساومة في مرتباتهم وفضلوا البقاء الى جانب المقاومة. وشن طيران التحالف العربي فجر الثلاثاء غارات جوية عنيفة استهدفت عدداً من مواقع ميليشيا الحوثي وصالح في عدد من المحافظات الجنوبية. وبحسب مصادر محلية في الضالع فقد استهدفت الغارات الجوية تجمعات ميليشيا الحوثي وصالح في محطة الشنفرة وعدد من المواقع التي تتمركز فيها الميليشيا. كما استهدف الطيران بحسب شهود عيان في منطقة العند مطار العند العسكري وهناجر الطائرات ومحور العند وكذلك مواقع ميليشيا الحوثي وصالح المتمركزة في الحسيني. وفي عدن استهدف طيران التحالف مواقع ميليشيا الحوثي وصالح في التواهي والمطار والعريش والمناطق القريبة من بئر أحمد.. أبين: تعزيز المقاومة في محافظة أبين قالت مصادر في المقاومة الشعبية إن عشرات المسلحين القبليين من يافع وصلوا إلى عاصمة المحافظة – زنجبار - للالتحاق بصفوف المقاومة. وأضافت إن هؤلاء المقاتلين قدموا من مناطق عدة بمحافظة أبينلتعزيز قوة المقاومة الشعبية من أجل طرد مسلحي الحوثي وصالح من مركز المحافظة. وكانت مدينة زنجبار ومناطق عدة بمحافظة أبين قد شهدت اشتباكات عنيفة بين مسلحي المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي وصالح، خلفت قتلى وجرحى بين الأطراف المتقاتلة. فيما سيطرت ميليشيا الحوثي وصالح على مدينة لودر، ثاني أكبر مدن محافظة أبين مستغلة الهدنة الإنسانية بإرسال تعزيزات من محافظة البيضاء المجاورة إلى مدينة لودر. إلى ذلك أصدر المجلس العسكري للمقاومة الجنوبية بالمنطقة الوسطى بمحافظة أبين بياناً عسكرياً أكد فيه أن أي طرف يقوم بنهب المعدات العسكرية أو الأدوية والمساعدات الإنسانية يعامل معه على أساس «التواطؤ والعمالة للحوثي وقوات المخلوع». وأضاف البيان أن «كل من يقوم بقطع الطريق العام، ويعمل على إعاقة حركة رجال المقاومة وآلياتهم العسكرية لأي سبب من الأسباب فيعتبر متواطئاً مع القوات المعتدية، وستتخذ الإجراءات الصارمة بحق كل من يرتكب مثل هذه الأعمال». شبوة: المقاومة تعيق الحوثيين من التقدم أفادت مصادر في المقاومة الشعبية ان مواجهات شرسة تخوضها المقاومة مع ميليشيا الحوثي وصالح في عتق عاصمة محافظة شبوة شرق البلاد. وأكدت المصادر ان المواجهات تدور في الجهة الشرقية والغربية من مدينة عنق التي يسيطر عليها الحوثيون، موضحة ان المقاومة تتصدى في هذه المناطق لتحركات الحوثيين وقوات صالح باتجاه مديرية الصعيد 25كم من عتق. وبحسب المصادر مضى على المواجهات ما يقارب أربعة أيام سقط خلالها العشرات في صفوف ميليشيا الحوثي وقوات صالح بين قتيل وجريح، إضافة الى تدمير عدد من المعدات العسكرية. ونوهت المصادر إلى سقوط ما يقارب «17» قتيلاً في صفوف المقاومة الشعبية في عتق خلال المعارك التي تشهدها المناطق الشرقية الغربية من المدينة. وأعلن تنظيم القاعدة الارهابي عن مقتل 13 مسلحاً من قوات الحوثي وصالح في هجومين منفصلين للتنظيم مساء الاحد في عتق ونصاب حسب ما أعلنه التنظيم الارهابي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وقالت مصادر إن الحوثيين يحاولون التوجه الى الصعيد لاستهداف بن فريد الداعم الرئيس للمقاومة في شبوة، حيث تتهمه الميليشيا انه يتلقى اموالاً من السعودية لدعم المقاومة الشعبية ضد الحوثيين وقوات صالح. الى ذلك استعاد مسلحو القبائل السيطرة على مدينة عسيلان الحدودية مع محافظة مأربوالبيضاء، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي وصالح استمرت يومين متتاليين في دحر الحوثيين وحلفائهم والسيطرة على بلدة عسيلان، وأسفرت المواجهات عن مقتل 18 حوثياً و4 من مسلحي القبائل، وجرح العشرات من الطرفين وتدمير خمسة مركبات عسكرية للميليشيات. وفي السياق ذاته تخوض المقاومة معارك شرسة مع ميليشيا الحوثي وصالح، حيث تحاول المقاومة التقدم باتجاه عتق لتحريرها, بينما تستميت الميليشيات وتتحصن في المدينة لصد الهجوم الذي قد يكون الفصل الأخير من فصول عدوانها الغاشم على شبوة خاصة والجنوب عامة. وشنت المقاومة عدداً من الهجمات العنيفة على مواقع الميليشيات في عتق ومحيطها بالقرب من نقطة الجلفوز الاستراتيجية, بعدد من القذائف, واشتبكت معها برشاشات الاسلحة الثقيلة والمتوسطة, ولم يعرف مقدار الخسائر التي تكبدتها الميليشيات. ردفان: عرض عسكري ضخم لشباب المقاومة شهدت ساحة الشهداء في المدينة حفل تخرج دفعة جديدة من شباب المقاومة الذين تدربوا تحت إشراف القائد جواس وتضم المئات من شباب ردفان ويافع. العرض العسكري كان الأول من نوعه من حيث الحضور، حيث اكتضت شوارع الحبيلين ومنصة الشهداء بالشباب المتطوع والمتحمس والراغب في قتال ميليشيا الحوثي وصالح. وفي ختام العرض العسكري، ألقى قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي، كلمة على المتدربين هنأهم بالتخرج، وأشاد بهم وبتحملهم مشاق التدريب بأنواعه المختلفة، وحث الزبيدي خريجي الدفعة السادسة، على الذهاب إلى الجبهات للمقاومة، وصد العدوان والاستفادة من التدريب القتالي الذي تعلموة خلال الدورة. وأكد على دور المقاومة الجنوبية، والمدربين الذين ساهموا وعملوا على إنجاح الدورة، وتخريج الدفعة السادسة مقاومة. كما شكر الزبيدي في كلمته قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وخادمها الملك سلمان، وطالبهم بمزيد من الضربات الجوية والإسناد للمقاومة. وأكد بأن المقاومة ستكون إلى جانب التحالف والعالم مشاركة في محاربة الإرهاب والتطرف.