وفي خضم تلك الحملة الاعلامية ضد الحزب في اثناء حرب عمران قرأنا في عدد الثوري الصادر في 3/7/2014م عنواناً عريضاً يقول: [ الحزب الاشتراكي اليمني يُجَدد مقترحه بأهمية أن يدعو الرئيس القوى السياسية إلى لقاءات مكاشفة ] بشأن الحرب في عمران، وهو ما استعرضناه فيما تقدم في الحلقة السابقة. ونقرأ في العدد الذي يليه من صحيفة الثوري عنواناً عريضاً آخر ايضاً يقول: [ الاشتراكي يستغرب عدم الاستجابة لدعواته المتكررة لوضع خارطة طريق لحل النزاع في عمران] وهذا ما سنستعرضه في هذه الحلقة. نعم لقد عبر الحزب الاشتراكي هذه المرة بعد ان قوبلت دعواته المتكررة، بعدم الاستجابة، نجده يعبر عن استغرابه من عدم الاستجابة ، وفعلا كان ذلك مستغربا حقاً، وتحت هذا العنوان العريض، تأتي التفاصيل التي تحل وجه الغرابة، وتحيلها وضوحا ناصعا لتلجم الشائعات، والتضليل الاعلامي المنفلت، والذي فقد اتزانه تماماً ، واليكم تفاصيل الخبر تحت هذا العنوان الذي ذكرنا، تقول التفاصيل: [ وكان الحزب قد اقترح أكثر من مرة أهمية وضع خارطة طريق شاملة لحل النزاع في هذه المنطقة من البلاد، تتضمن العوامل المركبة، الثقافية، والسياسية، والمذهبية والثأرية التي وضفت في عملية الشحن الواسعة التي أسفرت عن هذه المواجهات الدموية، وعرضها على القوى السياسية في اجتماعات تضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه هذه الاوضاع.]. ويتضمن الخبر ان مصدر رفيع في الامانة العامة للحزب [عبر عن اسفه وخيبة امله من عدم الاستجابة ] . وقال المصدر : [ وجرى تفضيل اللقاءات الثنائية بين الاطراف المتنازعة في لقاءات مغلقة، أُهملت فيها القوى السياسية، الامر الذي أوصل الاوضاع الى ما وصلت اليه ] . واعتبر المصدر: [ اهمال شركاء الحياة السياسية عملا غير مفهوم، وأمرا يتعارض جملة وتفصيلا مع اتفاق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، ومضمون العملية السياسية ] . كان هذا ما ورد من المصدر رفيع المستوى في الامانة العامة، وكان من الصعب أن يُقرأ، كما يجب حينها، نتيجة الضجيج الإعلامي والحملة الشعواء، التي استهدفت تشويه مواقف الحزب الاشتراكي، ومارست تضليلا واسع النطاق استطاعت إبهات مواقف الحزب الواضحة، فكان من الصعب على الرأي العام التقاطها، فقد كان الرأي العام قد انقسم , وتم استقطابه ما بين مؤيد ومتعاطف مع هذا الطرف أو ذاك، ولقد انسحب هذا الانقسام، ليس فقط بين فئات المجتمع المختلفة بل وصل هذا الانقسام الى صفوف الاحزاب الوطنية، التي لا ناقة لها ولا جمل من تلك الحرب، ومنها الحزب الاشتراكي اليمني. لقد احدثت الحملات الاعلامية المضللة لطرفي الحرب تشويشا بالغا أثَّر بما مارسه من تضليل على قواعد هذه الاحزاب، وكذا منظمات المجتمع المدني، وهذا ما هدفت اليه الحملة الاعلامية وما ههدفت اليه الحرب عموماً. لعلنا اليوم نستطيع إجلاء الصورة بعد ان توضَّحت اموراً كثيرة، ونحن هنا في تناولاتنا هذه لا نفعل غير أن نُذكِّر - تذكيراً ليس إلا - بمواقف الحزب، فربما اصبح مناسبا القيام بذلك لعلنا نستطيع أن نُكَوِّن فهماً لما حدث بالأمس , ولما آلت اليه الامور اليوم من نتائج مأساوية. لقد اوضح التصريح الاخير للمصدر في الامانة العامة حقيقة ما كان يدور، وما كان يجري، بعد ان قوبلت دعوات الحزب المتكررة بعدم الاكتراث ولم تلق أي استجابة. وكانت الحقائق التي تضمنها واوضحها التصريح , كانت كالتالي : اولا : ان هناك اقتراحات تقدم بها الحزب اكثر من مرة اكدت على اهمية وضع خارطة طريق شاملة لحل النزاع في عمران، وان هذا النزاع ناجم بالذات عن عوامل كثيرة وله جذوره وأسبابه , ظل النظام السابق يغذيها ويراكمها طيلة فترة حكمه، ليتسنى له إستثمارها وتوظيفها حين تأتي الحاجة اليها : عوامل ثقافية وسياسية، ومذهبية، وثأرية، وظفت في عملية الشحن الواسعة، واستخدمت لتسعير الحرب في هذه المنطقة. ثانياً: كان الحزب يسعى لوضع حلول جذرية شاملة تأخذ بعين الاعتبار العوامل التي دائما ما أدت وتؤدي الى النزاعات والخصومات، وعادة ما كانت تستثمر وتوظف في إشعال حرائق الحروب القبلية، من وقت لآخر، وها هي اليوم توظف وتستثمر سياسيا لاشعال حرب شاملة، لن تتوقف في عمران بل سيحترق بها ويكتوي بنارها الوطن بأكمله، وستلتهم حرائقها، وثيقة مخرجات الحوار الوطني، والتي سطرت في طيات صفحاتها الناصعة احلام وآمال اليمنيين وتطلعاتهم وتوقهم الى الاستقرار والأمن في بناء دولة النظام والقانون والعدل والمساواة. ثالثاً: لقد عبر التصريح عن اسف الحزب الاشتراكي، وعن خيبة أمله من عدم الاستجابة لدعواته ومبادراته، وكَشَفَ انه كانت تجري لقاءات ثنائية بين الاطراف المتنازعة، في لقاءات مغلقة، وهذا يفسر عدم استجابة الاطراف المتحاربة لدعوات الاشتراكي، وهذا معناه أن النية كانت معقودة لديهما في إستبعاد، واهمال القوى السياسية. ان عدم الاستجابة، يفسر أن الاطراف المتحاربة كلاهما لا يريدان إشراك القوى السياسية الأخرى، لأن ذلك معناه، أن يزعجوهما، بالحديث عن مخرجات الحوار الوطني، وجعله سقفاً ومرجعية لأي إتفاق. وهذا معناه بان يذكروهما بالمبادرة الخليجية، واليتها التنفيذية، وهذا ما لا يريدان سماعه، ومصداقاً على قولنا هذا اننا نسمع هذه الايام، من احد الاطراف، يعلن صراحة وفي اكثر من مناسبة أن المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار تم دفنهما (الرئيس اسابق ). كما سمعنا ، ان اجتماعاً للعلماء عقد في السعودية، حضره رئيس حزب الاصلاح ( محمد اليدومي ) وامينه العام ( عبدالوهاب الآنسي ) وتم في هذا الاجتماع التوقيع على وثيقة تتجاوز مخرجات الحوار الوطني وتستبعدها تماماً . أي ان كلا الطرفين يهيلا التراب على مخرجات الحوار الوطني، وهذا مبتغاهما من الحرب التي أشعلوها. أشعلوها لتحرق مخرجات الحوار الوطني، وتقضي على ثورة التغيير ومطالبها. كان الحزب مدركاً من وقت مبكر أن الاطراف المتحاربة تسعى، في خضم الحرب في عمران، الى عقد لقاءات ثنائية، ليتم تسوية الخلاف فيما بينهما، أو التوصل الى صيغة ما , تُسَوَّى بموجبها خلافاتهما ، وتضمن مصالحهما المشتركة، أو لعلهما، يتوصلان إلى تفاهمات من أي نوع تلبي رغباتهما، ويقتسما بموجبها السلطة، على أي شكل من الأشكال , ويفرضان ذلك كأمر واقع. وفي الحقيقة أن سعيهما ذاك او رغبتهما تلك ، كانت قد اصبحت مستحيلة، ويتعذَّر تحققها، فقد وصلت الامور الى الدرجة التي لم يعودا معها قادرين على السيطرة على ما كان قد طرأ في الواقع من متغيرات وما قد رتبته الحرب من نتائج على الأرض , وما ادت اليه من خسائر وسفك للدماء، وما نجمت عنه من ضحايا في الأرواح وما خلفته من ثارات بين القبائل والمصطفة والمتواجهة بين طرفي الحرب،. لقد كانت الأمور على أرض الواقع وفي ساحات المعارك يتعذر معها التوصل الى أي اتفاقات، وكافية لافشال أي لقاءات من أي نوع . لم تكن اللقاءات، بين طرفي النزاع، سوى مناورات لكليهما , يحاول كل طرف كسب نقاط قوة، تمكنه من استئناف ضرباته وشن هجومه على الطرف الآخر، واستغلال أي خطأ ما صادر عنه وتوظيفه في الحرب .لقد كان كل منهم متربصاً بالآخر, يتحين الفرص للاجهاز عليه. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet