ادى الامين العام المقبل للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش في العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك اليمين ليتولى مهام منصبه في الأول من يناير كانون الثاني عام 2017. وسيصبح أنطونيو غوتيريش، رئيس وزراء البرتغال الأسبق ومفوض الأممالمتحدة السامي السابق لشؤون اللاجئين، في أول عام 2017، تاسع أمين عام للأمم المتحدة التي أنشئت عام 1945. وفي الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليؤدي الأمين العام المقبل اليمين، جرى تكريم الأمين العام المنتهية ولايته بان كي مون. وفي كلمته في مراسم أداء اليمين قال غوتيريش إن النزاعات، التي أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا من أي وقت مضى، تتسبب في انتهاكات مروعة للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان. وتحدث عن إجبار الناس على الفرار من ديارهم على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود، وتطرق أيضا إلى التقدم التكنولوجي الهائل ونمو الاقتصاد العالمي. واضاف: "بيد أن العولمة والتقدم التكنولوجي قد ساهما أيضا في تنامي أوجه انعدام المساواة. وتُرك الكثيرون يلهثون خلف الركب في أماكن منها البلدان النامية التي اختفت فيها الملايين من فرص العمل القديمة في الوقت الذي تتعذر فيه على الكثيرين الاستفادة من الفرص الجديدة. وارتفعت معدلات البطالة في صفوف الشباب ارتفاعا هائلا. كذلك أدت العولمة إلى توسيع نطاق الجريمة المنظمة والاتجار." وذكر غوتيريش أن كل ذلك أدى إلى ازدياد الهوة اتساعا بين الناس والمؤسسات السياسية، مشيرا إلى القلاقل والاضطرابات الاجتماعية ونشوب النزاعات والعنف في بعض البلدان. واضاف: "يميل الناخبون الآن إلى رفض الأوضاع القائمة، ورفض أي اقتراحات تطرحها الحكومات للاقتراع. فقد تلاشت ثقة الكثيرين، ليس فقط في حكوماتهم، وإنما في المؤسسات العالمية، ومنها الأممالمتحدة. إن الخوف هو القوة المحركة لقرارات الكثيرين حول العالم وعلينا أن نتفهم مخاوف هؤلاء الأشخاص وأن نلبي احتياجاتهم، دون أن تغيب قيمنا العالمية عن أبصارنا. وقد آن الأوان لإعادة بناء العلاقات بين الناس والقادة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وحان الوقت لكي يصغي القادة ويُبدوا الاهتمام بشعوبهم وباستقرار العالم الذي نعتمد عليه جميعا." وقال الأمين العام القادم، الذي سيتولى مهام منصبه في الأول من يناير 2017، إن على الأممالمتحدة أن تعترف بنقائصها، وأن تصلح من طرق عملها. وذكر أن المنظمة هي حجر الزاوية لنظام تعددية الأطراف، وقد ساهمت في إحلال السلام النسبي على مدى عقود من الزمان. وقال: "لكن التحديات قد تجاوزت الآن قدرتنا على التصدي. ولا بد أن تكون الأممالمتحدة على استعداد للتغير. وأخطر نقائصنا، وأشير هنا إلى المجتمع الدولي برمته، هي عجزنا عن منع نشوب الأزمات. لقد ولدت الأممالمتحدة من مخاض الحرب. وعلينا الآن أن نكون جاهزين للسلام." وأكد غوتيريش أن الوقاية تتطلب معالجة الأسباب الجذرية، بما يشمل جميع دعائم الأممالمتحدة الثلاث، وهي: السلام والأمن، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان. وقال إن حجم التحديات الراهنة يتطلب العمل المشترك على النهوض بعملية إصلاح عميق ومستمر للأمم المتحدة، الذي يتولى مهام منصبه في الأول من العام المقبل، على ثلاث أولويات استراتيجية للتغيير. وتتمثل هذه الأولويات في إرساء السلام، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة، وإصلاح عمليات الإدارة الداخلية. واضاف غوتيريش "ولكن المرء إذا نظر إلى النظامين الإداري والأساسي لموظفي الأممالمتحدة ولقواعد المنظمة وأنظمتها المتعلقة بالميزانية، قد يخيّل إليه أن بعضها مصمم لمنع التنفيذ الفعال للولايات المنوطة بنا، وليس التمكين منه. ويلزمنا إيجاد توافق في الآراء حول التبسيط واللامركزية والمرونة. فلا فائدة ترتجى لأحد إذا كان إيفاد أحد الموظفين إلى الميدان يستغرق تسعة أشهر." وشدد على ضرورة أن تتمتع الأممالمتحدة بخفة الحركة والكفاءة والفعالية،وأن تصب مزيدا من تركيزها على الإنجاز وأن تحد من التركيز على الإجراءات؛ وقال إن عليها أن تركز بشكل أكبر على الناس وبصورة أقل على البيروقراطية. وقال: "لا يكفي أن نقتصر على تحسين الأداء. فلا بد أن نتمكن من التعبير عما نفعله بشكل أفضل وبطرق يسهل فهمها للجميع. ويلزم أن نجري إصلاحا كبيرا لاستراتيجيتنا المتعلقة بالاتصالات، وأن نرتقي بأدواتنا ومنابرنا المستخدمة للوصول إلى الناس في أنحاء العالم." يذكر ان تريغفي لي، من النرويغ، كان أول أمين عام للمنظمة جاء بعده داغ هامرشولد من السويد ثم يو ثانت من ميانمار، والنمساوي كيرت فالدهايم، ثم البيروفي خافير بيريز دي كويار، والمصري بطرس غالي، والغاني كوفي عنان ثم الأمين العام الحالي الكوري الجنوبي بان كي مون. قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet