أزمة وقود خانقة يعيشها المواطنون في مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها منذُ عدة أيام، وسط عودة الأسواق السوداء إلى الواجهة بعد أن خفت بريقها وقل طلب مرتاديها خلال الأشهر الماضية. أسعار الوقود ارتفعت إلى 15 ألف ريال للدبة (20 لتر)، مما سبب توقفاً للحركة المرورية في شوارع عدنولحج والضالع وأبين بشكل ملحوظ.. مؤسسات عامة توقفت أيضاً عن تقديم خدماتها. أطباء وعاملون في مشافي عدن حذروا من كارثة صحية قد تحدث في حال توقف المشافي العامة والخاصة عن العمل جراء انعدام المشتقات النفطية. شركة النفط اليمنية (فرع عدن) ومصافي عدن قدمتا – وفقاً لوثائق حصل "الاشتراكي نت" عليها_ مناقصة محدودة لشراء مشتقات نفطية اشترطت فيها إيصال المواد إلى مخازن مصافي عدن في فترة أقصاها 4 أيام من تاريخ إرساء العطاء. تقدمت "شركة مكة لاستيراد المواد النفطية والغاز" وحدها للمناقصة، وقالت في رسالة إدارية قُدمت لشركة النفط اليمنية فرع عدن ومصافي عدن حصل " الاشتراكي نت" على نسخة منها: "بناءً على طلب المناقصة بتاريخ 14 فبراير 2017 والذي تقدمنا بالموعد المحدد بظرفنا ولم تقدم أي شركة أخرى لهذه المناقصة (...) وتم فتح الظرف بسعر مقدم لمادة الديزل 520$ لطن المتري، إلا أنكم لم تستكملوا الإجراءات القانونية المتبعة" الشركة أضافت: لا نعلم سبب التأخير منكم (...) إن إعلانكم كان يتوجب الكمية خلال أربعة أيام ومع ذلك تأخرتم أنتم، مما أفقد الشركة المصدرة مصداقيتنا وتطالبنا بغرامات عن ذلك ونحن نحملكم المسؤولية الكاملة. محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيري، أوضح لقناة " الغد المشرق" السبت الماضي: أن شركة "عرب جولف "هي الشركة التي احتكرت استيراد المشتقات النفطية بالرغم من وجود توجيهات سابقة لتحرير عمليات المشتقات النفطية لكن شيء من ذلك لم يحدث. وكشف الزبيدي، أن إدارته تلقت توجيهات بعدم التدخل في شئون المصافي موضحاً أن مصافي عدن تحولت من مصفاة إنتاج إلى موقع تخزين لمشتقات نفطية تابعة للعيسي.. أزمة انعدام الوقود تسببت في توقف محطات توليد كهرباء عدن عن الخدمة بسبب نفاد كمية المازوت من محطة الحسوة ونفاد الديزل من محطات شهيناز المعلا والمنصورة، ووصلت ساعات الانقطاع في المديريات الثمان إلى 5 ساعات مقابل ساعتين تشغيل. توقفت أيضاً محطات توليد مدينة الحوطة بسبب نفاد كمية الديزل، موظف في كهرباء لحج، قال ل" الاشتراكي نت": إن مؤسسة الكهرباء في لحج تسعى جاهدة مع السلطة المحلية لإخراج الحوطة من أزمة انعدام الوقود، وأنهم تلقوا وعوداً من شركة النفط في عدن بتوفير كمية الديزل الكفيلة بتشغيل محطات الكهرباء. قناة " الغد المشرق" نقلت قبل أيام عن محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيري قوله: أن ملف الكهرباء لم يشهد أي تحسن، وأنها مشكلة عويصة بحاجة لتدخل حكومي ومساعدة رجال أعمال وتجار. تسعى السلطة المحلية في عدن لإضافة شركات منافسة إلى جانب الشركة المحتكرة للاستيراد "عرب جولف" وفتح مزاد علني للمناقصات لكي لا يتم احتكار سعر الوقود، وفق التوجيهات الرئاسية التي تحدث عنها محافظ عدن. الأزمة الحالية تركت آثاراً اقتصادية سيئة على المواطن، أثقلت معاناته كما تسببت في رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية في أسواق المناطق المحررة؛ بحجة ارتفاع تكلفة نقل البضائع. ويشكوا المواطنون من غياب الرقابة والمحاسبة وغياب دور الجهات المختصة مما يحدث من ارتفاع لسعر الوقود في الأسواق السوداء وترك التجار يتحكمون بأسعار المواد الغذائية وغيرها بدون رقابة. "الاشتراكي نت" علم، أن شركة النفط اليمنية استقبلت في مصافي عدن والخزانات كمية من الوقود والمازوت قدرت ب 10ألف طن متري للتخفيف من أزمتي الوقود وانقطاع الكهرباء لكن الكمية التي بدأ ضخها من إحدى البواخر التابعة لشركة "عرب جولف" -التي قال محافظ عدن أنها تحتكر استيراد النفط- في ميناء الزيت بالبريقة لا تكفي إلا لأسبوع واحد فقط. مصادر أكدت، أنه من المتوقع قيام شركة النفط اليمنية في عدن باستيراد كميات أخرى خلال الأيام القادمة. في الوقت الذي تشهده مدينة عدن وغيرها من المدن المحررة من أزمة الوقود الخانقة وما ترتب عليها من انقطاعٍ للكهرباء وارتفاع لأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، يرى مواطنون أن على السلطة الشرعية القيام بمسؤوليتها الكاملة وتوفير احتياجات المواطنين من خدمات أساسية وغيرها. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet
