تعيش اليمن منذ انقلاب مليشيا صالح والحوثي على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014, اسوء كارثة انسانية لم تشهد مثيلا لها في تاريخها الحديث والمعاصر. وتزداد مأساة اليمن ارضا وانسانا يوما تلو الآخر جراء استمرار تعنت مليشيا الانقلاب بحربها العبثية وعدم الإكتراث لنداءات وتحذيرات المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية المتكررة إزاء هذا التعنت المليشاوي الذي سيوصل البلد الى عمق الهاوية, إذ بات اكثر من ثلثي سكان اليمن البالغ تعدادهم اكثر من 25 مليون بحاجة ماسة الى الغذاء والدواء. و اكد وكيل امين عام الاممالمتحدة للشؤون الانسانية استيفان اوبراين أن اليمن تعيش اكبر كارثة انسانية وانها باتت اكثر دولة قربا من المجاعة. وشرح اوبراين في تقرير قدمه الجمعة, للجمعية العامة للامم المتحدة الاوضاع الكارثية في اليمن وتحديدا في المناطق التي ما تزال تحت سيطرة مليشيا الانقلاب, داعيا المجتمع الدولي الى التحرك العاجل لانقاذ اليمن من المجاعة. واوضح اوبراين في تقريره ان نحو 19 مليون يمني يعانون من شحة المياه الصالحة للشرب, وان قرابة 14 مليون من السكان باتوا بحاجة ماسة الى الغذاء والدواء بشكل عاجل. بالنسبة للاطفال فأن المآساة تتضاعف اكثر, إذ يشكل الأطفال الشريحة الأكثر معاناة في اليمن، مع ظهور نسب مرتفعة من حالات سوء التغذية الحادة التي تتطلب تدخلا طبيا عاجلا، وظهور حالات وفاة في بعض المناطق. وتؤكد تقارير دولية تابعة لمنظمة اليونسف أن نحو 2 مليون طفل يعيشون حالة سوء تغذية, وان طفلا على الاقل من بين عشرة اطفال يموت يوميا بسبب سوء التغذية. وحسب مسؤول اليونسف في اليمن محمد الاسعدي, فإن معدلات سوء التغذية الحاد ارتفعت في اليمن بنسبة 200% مطلع 2017 مقارنة بمطلع 2014، ما يعني أن مزيدا من الأطفال عرضة لخطر الموت بزيادة عشرة أضعاف مقارنة بالطفل السوي، ما لم تتم معالجته في الوقت المناسب. وأضاف في حديث للجزيرة نت أن ما يقرب من نصف مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن، "وهؤلاء الأطفال إن عاشوا سيكون وزنهم أقل وبنيتهم البدنية وقدراتهم الذهنية والإدراكية أضعف من الأطفال الطبيعيين". وأشار الأسعدي إلى أن المعوقات كثيرة لا تقتصر على محدودية التمويل، بل أيضا مرتبطة بتدهور الوضع الصحي، وتوقف عمل نحو نصف المرافق الصحية، وعدم دفع رواتب العاملين الصحيين، واستمرار الصراع والمواجهات المسلحة، وعرقلة وصول المساعدات الغذائية للمحتاجين في بعض المناطق. علاوة على هذه المآسي الكارثية التي تعيشها البلاد, عمدت مليشيا الانقلاب الى مصادرة المساعدات الانسانية والإغاثية ومنع وصولها الى المحتاجين, لتقوم ببيعها في السوق السوداء مستغلة بذلك معاناة الناس لتحقيق مكاسب سياسية. كما تواصل المليشيا فرض جبايات وضرائب اضافية على التجار الامر الذي تسبب في ارتفاع أسعار السلع الغذائية, علاوة على ما سببته المليشيا من خفض القيمة الشرائية للريال اليمني وفقدان الكثيرين أعمالهم وتوقف صرف رواتب الموظفين منذ ستة اشهر. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet