مرت اول ايام عيد الفطر المبارك على مديريات بيحان بمحافظة شبوة جنوبي شرق البلاد مثقلة بوضع انساني غاية في الصعوبة والتعقيد كغيرها من مناطق البلاد التي تشهد اقتتالا بين القوات الحكومية ومليشيات علي صالح والحوثي. فمنذ ان اجتاحت مليشيات الانقلاب مناطق مديريات بيحان تفاقم الوضع الانساني حتى وصل الى حافة الانهيار، نقص حاد في الخدمات بل وانعدامها في معظم الاحيان، فلا رعاية صحية ولا تعليم ولا سلع غذائية متوفرة وان توفرت تفوق اسعارها الخيال، وسط استمرار للقتال الدامي والحصار المطبق على كافة المديريات في بيحان العليا والسفلى وعسيلان. ولم تكتفي المليشيات بهذا بل تمارس ابشع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين العزل تتمثل بحملات الاختطافات والاخفاء القسري لعشرات المواطنين علاوة على القصف العشوائي للمليشيات على قراهم السكنية وممتلكاتهم التي لا تشكل أي تهديد عسكري يبرر استهدافها بشكل شبه يومي. مع تفاقم هذا الوضع وازدياد مأساويته اضطرت عشرات الاسر الى النزوح من بعض مناطق المواجهات في مديريات بيحان بحثا عن اماكن اكثر أمنا هربا من القصف وحملات الاختطاف لكنها وجهت واقعا اكثر مرارة ربما، من واقع تلك الاسر التي فضلت البقاء في مناطقها تحت طائلة القصف والحصار وبطش المليشيات. مر اليوم الاول للعيد مثقلا بالحزن على اهالي بيحان اضافة الى ما يقاسونه من معاناة يومية، فلا قرية من قرى بيحان تكاد تخلوا من قتيل جراء هذه الحرب العبثية او مختطفين ومخفيين قسرا لا تعلم اسرهم مصيرهم، أأحياءً هم ام في عداد الموتى، الامر الذي يضاعف من معاناة عديد من الاسر في بيحان. وتحدث ناشطون في بيحان ل "الاشتراكي نت" عن الوضع المأساوي الذي تعيشه عشرات الاسر في مديريات بيحان حيث قالوا ان عشرات الاسر تعيش في اسوء ظروف الحياة معيشة واشدها قساوة، فالمليشيات تطبق الحصار على كافة مناطق بيحان من كل الجهات، وتمنع دخول المواد الغذائية والمعونات والمساعدات الدوائية للمديريات. وعن حملات الاختطافات والاخفاء القسري اكد الناشطون ان المليشيات الانقلابية لاتزال تنفذ العديد منها بين الحين والاخر مستهدفة عدد من المواطنين اما عن طريق بلاغات كاذبة او اشتباه او ابداء رأي. واوضحوا ان المليشيات اختطفت خلال الأسبوع الماضي سبعة مدنيين من أبناء مديرية بيحان العليا، ليرتفع فيه العدد إلى أكثر من سبعة وسبعين معتقلا منذ مطلع شهر مايو الماضي. وقالوا ان أكثر من 33 مختطفا منهم لا يزالون في سجون المليشيات داخل محافظة شبوة وخارج المحافظة ويتعرض معظمهم للتعذيب الجسدي والنفسي. وحمل أهالي المختطفين المليشيات المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة أبنائهم، في وقت يعيش فيه الاهالي وضعا مؤلما وتمتلئ منازلهم بالحزن والفقدان، فهم لا يعرفون احوالهم ولا بأي ظروف يعيشون داخل سجون المليشيات في بيحانوالبيضاء وذمار. وقال عددا من اهالي المختطفين ل "الاشتراكي نت" انهم لا يجدون أي مساندة سواء كانت قانونية او غيرها تساعدهم في اطلاق سراح أبنائهم من قبضة المليشيات. وذكر الاهالي إن المليشيات منعت الزيارة أو التواصل مع المختطفين، الامر الذي ضاعف من حالة القلق والخوف على سلامة أبنائهم منذ أن جرى اختطافهم قبل أكثر خمسين يوما. ويؤكد الناشطون ان المختطفين يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي، اثناء جلسات التحقيق معهم من قبل المليشيات الانقلابية، والذي يستمر لساعات من وقت لآخر. كما تمارس المليشيات عليهم ضغوطات نفسية بتخويفهم في تفجير منازلهم واتهامهم بالانتماء للمقاومة الشعبية وعناصر تنظيم القاعدة وقيامهم بأعمال إرهابية لا علاقة لهم بها في الاساس. وتحتجز المليشيات المختطفين من المواطنين في معتقلاتها اما في غرف مغلقة الآخر وانفرادية، وتمنع عنهم أي زيارات او أي شكل من اشكال التواصل من قبل اهاليهم خاصة أولئك الذين يجري نقلهم الى البيضاء وذمار فيما حاول اهاليهم معرفة اماكن احتجازهم. وعادة ما تنكر المليشيات الانقلابية وجود أي مختطفين في سجونها، بحيث تعقد على الاهالي معرفة مصيرهم. الى ذلك تشهد عدة جبهات في مديريات بيحان غربي شبوة استمرارا للقصف المدفعي المتبادل بين القوات الحكومية والمليشيات بشكل يومي، في وقت تراوح المواجهات فيه ما بين الكر والفر، تتخللها غارات لمقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي تستهدف بها مواقع وتعزيزات للأخيرة بشكل مستمر. وغالبا ما يطال قرى سكنية قصف عشوائي تشنه المليشيات يخلف عددا من الضحايا من المدنيين اضافة الى الحاق الاضرار في الممتلكات العامة والخاصة.