عقدت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني الدائرة 16 بالعاصمة صنعاء يوم الأربعاء الماضي حلقة نقاشية بعنوان الذكرى الثامنة لثورة 11فبراير ضمن أنشطة البرنامج الثقافي والتوعوي التي تقيمه منظمة الشهيد جارالله عمر بهدف خلق وعي معرفى وعقل متعلم. وقدمت في الفعالية التي حاضر فيها الأستاذ/ عارف الشيباني والأستاذ/ جازم سيف، قراءة نقدية وموضوعية لطبيعة الفعل الثوري الذي شكل محاور عديدة لواقع اليوم من اهمها التباينات المتناقضة المحكومة بتعقيدات الواقع المرتبط بكل مجالات الحياة المختلفة. واستعرض الأستاذ عارف الشيباني التراكمات التي أدت ومهدت وولدت للفعل الثوري والمسارات التي خطتها وكونت لها فضاءات رحبة. واكد الشيباني أن ثورة 11فبراير 2011 لم تأت اعتباطا أو للنكاية بفرد بعينه. ولم تكن رغبة او مجرد نزوة او تقليداً لثورات الربيع العربي.. انما اتت لمظالم شعب، وكنتيجة للسياسات الخاطئة لنظام الحكم الاسري الفردي المستبد الذي راكم خلال فترة حكمه الكثير من السلبيات والمشكلات المستعصية تجلت ك1زمة وطنية حادة اصبحت الامور معها تمضي باتجاه الانفجار الشعبي الجماهيري وهو ماحصل فعلاً في 11 فبراير 2011. في الثورة الشبابية الشعبية التي رفعت شعار (الشعب يريد اسقاط النظام) وفعلا تم اسقاط النظام المتخلف. فالحادي عشر من فبراير سيظل يوما مجيدا محفورا في ذاكرة التأريخ. سيخلد كغيره من الثورات بل وامتداد لها.. واضاف: لقد قدم الشباب التضحيات الجسام من الارواح والدماء الزكية في سبيل الحرية والتخلص من حكم مستبد غاشم عاش كابحا لحياة شعب طيلة 33عاما. وأوضح الشيباني أن ثورة 11 فبراير هدفت إلى التغيير في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية افضت الى دفن فكرة التوريث للحكم وخلعت الرئيس على صالح محققة بذلك احد اهداف قيامها . وعلى اثر ذلك تم تشكيل حكومة وفاق وطني تم في ظلها رعاية مؤتمر الحوار الوطني الذي استمرت فترة انعقاده سنة كاملة قدم حلولا لكافة المشكلات المترسبة في تاريخ اليمن وبالذات مرحلة حكم صالح الذي تجنى على الوحدة العظيمة بالضم والالحاق بصيف1994 وكذا حروب صعدة الستة، واوجد لها الحلول المثلى بما تمخض عنه من مخرجات في وثيقة مخرجات الحوار الوطني واعداد مسودة الدستور وشكل الدولة الاتحادية الضامنة للدولة المدنية الحديثة الذي حلم بها الشعب اليمني. وأكد الشيباني انه لولا قوى الجهل والقوى الظلامية المدعومة من الفكر الماضوي المناهض في الداخل والخارج والتي لا تنظر لليمن الا ان تكون منطقة نفوذ لها وليس اكثر استطاعت ان تشعل حربا مدمرة في مختلف ارجاء ارض اليمن الحر استنزفت فيها مقدرات الشعب وبسيناريوهات مختلفة، تماما كالسيناريو المرسوم في محافظة تعز.. تعز المحاصرة والواقعة بين الحصار من خارجها والقتل المننهج واشاعة الفوضى داخلها وتشويه وجهها المدني وجعلها نموذجا غير صالحا لقيادة عملية التغيير. يحدث ذلك وبمساندة ورعاية وتمويل اطراف اقليمية ودولية عبثية بامتياز. من جانبه تحدث الأستاذ جازم سيف عن المسارات والتناقضات التى صاحبت ثورة فبراير وما افرزته من ثورة مضادة. وقدم جازم سيف في قراءته عن علاقة الادب بالثورة موضحا انه لم يكن للادب مكان خلال سنوات الحدث الثوري في ثورة 11فبراير وسجلت الثورة غياباً للمثقف وانحساراً لدوره تجلى ذلك في عدم حضور القصة والرواية والشعر الاغنية الثورية العميقة الا من بعض قليل من الاناشيد الحماسية المرتجلة كلماتها والبسيطة، وقال انه لم يكن للأدب نصيبا يوازي حجم الحدث الثوري الذي امتد طويلا في الزمن وكثافة الحضور والمشاركة الجماهيرية في ثورة 11 فبراير الا القليل ويكاد ان لا يذكر.. الا من القليل منه مثل رواية للأستاذة/ نادية الكوكباني (سوق علي محسن) ورواية للأستاذة / لمياء الارياني (ثورة أحمد مهيوب) على عكس ما كان من دور وما لعبه الادب في ثورتى 26سبتمبر1962 و14اكتوبر 1963 كان للزخم الثوري في تلك الثورتين نتاجات ادبية كثيره وكبيرة وفريدة النوع، ومن تلك الاعمال الخالدة انتاجات الاديب محمد عبدالولي في اطفال يشيبون عند الفجر وريحانة.. والشاعر عبدالله البردوني في مشواره الشعري الخصب بكل قصائده الشعرية والشاعر حسن باصديق في عمله الفريد (الاجراس الصامتة) بل تجاوزت شطوط جغرافيا اليمن الى مصر حيث كتب الدكتور احمد القصير رصدا لأهمية الادب في رصد وإبراز معاني ودلالات التحولات الثورية. واثريت الفعالية بالعديد من المداخلات تميزت بالوضوح والصدق والموضوعية. وفي ختام الفعالية أوصى المشاركون بالاستمرار في اقامة الندوات وحلقات النقاش والفعاليات الثقافية لخلق وعي معرفي وعقل متعلم والتواصل مع المثقفين والمهتمين من اجل اعداد الفعاليات والتحضير لها.