احببت انا رمزية اسم ( مقبل ) يذكرني الاسم ورمزيته بمرحلة كفاح الأبطال ضد الاستعمار البريطاني في لحظة حاسمة من لحظات التاريخ تخلي على صالح عباد عن اسمه ليصبح معروفا (بالرفيق مقبل) من اجل استقلال وطنه ومن أجل سرية العمل الثوري الذي كان يخوضه مع رفاقه الشجعان من اجل تحرير وطنهم من الاستعمار . يوم أن زرته في مستشفى الثورة بصنعاء وفي الغرفة رقم (8) قلت لنفسي : يجب ان تموت الان يارفيق مقبل !!! نعم هكذا ادرت الحوار مع النفس وقلت : (الرفيق مقبل) يذكرنا بزمن الكبار والرجال من الوزن الثقيل وهذا زمن الصغار فلا يجب ان يبقى فيه لحظة واحدة حيا يبقى الموت حلا من الحلول في هذه الحياة البائسة في وطن يموت رويدا رويدا. اتخذت قراري وذهبت !!!! قلت يجب أن يأتي الموت سريعا يارفيق مقبل فهذا زمن موت الكبار من أمثالك وليبقى الصغار يقتاتون من فوق الموائد والفتات وعلى حساب شعب فقير يموت قهرا . كتبت عنه من قلبي وقلت أن الرفيق مقبل يمرض لان وطنه معلول ومريض وممزق الاشلاء والأوصال الان مات (الرفيق مقبل )وترك وطنه في غرفة الإنعاش . خرج مقبل مع رفاقه شابا يافعا صغيرا مهووسا بحب وطنه يحمل نعشه فوق ظهرة من اجل فكرة نقية تعيش في داخله وهي فكرة الخلاص من المستعمر وبناء وطن يسوده العدل والمساواة ومن هذه الفكرة استمد قوة ارادته وكفاحه وتعبه وخاض نضالا شاقا ومريرا مع المستعمر اولا ومع رفاقه في تجربة الاستقلال ثانيا وفي كل مرة يخرج مقبل من دوائر الصراع نظيفا ونقيا وطاهرا لسبب اظنه بسيطا وسهلا وهو انه يملك فكرة نقية تعيش داخل رأسه عاش بها ويموت الأن عليها . وتعيش الفكرة دائما حاضرة بيننا اظن أنا أن كل هذا الحبر المسكوب على (الرفيق مقبل) مصدره الفكرة النقية التي عاش بها الرفيق مقبل حياته مترفعا عن كل لحظات الضعف البشري في البحث عن المغريات والمناصب والحياة الباذخة وفضل ان يبقى كما هو علي صالح عباد (مقبل) حتى مماته . لاشئ في الحياة اظنه اكثر قدسية من أن يعش اي منا بفكرة نقية ويموت عليها . انه علي صالح عباد (مقبل ) يارفاق.