نعى الحزب الاشتراكي اليمني، رحيل المناضل الوطني اللواء علي محمد عبد الله مغلس الذي ووري جسده الطاهر الثرى أمس الجمعة في العاصمة صنعاء. وقال بيان نعي صادر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني، اليوم السبت، إن "الفقيد مغلس، كان واحدا من أبطال الدفاع عن مدينة صنعاء، وعن ثورتها وجمهوريتها في ستينيات القرن الماضي، في ملحمة السبعين يوما المجيدة التي أرست مداميك الحد الفاصل النهائي بين عهدين في تاريخ اليمن". وأوضح البيان، أن الفقيد مغلس، كان ضمن آلاف الشباب الذين لبوا نداء الثورة في أيامها الأولى وعندما اقتحمت طلائع الضباط الأحرار قصر البشائر في صنعاء. وأشار، إلى التحاق الفقيد، بالحرس الوطني وكان من بين الشباب الذين تشكلت منهم الدفعة الأولى كلية حربية بعد الثورة مباشرة. وأضاف، أنه "بعد تخرجه ابتعث إلى واحدة من أشهر الأكاديميات العسكرية التي تخرج منها العديد من قادة الجيوش في العالم وهي أكاديمية فرونزا في الاتحاد السوفييتي التي انطلق منها الفقيد إلى ميادين القتال في مختلف جبهات الدفاع عن الثورة الجمهورية". وتطرق البيان، إلى مشاركة الفقيد مغلس، في جبهة صعدة، وكان أول ضابط يدخلها مع القائد عبد الكريم السكري. وذكر، أن "آخر موقع قيادي شغله في الجيش هو رئاسة أركان أحد المعسكرات القتالية التي رابطت في منطقة ثُلاء وهناك التقى لأول مرة الضابط إبراهيم محمد الحمدي وقامت بينهما صداقة دائمة". وأضاف البيان: "انتهى المطاف بالفقيد ليكون كبير المعلمين في المركز الحربي بتعز الذي كان بمثابة كلية قيادة وأركان، ولكن سرعان ما ألفى نفسه ضمن مئات الضباط الذين طالتهم أحداث أغسطس وذهبوا بين قتيل وسجين وشريد، ومن حسن طالعه أنه نجا من القتل والسَّجن ليعيش مشردا في شقة ضمن العمارة 105 شارع مصدق-حي الدقي-الجيزة-مصر، ولهذا العنوان تاريخ يحكي سيرة واحد من أنبل الناس الذين جاد بهم الدهر على اليمن". وتابع: "في مصر التحق الفقيد بكلية الحقوق جامعة القاهرة ليثبت أن الحياة أوسع وأرحب من أن يخرجه منها أولئك الذين لا يفرقون بين الأوطان والزرائب والحظائر. وكانت شقة طالب الحقوق علي مغلس في 105 شارع مصدق بمثابة ملحقية صحية ومنامة لكل يمني ضاق به الحال، وبخاصة الضباط والجنود الذين سحقتهم أحداث أغسطس 1968". وأردف: "في مطلع ثمانينيات القرن الماضي عاد الفقيد إلى صنعاء، وفي ذلك الوقت مكنه رفيق دربه محمد عبد السلام منصور من العمل في الخطوط الجوية اليمنية مديرا لمكتب رئيس مجلس الإدارة. وفي العام 1988 رشح الفقيد نفسه في آخر انتخابات نيابية جرت قبل وحدة 22 مايو 1990 وفاز فيها بعضوية مجلس الشورى عن مديرية المواسط". كما أوضح البيان، أنه "عند إعلان قيام وحدة 22 مايو 1990 تم دمج برلماني الشمال والجنوب في برلمان واحد وكان الفقيد عضوا فيه. وفي انتخابات أبريل 1993 خسر الفقيد دائرته أمام سلطان العتواني، ويسجل له تاريخ الانتخابات النيابية في اليمن أنه أول رجل يقنع أنصاره ومؤيديه بالذهاب على رأس موكب كبير لتهنئة منافسه". ولفت، إلى أن آخر عمل رسمي شغله الفقيد قبل إحالته للتقاعد هو مدير عام الشئون القانونية في شركة الخطوط الجوية اليمنية. وعن نشاطه السياسي، قال البيان، "كان الفقيد علي مغلس ضمن طلائع الشباب الأولى الذين التحقوا بحركة القوميين العرب بعد ثورة سبتمبر 1962. وكان على علاقة مباشرة بقيادات الحركة وعلى رأسهم عبد القادر سعيد أحمد طاهر وعبد الحافظ قائد". وبيّن، أنه "عندما تحولت الحركة إلى اليسار الماركسي أصبح علي مغلس في الحزب الديمقراطي الثوري، وظل ملتزما للعمل الحزبي قبل وبعد توحيد فصائل اليسار في الحزب الاشتراكي اليمني إلى أن أقعده المرض". كما تطرق البيان، إلى العلاقة المتينة التي ربطت الفقيد بالكتاب، مواظبته على اقتناء آخر الإصدارات العربية والمترجمة كقارئ نهم. ورفع البيان، تعازي الأمانة العامة وعظيم المواساة لنجله أشرف وشقيقته وزوجه أم أشرف ولكل آل مغلس وكافة أصدقائه ومحبيه ورفاق دربه. والفقيد اللواء علي مغلس، من مواليد عزلة قَدَسْ- مواسط- حجرية- محافظة تعز في العام 1946. وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيب القرية، قبل أن يلتحق بمدارس عدن الأهلية زمن الاستعمار البريطاني.