قالت مصادر قبلية أن المملكة العربية السعودية منحت أبناء قبائل محافظة حضرموت تسهيلات كبيرة خلال الفترة الماضية يتيح لهم الحرية الكاملة في الدخول والخروج من وإلى أراضيها. ووفقا للمصادر فقد قامت السعودية بتوزيع آلاف مما يسمى بالبطائق الخضراء على رجال قبائل في حضرموت.
هذه البطائق تعتبر تصاريح دخول وخروج إلى الأراضي السعودية بدون تأشيرة وتمنح حاملها حرية التنقل داخل السعودية والحصول على اعتمادات مالية ومواد غذائية ونفطية، ويعامل حامل البطاقة كمواطن سعودي.
وشهدت محافظة حضرموت الشهر الماضي ما يسمى ب"الهبة الحضرمية" للمطالبة بتوفير الخدمات وامتيازات مختلفة. الهبة دعت لها قبائل حضرموت.
وتشهد حضرموت انفلاتا أمنيا بعد فرض قوى الحراك العصيان المدني في مدينة المكلا ومدن أخرى بالقوة، فيما تم تهجير عدد من التجار المنتمين للمحافظات الشمالية ونزح بعضهم إلى خارج المحافظة.
مطالب الهبة الحضرمية وصلت حد التهديد بانفصال حضرموت في وقت تسربت معلومات عن أنه كان للمملكة يد في دعم تلك الهبة. المعلومات ذاتها تحدثت عن زيارة مسئولين سعوديين لحضرموت دون علم السلطات اليمنية وقبل أيام من الهبة.
وتسعى السعودية إلى فتح خط جديد كمنفذ لتصدير النفط من خلال أراضي حضرموت بعد أن توترت علاقة المملكة مع عمان على خلفية التنسيق العماني الإيراني وتجميد عضويته في مجلس التعاون الخليجي في القمة الأخيرة.
وتتخذ المملكة من "الإمبراطورية الحضرمية" قبلة لها وتضع عينها على جنوب شرق البلاد، وسعت خلال الفترة الماضية لتأمين موطئ قدم في المحافظات الجنوبية وفي حضرموت تحديدا.
وتقدم دعما ماليا ولوجستيا لإعادة إنتاج السلاطين والمشائخ واستقطاب قيادات في المعارضة الجنوبية وفصائل الحراك في الداخل.
وتعد حضرموت واحدة من المحافظات اليمنية "ثلث مساحة اليمن" الغنية بالنفط والغاز والثروة السمكية.
وتسعى المملكة إلى بسط نفوذها على حضرموت وصولا إلى البحر العربي البعيد عن مضيقي "هرمز وباب المندب".
وكانت واحدة من وثائق ويكيليكس تطرقت إلى مطامع السعودية في اليمن. الوثيقة المؤرخة في 18 حزيران 2008م الصادرة عن السفارة الأمريكية بصنعاء تشير إلى أن أحد الدبلوماسيين البريطانيين في اليمن أبلغ دبلوماسيا أمريكيا أن السعودية ترغب في إنشاء خط أنابيب نفطي تملكه وتشغله وتحميه، على أن يمتد من حضرموت إلى مرفأ في خليج عدن مرورا بالخليج العربي ومضيق هرمز.