ما تفعلهُ "كونداليزا رايس" وزيرة خارجيَّة أمريكا لا يخرج عن كونه رقصاً على رُؤوس الأبرياء في زمنٍ اختفت فيه "الإنسانيَّة" وظهرت فيه "وحشيَّة المصلحة" وعبادة الذات حتَّى لو كان ذلك بحمَّاماتٍ مِنَ الدَّمّ!. ومع أن قرار وقف إطلاق النار صدر ولم يُطبق «وكأنه لم يصدر» إلا أن ذلك يدعونا للقول: بعد ماذا يا تجار الموت؟!. ويجرنا إلى تذكر «كونداليزا» حين أطلَّت بوجهها السوداوي "القاتم" بعد مذبحة "قانا" الثانية لتُؤكِّد أنَّ موعد وقف إطلاق النار لم يحن وقته، وتمنح الصهاينة ضوءاً أخضر لإتمام مذابحهُمْ وتنفيذ مُخطَّط المجازر التي احتوت عليها أجندة "التحالف" الثنائي!!. والأكثر تميُّزاً في ظهور "كونداليزا رايس" هو اختيارها لابتساماتٍ مُنوَّعةٍ عند ظهورها أمام كاميرات الفضائيات بعد كُلِّ مجزرةٍ يرتكبها الصهاينة في حقِّ الشعب اللبناني الصامد. وعُودوا بالذاكرة إلى إطلالاتها الفضائيَّة أو لاحظوا ظهورها القادم وستتأكَّدُون أنَّ الأُمَّتين العربيَّة والإسلاميَّة وكذلك شعوباً صديقةً في أوروبا وأفريقيا وأمريكا ما يكادون ينتهُون مِنْ مُشاهدة "المجازر" حتَّى تتساقط الدموع مِنْ أعينهُمْ بينما تتساقط "الابتسامات" مِنْ بين فكَّي السيِّدة العجوز وكأنَّها تتلذَّذ وهي فعلاً تتلذَّذ!!. بالطبع "رايس" تبتسم لأنَّها تشعر بقُرب تحقيق ما تُريده هي وإدارتها تحت مُسمَّى"شرق أوسط جديد" وليس هناك ما يدعو إلى الألم أو إلى بعضٍ مِنْ حُزنٍ إذا ما تحقَّق ذلك بالدماء وألوا المجازر وأنواع القتل والبطش!!. المُهمُّ الوصول إلى "شرق أوسط جديد" يقولُون إنَّهُمْ يُريدُونه أن ينعم بالديمقراطيَّة والحُرِّيَّة والمُساواة والهدوء والأمان وخالٍ مِنَ الإرهاب والتطرُّف وكُلّ ما يدعو إلى القلق أو الخوف!!. هكذا يقولُون، ويُريدُون مِنَ العالم احترامهُمْ وتقديرهُمْ، وهُم في الأصل لا يحترمُون عقول الآخرين، ويصرُّون على استغباء شعوب العالم لتُصدِّقهُمْ بأنَّ ما يحدث مِنْ إجرامٍ ونازيَّةٍ هو مِنْ أجل الوصول إلى "شرق أوسط جديد" فقط ليس أقلَّ مِنْ ذلك ولا أكثر!!. أيُّ "شرق أوسط جديد" يتحدَّثُون عنه ويُريدُونه آمناً مُستقرَّاً حُرَّاً وهُمْ يُجهضُون الأمان ويغتالُون الحُرِّيَّة والديمقراطيَّة ويُطبِّقُون "الإرهاب" بكامل تفاصيله المُرعبة؟!. شاطرة يا "رايس" وأشطر منكِ سيِّدكِ وكُلَّ المتعاونين والمُتخاذلين والصامتين، وجميعكُمْ تستحقُّون علامات الامتياز؛ ليس في النجاح ولكنْ في الفشل؛ لأنَّ العقول التي لا تحترمُونها لا تحترمكُمْ، و"شرق أوسط جديد" يأتي على مشاهد المجازر والإبادة والخراب والدمار والضحايا مِنَ الأطفال والنساء والشيوخ ليس "جديداً" وإنَّما "إرهابياً" وعليكُمْ أنْ تتحمَّلوا "إرهاباً" تُقدِّمُونه وتصنعُونه لدى الآخرين بأيديكُمْ وبأفعالكُمْ الشنعاء!!. ويكفي أنْ يعرف العالم أنَّ "كونداليزا رايس" وبَّخت "كوفي عنان" أمين عام الأُمم المُتّحدة بجلالة قدره وموقعه، ووصفت "كلامه" بالسيِّئ لأنَّه "فقط" انتقد ما وقع في "قانا" مِنْ مجزرةٍ بشعة، ولم ولن تكتفي بذلك أو بمثله أو أكبر منه؛ ممَّا يُثبت بالدليل القاطع والإثبات الدامغ أنَّها تموت حُبَّاً في "إسرائيل" وتخاف وتكره العَرَبْ والمُسلمين، ولذلك ستظلّ ترقص على رُؤوس الأبرياء، وتختم رقصاتها بابتسامةٍ عريضةٍ تكشف "العورة" وتفضح ما لا أعتقد أنَّه مازال مستوراً!!.