في إطار عملياتها الإرهابية المتواصلة في لبنان منذ 19يوماً، نفَّذت قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس الأحد (30/7) مجزرة مروّعة في قرية قانا شرق مدينة صور جنوب لبنان أسفرت عن استشهاد 58 لبنانياً بينهم 37 طفلاً، وذلك بعد عشرة أعوام من ارتكابه مجزرة مماثلة في القرية ذاتها،وكان 109 لبنانيين سقطوا في بلدة قانا أثناء عملية عسكرية إسرائيلية "عناقيد الغضب" عام 1996 بعد التجأوا إلى مقر تابع للأمم المتحدة قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصفه وكلهم من المدنيين. وأوضح مصدر أمني لبناني أن الطائرات الصهيونية استهدفت مبنى في قرية قانا التجأ إليه عشرات اللبنانيين للاحتماء من القصف، بقنابل فراغية، مما أدى إلى تدميره بالكامل واستشهاد 58 لبنانياً بينهم سبعة وثلاثون طفلاً، فيما وانهارت عشرات المباني أو تصدَّعت في القرية أو حدثت فيها فجوات جراء استهدافها بغارات جوية كثيفة طوال ليل السبت الأحد. وذكر مصدر طبي لبناني أن عشرات الجثامين انتشلت من بين أنقاض المبنى، وأضاف أن من بين الجثامين المنتشلة جثامين 37 طفلا، مشيرة إلى أن الشهداء هم نساء وشيوخ وأطفال من عائلتي شلهوب وهاشم. وخرج خمسة مسنين أحياء من تحت ركام المنزل الواقع في حي الخربة والذي استهدفه صاروخ في الواحدة من فجر أمس حسبما أفاد به أحد الناجين. وقال مشارك في عمليات الإسعاف: إن قصف البوارج الحربية الصهيونية على الطريق الموصل إلى البلدة القريبة من صور حال دون وصول المسعفين إلى مكان المجزرة في وقت مبكر. هذا وقد واصل الجيش الصهيوني قبل ظهر أمس قصف قانا ومحيطها في الوقت الذي كانت فيه فرق الإنقاذ تواصل عمليات انتشال الضحايا، على الرغم من الوجود المكثف للقنوات الفضائية المحلية والعربية والدولية، ما يؤكد استخفاف الاحتلال الصهيوني بالرأي العام العالمي. وفي جلسة طارئة للحكومة اللبنانية خرج المجتمعون بقرارات موحدة حول ضرورة وقف إطلاق النار قبل التفاوض، وطلبوا من وزيرة الخارجية الأمريكية عدم القدوم إلى بيروت. وفي تصريحات صحفية للرئيس اللبناني أميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، أعربا على إدانتهما واستنكارهما للمجزرة الصهيونية في قانا، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل ووقف العدوان الصهيوني على لبنان. وقد تراجع نبيه بري عن مبادرة كانت أدلى بها حول تبادل الأسرى، وقال: "إن هناك وضعاً جديداً بعد مجزرة قانا. "في هذه الأثناء تواصلت الغارات الجوية الصهيونية على مدينة النبطية ومحيطها بالتزامن مع قصف أطراف البيسارية الواقعة في قضاء الزهراني جنوب لبنان وبلدة يارون الحدودية حيث استشهد سبعة مدنيين لبنانيين داخل منزلهم، والشهداء هم عدنان مهدي وزوجته وأطفاله الخمسة. وأسفر القصف الصهيوني عن تدمير ثلاثة منازل في حي البياض في النبطية وسواها بالأرض كما دفع 60 ألفا من سكان المدينة وعددهم 80 ألفا إلى مغادرتها. ولفت وزير الصحة اللبناني محمد خليفة في تصريح له أمس إلى أن العدوان الصهيوني أوقع حتى الآن 750 قتيلا ونحو ألفي جريح، موضحا أن شهداء مجزرة قانا يدخلون ضمن الحصيلة الجديدة. وفي البقاع اللبناني واصل الطيران الحربي الصهيوني شن غارات جديدة فجر اليوم على معبر المصنع عند الحدود السورية اللبنانية، حيث طريق بيروتدمشق قطع بفعل ثلاث غارات صهيونية استهدفت معبر المصنع الحدودي وقال مصدر أمني لبناني: إن الطيران الصهيوني ألقى خلال الغارات الثلاث ثلاثة صواريخ جو-أرض على مسافة تتراوح بين خمسين ومائة متر بعد مبنى الجمارك اللبنانية في المصنع. كما أصيب عنصران هنديان من قوة الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة بجروح في غارة جوية صهيونية استهدفت موقعهما قرب قرية العديسة في القطاع الأوسط من الجنوب اللبناني، وقال متحدث باسم القوة: القصف ألحق أضرارا ببرج المراقبة داخل الموقع. وفي إطار ردّها على العدوان الصهيوني المستمر على لبنان، واصلت المقاومة اللبنانية عمليات القصف للمغتصبات الصهيونية في شمال فلسطينالمحتلة. وقد أعلنت مصادر صهيونية أن المقاومة اللبنانية أطلقت أمس أكثر من 144 صاروخا، وفق حصيلة لجمعية الاسعاف الاسرائيليةأطلقت على المغتصبات في شمال فلسطينالمحتلة عام 1948، ما يعد أكبر عدد لصواريخ تسقط على المغتصبات "الشمالية" في يوم واحد. في حوالي الساعة 15:45 انطلقت صفارات الإنذار في حيفا وعكا ومغتصبة "الكريوت" و"نيشر" و"دالية الكرمل"، وأعلن عن سقوط خمسة صواريخ في منطقة عكا وبعد ذلك بعدة دقائق انطلقت في عكا صافرات الإنذار مرة أخرى. وأشارت المصادر الصهيونية إلى أن القصف الصاروخي للمقاومة اللبنانية تركز أمس على مغتصبة "كريات شمونه" حيث سقط حوالي ال80 صاروخا منذ فجر أمس وقالت المصادر: إنَّ 25 مصابا نقلوا إلى غرفة الطوارئ في كريات شمونة"، كما سقطت عدة صواريخ في صفد المحتلة. وفي هجمة صاروخية سابقة على كريات شمونه أصيب أربعة مستوطنين بجروح و7 أصيبوا بحالات انهيار نفسي وعصبي، وفي هجمة صاروخية على مغتصبة "نهاريا" أصيبت مركبتان وعدة بنايات خالية من السكان، كما ذكرت المصادر الصهيونية، 8 صواريخ سقطت على عكا، وخمسة على مغتصبة "معالوت"، وأربعة على مغتصبتي "روش بينا" و"حتسور". ومن ناحية أخرى، شهدت قرى العديسة –كفركلا- الطيبة المواجهة مغتصبة المطلة عمليات كرٍّ وفرٍّ بين مجاهدي حزب الله وقوة صهيونية مدرعة، بعد توغل الأخيرة إلى مسافة ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وأعلن حزب الله أن مجاهديه تصدوا لقوة من لواء غولاني تسللت عبر مشروع الطيبة، وقتل ثمانية من أفرادها. وأوضح بيان للمقاومة الإسلامية، الجناح العسكري لحزب الله، أن المروحيات الصهيونية "عجزت عن نجدة القوة الغازية، فيما يسيطر المجاهدون بشكل عام على المنطقة ويلاحقون أفراد القوة من نقطة إلى أخرى".