تفجرت ردود فعل دولية وعربية غاضبة جراء المجزرة الإسرائيلية في قانا فجر أمس الأحد والتي نجم عنها سقوط العشرات بين قتيل وجريح.وفي أول رد فعل أميركي، قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إنها تشعر "بحزن عميق لفقدان حياة أبرياء" في غارة إسرائيلية على بلدة قانا. كما دعت الوزيرة إسرائيل إلى "اتخاذ إجراءات استثنائية" لتجنب قتل مدنيين في لبنان.من جهته حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تبرير المجزرة بقوله إن قانا كانت "ملجأ آمنا" لمقاتلي حزب الله. وعبر عن "أسفه العميق" لقصف قرية قانا اللبنانية الجنوبية.من جانبه حمل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي حزب الله المسؤولية عن المجزرة, متهما المقاومة باستخدام هذه البلدة قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.أما قائد جيش الاحتلال دان حالوتس فقال إن الجيش لم يكن يعلم بوجود مدنيين في المبنى الذي تعرض للقصف.في المقابل وفي تصريح لفضائيةالجزيرة شدد رئيس الجمهورية اللبنانية على ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي للوقوف على مسؤولياته والمتمثلة بالوقف الفوري للنار. واعتبر أنه ليس هناك من جدوى اجتماع الجامعة العربية "لأنه مضيعة للوقت".وأضاف إميل لحود أن من يقاتل على الأرض اللبنانية هم لبنانيون ويقاتلون لأهداف لبنانية وليس لأجندة خارجية لها علاقة بسوريا أو إيران. من جانبه طالب رئيس الحكومة في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار.وقال فؤاد السنيورة إن حكومته لن تجري أي مفاوضات مع وزيرة الخارجية الأميركية قبل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النارمن ناحية أخرى أعلنت حركة حماس أن "كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة الفلسطينية واللبنانية للرد على جرائم الإرهاب الصهيوني" في قانا بجنوب لبنان.وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عن شعوره بالصدمة "جراء هذه المشاهد البشعة التي ترتكب في لبنان بشكل يومي وممنهج". ودعا هنية الأممالمتحدة إلى "فرض عقوبات على إسرائيل بسبب مخالفتها القانون الدولي وتجاوزها لكل الحدود" معربا عن أمله أن يتخذ الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي "خطوات جدية وفعالة ومسؤولة في لجم هذا العدوان".كما دان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس القصف الإسرائيلي, وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة إن "هذه الجريمة الإسرائيلية الجديدة تستدعي وقفا فوريا لإطلاق النار".وأعلن عباس أنه يؤيد قرار الحكومة اللبنانية "رفض إجراء أي مفاوضات سياسية" قبل إصدار قرار بوقف إطلاق النار وقد دان الرئيس الفرنسي القصف الإسرائيلي لبلدة قانا معتبرا أن ما حصل لا يمكن تبريره، ومكررا دعوته إلى وقف إطلاق النار. وأعرب جاك شيراك عن "صدمته" بعد "عمل العنف الذي أودى بالعديد من الضحايا الأبرياء وخصوصا نساء وأطفال".وفي لندن وصفت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت الهجوم الإسرائيلي على قانا بأنه "مروع للغاية". لكنها حين سئلت إن كانت لندن تنظر إلى الغارة أو للقصف الإسرائيلي المستمر منذ 19 يوما على أنه "غير متناسب" تجنبت الرد مضيفة أن تل أبيب قد تتوقف عن الإنصات إذا استخدمت كلمات معينة. في غضون ذلك شجب منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الهجوم، وقال "لا شيء يمكن أن يبرر" هجوم قانا، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار.كما طالبت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر بوقف "فوري للعنف" بين إسرائيل وحزب الله.من جهتها أدانت الأممالمتحدة الغارة الإسرائيلية, وقال جير بيترسن الممثل الشخصي للأمين العام للمنظمة بلبنان إنه يشعر "بصدمة عميقة وحزن بالغ لمقتل عشرات المدنيين من اللبنانيين بينهم العديد من الأطفال في قانا".كما طلب البابا بنديكتوس السادس عشر وقفا فوريا لإطلاق النار "ليصبح من الممكن بناء تعايش مستقر ودائم بالشرق الأوسط عبر الحوار". أما الجامعة العربية فقد طالبت بإجراء تحقيق دولي في مجزرة قانا وغيرها من جرائم الحرب الإسرائيلية التي ارتكبت في لبنان خاصة تلك التي طالت المدنيين.وقال بيان الجامعة إن الأمين العام عمرو موسى يطالب مجلس الأمن الدولي بالضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار فورا. ودعا موسى الدول العربية إلى اتخاذ "الخطوات المطلوبة للتعبير عن تضامنها الكامل مع لبنان".في هذه الأثناء دان عاهل الأردن عبد الله الثاني "بشدة" ما سماها الجريمة البشعة التي أدت إلى مقتل 51 مدنيا على الأقل في قانا. ونقل بيان الديوان الملكي عن العاهل الأردني تأكيده أن "هذا العدوان الإجرامي يشكل انتهاكا صارخا للقانون وكافة المواثيق الدولية". وفي القاهرة دان الرئيس المصري حسني مبارك "بشدة" القصف الإسرائيلي واعتبره عملا "غير مسؤول". وقال في بيان إن المجزرة "تؤكد الحاجة الملحة لسعي دولي جاد لإصدار مجلس الأمن قرارا عاجلا لوقف العمليات العسكرية على الفور". وفي الجزائر أعلنت الخارجية في بيان أنها "تدين بشدة" القصف الإسرائيلي، وتدعو إلى "يقظة ضمير وانتفاضة جماعية للأسرة الدولية". وفي دمشق اعتصم مئات اللبنانيين والسوريين أمام مبنى الأممالمتحدة استنكارا للقصف الإسرائيلي.