أكدت دولة الاحتلال الإسرائيلي اليوم عدم وقف حرب الابادة ضد لبنان والتي دخلت يومها العشرين إلا بعد انتشار القوات الدولية على الحدود اللبنانية . ونقل "صوت إسرائيل" عن مصادر قولها أن هذا الموقف يتماشى مع أقوال وزيرة الخارجية الأمريكية الخاصة بعدم السماح باستعادة الوضع السابق أي عدم إفساح المجال أمام عناصر حزب الله للعودة إلى مواقعهم المحاذية للحدود أو التزود بأسلحة. من ناحية أخرى نقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على شبكة الإنترنت عن مصادر في مكتب رئيس حكومة الاحتلال ايهود اولمرت قولها أن إسرائيل بادرت بمحض إرادتها إلى إعلان وقف غاراتها الجوية في لبنان لمدة ثمان وأربعين ساعة ولم ترضخ لأي ضغوط أميركية، على حد قوله. وأضافت المصادر أن رايس لم تطلب بدايةً سوى فتح ممر آمن يسمح للمدنيين في جنوب لبنان بالتوجه شمالاً ، وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الفسحة الزمنية المتوفرة للعمليات العسكرية تقدَّر بأسبوع على اعتبار أن طلائع القوات الدولية ستصل إلى لبنان يوم الاثنين القادم. في غضون ذلك اعلن قائد العمليات في رئاسة أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال غادي ايسنكات أن الجيش سيقيم منطقة عازلة بعرض كيلومترين في الاراضي اللبنانية على طول الحدود، مع حلول يوم الاربعاء. وقال خلال مؤتمر صحافي: إن هذه المنطقة لن يكون فيها اي بنية او أثر لوجود حزب الله. وقالَت محطات التلفزيون الاسرائيلية: إن الجيش يستعد لتنفيذ عمليات في ثلاث قرى لبنانية حدودية على الاقل. من جانبه ، اكد وزير العدل الاسرائيلي حاييم رامون اليوم الاثنين ان تعليق اسرائيل ضرباتها الجوية في لبنان لمدة 48 ساعة لا يعني "انتهاء الحرب" ضد حزب الله ، وجاء ذلك في حديثه لاذاعة الجيش الاسرائيلي . وكان الاحتلال الإسرائيلي قد اعلن تعليق اعتداءاته الجوية على جنوب لبنان لمدة 48 ساعة، بزعم التحقيق في المجزرة واعطاء أهالي الجنوب فرصة للمغادرة. وقالت مصادر صحفية أن مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية قال ان إسرائيل وافقت على تعليق القصف الجوي على الجنوب اللبناني فورا لمدة 48 ساعة لاتاحة فرصة للتحقيق في المجزرة الصهيونية في قانا والتي راح ضحيتها أمس 60 شهيدا معظمهم نساء واطفال . وأضافت المصادر أن آدم إيرلي المتحدث باسم وزارة الخارجية قال في مؤتمر صحفي عقد بالقدس المحتلة ان اسرائيل ستقوم ايضا بالتنسيق مع الاممالمتحدة لاتاحة فرصة لمدة 24 ساعة امام سكان جنوب لبنان لمغادرة المنطقة. وأوضح ايرلي ان إسرائيل لها الحق "في التحرك ضد اهداف تستعد لمهاجمتها"على حد قوله. في هذه الأثناء وصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم الاثنين الى بيروت ، ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب اللبنانيين للتباحث حول الوضع في لبنان خاصة مع تدهور الظروف الانسانية بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم واستشهاد 60 مدنيا في غارة إسرائيلية على مدينة قانا . من جهة اخرى ، يزور وزير الخارجية الإيراني منوتشهر متقي اليوم بيروت ويلتقي الرئيس اميل لحود ورئيس الوزراء والمجلس النيابي . وقد قدمت فرنسا اليوم الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان ، وأعرب مجلس الأمن عن أمس عن أسفه لقصف قانا، مؤكداً على الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، فيما لم يوجه المجلس أي إدانة واضحة لإسرائيل على مجازرها. وعقب انتهاء مشاوراته حول الوضع على الساحة اللبنانية أدان الرئيس الحالي لدورة مجلس الأمن الفرنسي جان مارك دو لا سابليير مقتل مدنيين في قانا. وأعرب دو لا سابلييرعن أسفه العميق للخسائر في الأرواح البشرية البريئة، مؤكداً الحاجة لوقف دائم لإطلاق النار . من ناحية اخرى اكد الرئيس اللبناني ايميل لحود أن ما تفعله اسرائيل في لبنان حاليا وخاصة بعد ما حدث امس الاحد في مجزة "قانا" يعد انتقاما من المدنيين اللبنانيين بعد خسارتهم الفادحة أمام رجال المقاومة اللبنانية . وفي حديث لقناة " الجزيرة " الاخبارية قال لحود " الحل الوحيد للازمة هو وقف النار اولا ثم يتم التفاوض بين الطرفين بشأن تلك الازمة وغير ذلك لايقبله اللبنانيين ". وأضاف لحود ان ما يحدث الان في لبنان هو خطة أمريكية محضرة مسبقا تنفذها اسرائيلي ، مشيرا الي الدعم الواسع الذي تتلاقاه اسرائيل من الولاياتالمتحدةالامريكية . وقال لحود ان وزيرة الخارجية الامريكية تحدثت من قبل عن خلق شرق اوسط جديد متسائلا هل ما حدث امس في قانا "شرق اوسط جديد" هذا ما تريده امريكا ، ولانري اي ادانات لتلك المجازر اليومية بلبنان ، مثل العادي الولاياتالمتحدة رفضت ما حدث ولكننا لانري ايه ادانات لما يحدث " ،، وما حدث بقانا امس مثل ما حدث من قبل سنة 1996 بنفس البلدة . وردا علي سؤال عن امكانية الاستغناء عن المقاومة ونزع سلاحها قال لحود" لايمكننا التخلي عن المقاومة أو نزع سلاحها" ، مؤكدا ان اسرائيل فشلت في محاولاتها لالغاء المقاومة او الانتصار عليها . وأكد لحود أن المقاومة انتصرت عسكريا وهذا سوف يكتب في التاريخ ويتذكره الشعوب ، مشيرا الي ان تدمير حزب الله من قبل اسرائيل امر صعب جدا لذلك يقوم الاحتلال بمجازر يومية ضد المدنيين اللبنانيين وبذلك خسرت اسرائيل المعركة لان المقاومة حققت انتصار ولاتزال في كامل قواها ، مشيرا الي ان اسرائيل لاتستطيع الاعتراف بتلك الخسارة لانها فضيحة لها . واوضح لحود ان الجيش اللبناني سيقاتل وسيدخل المعركة اذا ما حصل اجتياح اسرائيلي في لبنان. على صعيد آخر افادت مصادر اخبارية بأن معارك عنيفة تدور بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط كفركلا والعديسة في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني مما ادى الى اصابة 3 جنود اسرائيليين وتدمير دبابتين . وقال متحدث باسم جيش الاحتلال ان حزب الله أطلق صاروخا مضادا للدبابات أصاب ناقلة جنود اسرائيلية مدرعة. كما أُصيبت دبابة كانت في طريقها لانقاذ جنود بصاروخ وأُصيب ثلاثة جنود بجروح طفيفة. وأكد حزب الله انه دمر دبابتين اسرائيليتين خلال قتال كما ألحق أضرارا بدبابة ثالثة واعلن متحدث عسكري إسرائيلي ان الطيران نفذ اليوم غارة جوية قرب قرية الطيبة جنوب لبنان لدعم عملية برية. وقال المصدر نفسه ان "نحو عشر دبابات اسرائيلية خرقت السياج الحدودي الفاصل بين البلدين عند محور العديسة كفركلا وتوغلت نحو 500 متر داخل الاراضي اللبنانية". من جهة اخرى ، افادت مصادر اخبارية بمقتل جندي لبناني وإصابة ثلاثة آخرين بعد ان فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي نيرانه على موقع تابع للجيش اللبناني على الطريق الساحلي الرئيسي في جنوب لبنان. وذكرت مصادر الامن اللبنانية انه لم يتضح على الفور ما اذا كانت الطائرات الاسرائيلية ام السفن الحربية هي التي شنت الهجوم على موقع الجيش في قرية القاسمية شمالي ميناء صور. وعلى صعيد تطورات الاوضاع في فلسطين استشهد شاب فلسطيني وأصيبت طفلة بجراح خطيرة في قصف مدفعي إسرائيلي على شرق بيت حانون شمال قطاع غزة بعد ظهر اليوم الاثنين. وقالت المصادر الطبية الفلسطينية إن "الفتى ناهض محمد الشنباري (16 عاما) استشهد في قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة مؤهلة بالسكان شرق بلدة بيت حانون فيما جرحت طفلة يبلغ عمرها عامين بشظايا في أنحاء مختلفة من الجسم". وأشارت المصادر الأمنية الفلسطينية إلى أن دبابات الاحتلال كثفت منذ صباح اليوم القصف المدفعي على شمال وشرق قطاع غزة. وفي وقت سابق استشهد فلسطيني متأثرا بجراحه التي أصيب بها في غارة إسرائيلية قبل أيام على مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع. وأوضح مصدر طبي فلسطيني أن يوسف المغاري (32 عاما) توفي متأثرا بجروح أصيب بها بشظايا صواريخ للاحتلال في العشرين من الجاري على مخيم المغازي خلال العملية العسكرية الإسرائيلية بالمخيم. وكان ناشطان فلسطينيان أصيبا بجروح في غارة جوية على منزلي ناشطين فلسطينيين أحدهما مسؤول لجان المقاومة الشعبية شمال قطاع غزة. وقالت لجان المقاومة الشعبية إن صاروخا أصاب منزل زعيم اللجان في بيت حانون شمال غزة، وأصاب الحطام والزجاج المتطاير شقيق الناشط وشقيقة زوجته بمنزل مجاور. كما دمر صاروخ إسرائيلي منزل عضو بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمدينة غزة, إلا أنه لم يصب أحد في الهجوم. وقال جيش الاحتلال إن الهجوم الجوي استهدف بناية تستخدمها الحركة. وفي هذه الأثناء يواصل رئيس السلطة الفلسطينية جولته العربية حيث وصل الكويت قادما من السعودية. وأجرى محمود عباس مباحثات مع ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح, تركزت على العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة ولبنان. إلى ذلك دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية(حماس) إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي, ردا على مجزرة قانا التي أودت بحياة أكثر من ستين قتيلا معظمهم من النساء والأطفال. وقال مشعل إن "الرد على هذه المجزرة البشعة لا يكون إلا بتصعيد المقاومة في فلسطين ولبنان", متسائلا "هل بقى من الأمة وشعوبها غير مشروع المقاومة حتى ندافع عن نسائنا وأطفالنا ومقدساتنا في هذا الزمن الصهيوني الأميركي الذي يرتكب كل هذه المجازر دون حساب". وأضاف القيادي بحماس أن التنسيق بين حركته وحزب الله يعد "أمرا حاسما", محذرا في الوقت ذاته الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من دعوات عزل القضية الفلسطينية عن مايجري في لبنان.
