العمل بمعزل عن الشركاء وبعيداً عن منهجية الشراكة يحرم الأحزاب من فوائد جمة يفترض أن تكون في الصدارة من أولويات الأحزاب والتزاماتها تجاه نفسها أولاً وتجاه التجربة الوطنية عموماً. أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك تفصل نفسها عن محيطها السياسي وبيئتها المحلية بانتقائها فعاليات ومناشط خاصة ومحددة سلفاً باعتبارها تصب في موالاة المشترك ضرورة وتنسجم مع شروطه ومعاييره في مزاولة المعارضة وتشخيص الواقع السياسي بالرؤية ذاتها التي تتعامل بها أحزاب المشترك وتعمل على ضوئها.قد تلتقي معارضة المشترك مع الشيطان «ذات نفسه» قد تحاور «ملائكة الجحيم» لكنها لا ولن تفعل شيئاً بضع شيء من ذلك مع أحزاب المعارضة مثلها في المجلس الوطني «اليمني بكل تأكيد» للمعارضة.لكنها ليست أحزاب المشترك لوحدها تفعل ذلك مراكز ومنظمات مدنية أو هكذا تنسب نفسها وأخرى رقابية وحقوقية تؤكد عملياً مصداقية ماقيل ويقال باستمرار عن تبعية «المدني» للحزبي والدوران في فلك الأحزاب وإمضاء حكمها وتحكمها..عديد فعاليات وندوات سياسية بتنظيم من جهات مدنية «أو هكذا قيل» اقتصر حضور ومشاركة المعارضة خلالها على معارضة خاصة جداً: أحزاب المشترك فقط.كل المواضيع والقضايا والعناوين والفعاليات كلها مقيدة باسم المشترك وقياداته وحدها لايوجد شركاء سياسيون في الساحة لاتوجد أحزاب لايوجد متكلمون باستثناء فرقة «حسب الله» ، المشترك وحده ضيف دائم على فعاليات وندوات سياسية تناقش مواضيع عامة وقضايا جماعية لاتحصى أحزاب المشترك وحدها ولاتعني هؤلاء وحدهم.إذا كانت منظمات مدنية معينة بتكريس الشراكة ولغة الحوار والتواصل تمارس هذه النوعية الانتقائية والتبعية ، فكيف لنا بعد ذلك التفاؤل بعمل مدني محايد ومستقل لايهتم كثيراً بخلافات المتعارضين وآراء المتناقضين.؟ وإن كان فعليه الاهتمام باشراكهم جميعاً في حوارات ربما أفضت إلى إذابة جبال الجليد الفاصلة بين شركاء الساحة وفرقاء المشهد السياسي والحزبي.وإذا كانت المعارضة في «المشترك» ترفض الحوار مع «المعارضة» ومع «السلطة» فهاهو قادها رفضها ذاته إلى تجنب التفاعل والمشاركة في فعاليات تنظمها جهات ومراكز مدنية ليست متأكدة من تبعيتها وخضوعها كما في الحالات سالفة الذكر ، هنا انتقائية أخرى ضمن المجتمع المدني كما هناك انتقائية في المجتمع الحزبي والسياسي .. بالأمس كان الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل وضيوفه في الموعد تماماً ، بانتظار قادة أحزاب المشترك لبدء ندوة «الأحزاب والانتخابات الرئاسية» المعلنة منذ وقت مبكر ، لكنهم لم يحضروا ولم يعتذروا أو فشلت الندوة ، لكن السقاف شدد أن «أحزاب المشترك هي التي فشلت» في التعاطي مع مؤسسات مدنية فكيف ستفي بالتزاماتها الانتخابية؟! هناك مناطق قصور وفشل واضح وجلي في الوعي الحزبي والسياسي..وهناك انعزال عدائي مقابل انفتاح انتقائي لايمكنه إلا أن يفضح حجم البدائية في فهم وتناول شئون الواقع وتحولات السياسة. شكراً لأنكم تبتسمون