غاية تستطيح للقضية التي تشتعل الآن حرباً أن نتحدث عن حزب الله أو نصرالله.. القضية أكبر، هي قضية إسلام وكفر، قضية يهود ومسلمين، لا يستطيع أحد أن يهرب من هذا الأمر، فهو الواقع والحقيقة والمنطق. وللأسف الشديد، بينما يعتقد هذا الأمر أعداؤنا فإننا نغالط أنفسنا ولا نعترف بمعطى الحقيقة، لقد أكدت معاريف الاسرائىلية هذا بينما نحن لا نعي.. الغرب وأمريكا؛ هم ومفكروهم السياسيون يذهبون إلى أن الكيان يجهّز لضرب لبنان، بل واحتلاله، كما فعل عام 1982م ليسبب الفتنة التي كان طرفاً رئيسياً فيها وهي مقتل الحريري الذي لم يجرؤ مبعوث الأممالمتحدة السابق الإفضاء بأسبابه الحقيقية ، أسباب مصرعه ، فاحترم نفسه وقدم استقالته دون إبداء الأسباب، فرأت اسرائيل أن هذه الفتنة اللبنانية لم تؤتِ ثمارها بالشكل المطلوب وهي طرد المقاومة الاسلامية، بعد إخراج السوريين من لبنان، بعد أن علم العالم أن هذه المقاومة هي التي طردت الاسرائيليين من جنوبلبنان، فأرادت اسرائيل أن تقتحم لبنان لطرد المقاومة بعد أن باءت جهود كثيرة من أطراف القضية اللبنانية بالفشل لإنجاز هذه الأمنية الاسرائىلية. ضابطان يهوديان كبيران لم يكونا يجولان في فلسطينالمحتلة يتناولان الشوكولاه الباردة ، ولم يكونا في «بيت المدارس» يقرآن التوراة المحرفة، وإنما كانا يصولان في دبابة «ميركافا» أحدهما يحدد على الخارطة موقع الضربة المرتقبة وآخر يضبط الهدف.. ولأنهما كانا في منطقة محتلة في لبنان العربية، فإنهما بحكم المعايير القانونية الدولية محاربان يحل قتلهما أو أسرهما للإفراج عن مئات المعتقلات العربيات في سجون الكيان الغاصب مقابل إطلاق سراحهما، وبمجرد أن قامت المقاومة اللبنانية بإنجاز هذا العمل الشجاع قامت اسرائىل بضرب لبنان بهذه القوة الخارقة والحارقة، بينما يقوم بعض الخائبين المهزومين من أبناء جلدتنا بإطلاق تصريحات كما لو كانت تعطي العدو القاتل الآسر تبريراً لضرب لبنان. الشارع العربي استجاب تلقائياً لزعمائه، فلا تظاهرات ولا تنديد ولا شجب ولا أي شيء آخر. إن فرج الله قريب، فمهما وصلت أمتنا إلى هذا الحد من الاستكانة والهوان فإن الله سيغيّّر هؤلاء الخانعين، وسوف يأتي بقوم يحبهم ويحبونه ، أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين، لا يخافون في الله لومة لائم