إلى النبض الثائر في صدر الأمة العربية الجريحة، والشمعة المضيئة في سماء الظلام العربي البهيم، إليكم يامن رفعتم رؤوساً طال انتكاسها فعانقت السماء شامخة شموخ الجبال الرواسي، يامن أثبتم للصديق قبل العدو أنكم الأجدر على حماية الثغور الملتهبة العربية من ذئاب الغدر والتوسع المتوحشة وخفافيش الظلام المتآمرة على التراب العربي المدنس، ولك أن تفخر وتفاخر ونحن معك. إنك ومن معك من أفراد وعناصر حزبك الصامد تساوون بلاد الإسلام برمتها وبلاد العرب وحكامها وجيوشها ثلاثة أضعاف ليس بالعدد فهم كثيرون كغثاء السيل وأنتم قليلون في العدد كثيرون بإيمانكم وصبركم وعزيمتكم. صدقتم مع أنفسكم ومع أصدقائكم وأعدائكم وأثبتم للقاصي والداني أن الحقوق لا تضيع ولا تهدر إذا وجد من يحافظ عليها، وأثبتم أنكم الأقدر على النزال الأسرع في خطف الانتصار. أخي المجاهد لقد ورد في الأثر «كفى المرء إثماً أن يضيع من يعول»، ولكن حكامنا أمّنوا أنفسهم وضيعوا شعوبهم، فهم لا خير فيهم ولا ملام عليهم، فهم شرطة الغرب والامريكان في بلاد العرب يحمون مصالحها وينفذون أهدافها، تقيدهم وتكبلهم الاتفاقات والمواثيق البينية فهم امريكيون بوجوه عربية. أخي العزيز إن المتباكين على الأراضي العربية المحتلة ومنها لبنان كثيرون لكنهم لم يفعلوا من أجلها شيئاً يذكر. الدل العربية تمتلك السلاح، ولكن لقمع شعوبها ولحماية كراسي الملك والإدارة، أما أعداء الأمة فهم القاضي والجلاد يأمروننا فننفذ دون نقاش أو اعتراض، فالسلاح إذا لم يدافع به عن كرامة أمة أحق به سوق الخردة. أيها القبس المنير والضوء الساطع في ليل الظلام العربي الحالك لقد أعدت لأمتنا بعض كرامتها المسلوبة وأشعلت فيها الأمل بالخلاص من بعد يأس طويل، وأثبت أن الحق لا يضيع ولا يهدر إن كان صاحبه حريصاً عليه وقادراً على حمايته. لقد قهرت الجيش الذي لا يقهر كما يسمونه بعون الله وصبر أصحابك من المقاتلين، فالعالم ياسيدي لا يضع مكاناً على خريطته إلا للأقوياء، لا مكان للضعفاء فيه، أملنا في الخلاص من العبودية والاحتلال والاستبداد وقرب ساعة الخلاص قريب جداً وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله وتقبل مني أيها الزعيم المجاهد يا ابن لبنان التحدي والصمود مليار قبلة على محياك المشرق. وأخيراً احذر من العملاء والمتطفلين وأصحاب المصالح، فهم كثيرون يروجون الشعارات، وهذه طبيعتهم، فالطبع غلب التطبع.. واحذر أن توافق على نزع سلاح حزبك، فالصهيونية تحيك للأمة المؤامرات وتنتظر ساعة غفلة.