- الحديث عن الفساد محزن.. ومؤلم .. ويحتاج إلى قلب لديه مناعة ضد الجلطات كون الفاسدين من الصنف الذي ليس لهم حمرة خجل.. ولا يهمهم ما سيقال عنهم.. ولا ما سيعرف عن بطولاتهم وصراعهم المرير من أجل المزيد من «الحرام»!!. - وفي عصر السرعة يجد الفاسدون المبرر للتكاثر في غمضة عين.. والعجيب أنهم يجيدون «الخفة» في اللطش.. ويتميزون بالتنوع في المغالطات عند تمرير صفقات «العمر» بينما تظل وجوههم «مكشرة» وحواجبهم «معقدة» ودمهم ثقيلاً .. وثقيلاً جداً!!. - لست متشائماً.. ولن أتخيل المستقبل أكثر «قتامة» فهناك بشارات خير توجب الانتظار لانخفاض عدد الفاسدين.. ولا أقول انعدامهم.. لأن المراحل طوال!!. - فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية يشعرنا دائماً بأن اليوم الأخير في الفساد سيأتي لا محالة.. وتوجهاته في هذا الشأن المهم كثيرة وكبيرة.. ويكفي أن الفاسدين منذ الانتخابات الأخيرة إلى اليوم مرتعشون.. ومهزوزون.. وترتعد فرائصهم.. ولم يعد أمامهم إلا الإقلاع عن الفساد قبل أن «يُقتلّعوا» من أماكنهم.. وقبل أن تطالهم العيون الحمراء فيلفظهم الزمن ويسجلهم التاريخ في صفحاته السوداء!!. - وما دام الدكتور/عبد الله السنفي، رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أكد أن 281 قضية فساد تم اكتشافها في الوحدات الإدارية للجهاز الإداري للدولة خلال الثالثة الفصول الأولى من العام 2006م فإن المطلوب سرعة اتخاذ الإجراءات الحاسمة.. وإحالة الفاسدين إلى المحاكمة العلنية. ولا أعتقد أن محاربة الفساد تعفي الرؤوس الكبيرة في تلك القضايا من المساءلة والمحاكمة.. خاصة وإجمالي الضرر المالي تجاوز الملياري ريال والمليون دولار. - وإذا ما كان الفساد قد استشرى في أماكن عدة.. وأصبحنا نرى وجوهاً كثيرة له ببدلات أنيقة.. وربطات عنق فخمة.. ومعكسة.. فإن من الضروري أن نرى ولو حتى فاسد واحد يحاول أن يواري سوء فعلته.. وهو مكبل بقيود القانون.. ومحاصر بعيون لا ترحم!!. - وحتى لا يكون الحديث عن الفساد مجرد نفخ في قربة مقطوعة.. ووجعاً للدماغ.. وقهراً للقلب.. سننتظر إجراءات حاسمة تجاه 281 قضية.. تكشف مستور ما خفي وما كان أعظم.. وتميط اللثام عن الوجوه الفاسدة ذات الوزن الثقيل!!.