يرعى مع المؤتمر ويغزو مع المشترك.. يرقص مع البلاطجة ويصلي مع طيور الجنة.. استغفروووه بن عمر.. بطل لعبة شد "الحبل" يحترف في اليمن بثمانية ملايين دولار المغربي الفهلوي الفنان في ترويض الحنشان وتقويض العقارب وأسماك القرش بكرافتة حمراء ونصف ابتسامة صفراء تُفتح له في المطار صالة كبار الزوَّار ويقيم في الجناح الملكي ومهمته تهديد صُنَّاع القرار اليمني بالبند السابع والقرار الدولي يقتحم القصر الرئاسي بدون موعد ويدخل على الرؤساء بلا استئذان ويجمع بيض الثوار وأحجار النظام في فندق سبأ من الآن وصاعداً.. سيكون على اليمنيين استخدام تعويذة بن عمر بدلا عن صوفية ابن علوان.. إذ أن بركاتك يا ابن علوان لم تعد ذات حضور بعدما صارت الأحوال تطلب الفرج من السيد جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن.. الشاب المغربي الذي كتبت له الأقدار أن يكون فارس التسوية السياسية بين أقطاب الصراع اليمني الذي تفجر العام الماضي.. وجاء بن عمر كرجل إطفائي يقود عربة المبادرة الخليجية لإخماد نيران الثورة وحرائق الانهيار بخراطيم مجلس الأمن ومياه الأممالمتحدة ليحصد في الأخير شهادة وإشادة: قدر الله وما شاء فعل.. إنه الأخطبوط الذي تعمل أذرعه بعقل ثعلب فتتمدد إلى كل مكان مطبقة الخناق على ذيول العقارب ورؤوس الثعابين.. متنقلا بأصابع يديه وقدميه وسط حقل مزروع بأشواك القنافذ وأنياب التماسيح ليخرج في النهاية من المعركة كما يخرج الحاذق من البحر دون بلل فيما بقية هواة السباحة خلف بطل لعبة شد الحبل يخرجون كما يخرج الغريق من وسط بركة الطحالب. إنه جمال بن عمر.. يأتي إلى صنعاء بأناقة متواضعة وكرافتة حمراء ليوزع ابتسامته الصفراء نصفين على طرفي الصراع السياسي فيحصد القبول ويأسر القلوب.. يفتح له المطار صالة كبار الزوار ولا يهنأ المنام في غير جناح الملوك بهوتيل وأجنحة فندق سبأ.. الذي سرعان ما يتحول إلى قبلة للوفود من العيار الثقيل المطوبرين عند باب غرفة السيد جمال بن عمر منتظرين في بهو الاستقبال إشارة إصبعه الصغرى للقيام بأي فعل أمر تحاشيا لغضبة الأمازيغي النازي الذي لو احمرت عيناه وبهرر ترتعد فرائص كل قوي وجبار ومتغطرس.. ثوار وعسكر وتجار وساسة ومشائخ وشيوخ ومليشيات ومسئولين كبار. (صحيفة الديار)
بن عمر.. حرف الجر وحروف العلة.. الطويل الأصفر المسخر لإرعاب أدوات وأجهزة وقيادة إرعاب اليمنيين طيلة دهر أغبر.. يقتحم القصر الرئاسي متى شاء ويقابل الرؤساء والزعماء دون موعد وبلا إذن مسبق ولا أحد يجرؤ حتى على الاعتذار فما بالك بالتفكير في الرفض إنه ماهر وبارع وفاقت هنجمته عتاولة المهنجمين المدججين بمواكب المرافقين والحرس المسلحين.. يخافه صناع القرار اليمني ويخشون كلمة يهدد فيها بقرار دولي يفرض عقوبات ضد معرقلي المبادرة "الافتراضيين" والمتمردين "الوهميين" على بنود التسوية السياسية.. لذا لا يمكن أن يرفض له أمر أو يرد له طلب.. لقد منحه القدر هالة ومهابة ساعدته على اصطياد أسماك القرش بسنارة البند السابع والتلاعب بأحجار النظام البائد واللاحق مع بيض الثوار والأبقار في كيس هش يقذف به من جدار إلى حائط حتى تخرج الفئران من داخله مدوخة تشكو الصداع فيمسكها بن عمر من ذيولها على انفراد ويهمس في أذن كل واحد على حدة مذكرا إياه بالقرار الدولي إن كان قد نسي استخدام عقاقير التهدئة وكبسولات المضادات الخليجية.. كل ذلك وعيون المحترف العالمي جمال بن عمر لا تفارق روزنامة الثمانية ملايين دولار المطروحة تحت تصرفه للإنفاق على مشروع الإنقاذ والصرف على نظره تكاليف مسلسل الورطة دون مطالبته بإخلاء العهدة بالفواتير والمستندات.. راقبوه جيدا كيف يتألق في الرعي مع الرعاة والإغارة مع الذئاب.. إنه واحد من أنجح الفهلويين.. لتعرفوه أكثر.. قارنوا تصريحاته الصحفية قبل وبعد كل زيارة لليمن أو جلسة لمجلس الأمن. طرده حميد الأحمر ووبَّخه عفاش وظهر كالأطرش في زفة الإصلاح وغبي في مدرسة المؤتمر الزياني.. التلميذ الفاشل في دبلوماسية الأمازيغي وأكاديمية الإرياني أخفق في مهمته الأولى ليتوارى مع غياب قطر خلف ظل باسندوة وبقايا الثورة ومخلفات الوفاق من سوء الحظ ومساوئ الطالع.. أن تكون المهمة الأولى للسيد عبداللطيف الزياني بعد تعيينه أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي التوجه إلى اليمن لأداء مهمة عاجلة تتعلق بإنهاء صراع الفرقاء وانتزاع موافقة الغرماء على المبادرة الخليجية.. جاء الزياني بحماس المغرور المتعجرف فإذا به يفشل في أول امتحان له.. كان مخزيا للدبلوماسية السياسية أن يجلس أمين عام دول النفط أمام باسندوة داخل مقيله ليوقع على المبادرة وهو مخزن بالفوطة والمعوز.. نتاج تلك الخفة الزيانة كان من الطبيعي جدا أن يتعرض عبداللطيف لتوبيخ الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأن يرفض حميد الأحمر مقابلته بطريقة مهينة تشبه الطرد العلني.. حدث ذلك مع انسحاب قطر من رعاية المبادرة وفي ظل تلاعب شباب الثورة وأنصار المؤتمر باللعبة التوافقية التي بدا فيها الزياني ملطشة لكل الأطراف بعكس السيد جمال بن عمر.. والمغربي الأمازيغي الذي تمكن من استيعاب دهاء الإرياني وهو يراه يتعامل مع الزياني كتلميذ غبي في مدرسة المؤتمر بينما الإصلاح استطاع تحويل أمين الخليج كالأطرش وسط زفة عرس جماعي. (صحيفة الديار)