في وقت تتزايد فيه معاناة اليمنيين على المستويات كافة يبرز مطلب فتح منفذ حرض البري كأحد أكثر المطالب الإنسانية إلحاحا بعد أن تحول طريق العبر إلى مسار محفوف بالمخاطر حصد أرواح المئات من المسافرين والمغتربين اليمنيين الذين اضطروا إلى سلوكه بحثا عن لقمة العيش وفرص العمل في المملكة العربية السعودية. تؤكد التقارير وشهادات المسافرين أن الطريق لم يعد آمنا حيث تتكرر الحوادث المميتة بشكل شبه يومي في ظل غياب الخدمات والإسعافات الضرورية الأمر الذي يجعل من إعادة فتح منفذ حرض ضرورة وطنية وإنسانية عاجلة لا مجرد خيار سياسي أو تفاوضي. إن فتح المنفذ لا يعني فقط تسهيل حركة الأفراد والبضائع بل يشكل خطوة مهمة نحو تنشيط الاقتصاد الوطني وتحسين أوضاع آلاف الأسر التي تعتمد على المغتربين كمصدر دخل رئيسي. كما يسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي والتجاري بين اليمن والمملكة ويفتح نافذة أمل جديدة نحو الاستقرار والتنمية. ولذلك فإن الأطراف السياسية في اليمن مدعوة اليوم إلى التعامل مع هذا الملف من منطلق وطني ومسؤول بعيدًا عن الحسابات الضيقة .. فقرار فتح المنفذ هو قرار حياة ومسؤولية أخلاقية أمام شعب أنهكته الحروب والقيود. اليمنيون ينتظرون خطوة تليق بحجم تضحياتهم وصبرهم خطوة تكتب في سجل التاريخ بالحبر الأبيض وتعيد إلى هذا الوطن المنهك حقه في التنفس والعبور