تسبب إغلاق منفذ الطوال البري بمدينة حرض والذي يربط اليمن بالسعودية بسبب الحرب في حرمان أكثر من مليون مغترب يمني يعملون بالسعودية من زيارة عائلاتهم كالسابق. وأقحم الحوثيون مدينة حرض الحدودية في الصراع العسكري وحولوها إلى منطقة عسكرية مغلقة بعد حشد قواتهم فيها ونزوح سكان المدينة منذ مايقارب العشرة أشهر وتوقف المنفذ الأكبر بين اليمن والسعودية عن العمل وتمترس الحوثيون داخل مباني المنفذ وتحويل محيطه إلى ساحة معارك مستمرة. مدينة حرض، والتي كانت تسمى المدينة التي تنام لنشاطها التجاري وحركة المسافرين والبضائع من وإلى منفذ الطوال أضحت مدينة مهجورة تسكنها الأشباح بعد فرار السكان واشتداد الحرب والقصف على الحدود اليمنية السعودية. وتأثرت مباني منفذ الطوال الحدودي بمدينة حرض بشكل كبير ودمرت أغلبها تماماً بسبب تبادل القصف المدفعي والصاروخي وغارات التحالف على مواقع الحوثيين التي تمركزت فيه وحوله.
وأجبر إغلاق منفذ الطوال الحدودي مئات الآلاف من العاملين اليمنيين محدودي الدخل على البقاء والغربة عن أهاليهم لفترة أطول حيث كان الطريق من منفذ الطوال يختصر لهم الكثير من الجهد والوقت والمال حينما يرغبون بالعودة، وهو ما لا يتوفر في منفذ الوديعة، الأمر الذي يجبرهم على نسيان فكرة العودة. ويعد منفذ الوديعة جنوبي اليمن، المنفذ الوحيد المسموح للمغتربين الراغبين في العودة إلى اليمن بالمرور عبره حيث يتطلب ذلك منهم قطع مساحات صحراوية طويلة للوصول إليه، علاوة على سوء ترتيبات المرور منه. وتعطلت حركة الصادرات التجارية والتي كانت تمر مايقارب ال85 % من صادرات ومنتجات اليمن الزراعية عبر منفذ الطوال اليمني، إضافة إلى صادرات الثروة السمكية البالغة أكثر من 50 قاطرة بشكل يومي مما أثر في القطاع الزراعي السمكي بشكل كبير. أكثر من مليون مغترب يمني يحلمون بإعادة تأهيل وفتح منفذ الطوال البري بحرض وانسحاب القوات من المناطق الحدودية وعودة الأهالي فالكثير من المغتربين اليمنيين قد ألغوا فكرة السفر حتى إنتهاء الحرب وفتح المنفذ الحدودي الأقرب من جديد. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا