الأسبوع الماضي وتحديدً تاريخ 4 من شهر نوفمبر الجاري 2025م صادف مرور 47 عاماً على استشهاد السيدة الفاضلة قبول بنت أحمد الورد وكانت وزارة حقوق الإنسان خلال 2021 و2022م قد شكلت لجنة تقصي الحقائق لما حدث من جرائم في منطقة عمار ومن بين الشخصيات التي نزلت ضمن اللجنة إلى المنطقة علي الكردي، فالأخ الأستاذ علي محمد عمر الكردي المولود في عدن عام 1967م يعتبر من أبرز الناشطين السياسيين وكذا يعتبر من أبرز الناشطين في مجال حقوق الإنسان، وفي هذا الشأن تم اختياره عام 1993م عضوا في منظمة العفو الدولية، وفي عام 2007م تم تأسيس منتدى عدن وفي عام 2009م تم إشهار المنتدى برئاسة علي الكردي، كما أن الأستاذ علي الكردي يتسلم رئاسة الهيئة الشعبية الوطنية للدفاع عن الوحدة في الجمهورية اليمنية، وفي حكومة الإنقاذ تم تعيينه مستشار وزارة حقوق الإنسان من هذه الاعتبارات ومن خلال عمل اللجنة وبما أنه لعب دورا كبيرا ونشيطا في لجنة تقصي الحقائق في المناطق الوسطى بشهادة زملائه واعتبارات أخرى تدل أن الأخ علي محمد الكردي واحداً من أبرع العقول القانونية لم يحتل أي موقع إلا وكان صاحب إنجاز فيه وقد كان وما يزال نجماً بازغاً بالعمل والنشاط الذي لا يكل ولا يمل في مجال مناصرة حقوق الإنسان .. لكل هذه الاعتبارات المذكورة فإننا نحن أنصار حقوق الإنسان نقدم له وسام الاحترام، وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أجري معه هذا الحديث الصحفي لصحيفتنا الغراء "26سبتمبر" في هذا اللقاء الذي فضلت أن يكون على ثلاثة محاور وهي: الأول الحديث عن تفاصيل استشهاد قبول الورد وأولادها والثاني: تاريخ انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن والثالث: موضوع السيادة الوطنية، فإلى نص الحوار: أجرى اللقاء: أحمد مسعد القردعي نرحب بك يا أستاذ علي في هذا اللقاء والحديث لصحيفة "26سبتمبر". أتشرف بالحديث لصحيفة "26 سبتمبر الغراء. وزارة حقوق الإنسان خلال عامي 2021 و2022م شكلت لجنة لتقصي الحقائق لما حدث من جرائم في منطقة عمار عام 1978م وقد كنتم من ضمن العناصر الرئيسية للنزول فماذا حققتم في نزولكم وما هي النتائج؟ نزلنا إلى قرية شريح مديرية النادرة كلجنة مشكلة من قبل وزارة حقوق الإنسان بصفتي رئيس منتدى أبناء عدن ومن خلال عملنا في تقصي الحقائق وجدنا أن جرائم كثيرة وكبيرة قد تم ارتكابها ومن أبرزها حرق نساء وأطفال وهم أحياء وقد استمعنا إلى شهود عيان حكوا لنا بالتفصيل عن عملية إحراق الشهيدة قبول وأولادها ومن بينها أن صالحة بنت الطلول كانت تستنجد بالحاضرين وتقول: نحن بذمتكم يا أهل شريح انقذونا" وأمها قبول كانت تهديها وتقول مش مجانين يحرقونا هو تخويف فقط.. وعندما أحرقوا النساء خرج الجنين من بطن أمه صالحة وأعادوه إلى بين النار. وسمعنا لعدة شهود عيان وجميعهم حكوا أن المسؤول عن المحرقة ومن أمر بإحراق النساء والأطفال هو ناجي علي الظليمي ولا أحد سواه وبالنسبة للضحايا الذين استشهدوا من المواطنين الأبرياء غير المحاربين أو المواطنين الأبرياء المخفيين قسراً من عام 1978م إلى اليوم فقد استمعنا أيضاً إلى شهود عيان يؤكدون بأسمائهم وقد ذكرتموهم في مقالكم في هذه الصحيفة الأسبوع الماضي.. وفي كل الحالات فإن المواطنين الأبرياء الذين قتلوا أو المخفيين قسراً يعد قتلهم أو إخفائهم جريمة بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم وجميع حالات القتل والإخفاء بأمر الظليمي، كما استمعنا إلى شهود عيان أكدوا أن متنفذين في المنطقة قطعوا رؤوس مواطنين أبرياء وأخذوها إلى صنعاء ومقابل توصيل كل رأس خمسين ألف ريال مكافأة.. إنها جريمة فظيعة، كما تأثرت عندما قالت أم علي محسن الصيادي أنها تجلس يومياً أمام منزلها أكثر من أربعين عاما في انتظار عودة ابنها الجندي علي محسن أحمد فاضل الصيادي الذي لم يرتكب أي ذنب كل ما في الأمر أنه احتج على جريمة محرقة شريح وقال إن إحراق النساء جريمة لا تغتفر. كما أن إحراق الناس أحياء حتى الموت لم تحصل في اليمن إلا في عهد ذو نواس في نجران وفي ظفار وظفار حالياً هي ضمن الأراضي العمانية، فمحرقة شريح كانت أفظع أحرقوا النسوان أمام جمع من الناس حضروا من القرى المجاورة وبعد المحرقة أرسل الرئيس علي عبدالله صالح طائرة مروحية خاصة إلى قرية شريح لتنقل ناجي الظليمي إلى صنعاء وتم ترقيته إلى درجة وزير مكافأة للجرائم التي ارتكبها بحق المواطنين الأبرياء. بعد مرور فترة 47 عاماً من إهمال الجهات القانونية المختصة ماذا تقترح أن نعمل وما هو الإجراء المناسب بهذا الصدد؟ اليوم وكل يوم نحن نطالب بتحريك قضية الشهيدة قبول الورد وأولادها التي رفعت إلى النائب العام وللأسف لم تلق أي اهتمام من قبل النيابة العامة ولم نعلم ما هو السبب في ذلك علماً أن أحد الشهود قد توفي ومنتدى أبناء عدن يطالب فخامة الرئيس مهدي المشاط ورئيس القضاء الأعلى بالتدخل العاجل لإنصاف المظلومين في قضية بنت الورد المنظورة في النيابة منذ أكثر من خمس سنوات ولم تحرك إلى اليوم وفقاً للنظم والقوانين.. كما نطالب النائب العام برفع القضية إلى القضاء وفقاً للقانون. ماذا تود أن تقول من كلمة أخيرة حول القضايا في منطقة عمار؟ نأمل أن تتحرك الدولة للكشف عن المخفيين قسراً الذين أخفاهم ناجي الظليمي خلال السنوات الطويلة الماضية ومعرفة مصيرهم إن كانوا على قيد الحياة أو قتلوا. ما رأيكم في سجل حقوق الإنسان في اليمن منذ الستينيات من القرن الماضي إلى اليوم؟ سجل دامي لم يبدأ من ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي، بل من عهد العثمانيين .. نعم العثمانيين الملاعين ارتكبوا ما كان يسمى الخازوق وهو أسلوب بشع . تحدث حول ما تعرفه عن انتهاكات حقوق الإنسان في جنوباليمن أو شماله؟ أنا اعتبر أنه في جنوباليمن فإن قيادات السلطات المتعاقبة في عدن قد انتهكوا حقوق الإنسان خاصة من بعد الاستقلال إلى أواخر الثمانينيات: اعتقلوا المشايخ والعلماء من آل البيت وقتلوهم في السجون .. كذلك المليشيا الشعبية كانت تعمل آفات الغفلات وتستخدم أسلوب الشرخ البشع من ضحايا الستينيات في عدن فيصل عبداللطيف ومحمد بانافع وغيرهم من ضحايا السبعينيات سالمين وحاتم صالح وغيرهم ومن ضحايا الثمانينيات محمد صالح مطيع وعبدالعزيز عبدالولي وغيرهم . وكذلك السلطات المتعاقبة في شمال اليمن في صنعاء انتهكت حقوق الإنسان بمقدار أكبر بحكم الفارق السكاني ومن ضحايا سلطات صنعاء خلال عقد الستينيات من القرن الماضي في 28 أكتوبر من عام 1966م أعدموا العميد محمد حسن الرعيني والعميسي والرياشي وغيرهم ومن ضحايا السلطة في السبعينيات: علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي وسلطان القرشي وغيرهم ومن ضحايا سلطة صنعاء خلال عقد الثمانينيات صالح المولد وعبدالسلام الدميني والوصابي وغيرهم. ما رأيك في حقوق الإنسان في الوقت الراهن؟ في اختلالات بائنة بينونة كبرى من كل الأطراف المتصارعة. ما رأيك الآن فيما يخص السيادة الوطنية في الوقت الراهن؟ أيام الإمام يحيى وبعده ابنه أحمد كانوا يحافظوا على السيادة الوطنية، أما في الوقت الراهن فقد اختلط الحابل بالنابل لكن إن شاء الله تصلح الأمور عندما تتم التسوية السياسية ووجود حكومة وحدة وطنية. منتدى عدن ماذا قدم في مشواره للصالح العام بصفة استشارية؟ قدمنا مقترح لسماحة السيد عبدالملك بإخراج المساجين المظلومين الذين كانوا في السجون .. قدمنا المقترح قبل أربع سنوات والسيد - حفظه الله - تجاوب وتشكلت لجنة وأخرجوا عشرات من السجناء المظلومين، فالعدالة وسيادة القانون أساس الحكم. هذا الحديث كان نتاج مقابلة أجريتها مع الأخ الأستاذ علي محمد محمد الكردي وهذا الشخص أعرفه من قبل ست سنوات وأعرف أن لديه فهم وإدراك للأمور السياسية والقانونية وعندما تحدثت معه قبل يومين اكتشفت أنه يمتلك الحس التاريخي والسياسي والقانوني معا وتأثره بالواقع من حوله إلى جانب صلته بأحداث العصر وظروفه المتشابكة وتأثره بشرائح الناس ونماذجهم البائسة والمترفة.