تُظهر البيانات الأخيرة للحزب الاشتراكي اليمني، الصادرة من الرياض وعدن، اختلافًا في الصياغة أكثر منه في الجوهر، حيث تعكس جميعها موقفًا واحدًا في مسار إعاقة مشروع استعادة دولة الجنوب العربي، الهدف المركزي للثورة الجنوبية، والذي يرفضه الحزب الاشتراكي في كافة بياناته وتصريحاته المختلفة. بيان الرياض ركّز على دعم شرعية الحكومة اليمنية الحالية، ومحاولة إبقاء الجنوب مرتبطًا بالقيادات الشمالية النازحة في الخارج تحت مسمى «وحدة القرار السياسي»، دون أي إشارة واضحة لدور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أو القوات المسلحة الجنوبية، القوة الفاعلة على الأرض في حماية الجنوب وتحقيق الاستقرار، وهو ما يعكس تجاهلًا للهدف الأساسي للثورة في الجنوب: استعادة دولة الجنوب العربي.
أما بيان الحزب الصادر في المحافظات الجنوبية، فقد اعتمد لغة إنشائية رمادية، متجنبًا أي موقف صريح تجاه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أو دعم استعادة دولة الجنوب العربي، ويشبه إلى حد كبير الخطاب الذي اعتمده الحزب سابقًا في حواراته اليمنية، مؤكدًا على أن موقفه لا يعكس إرادة الشعب الجنوبي أو دعم مشروعه التحرري، بل يسعى للحفاظ على مصالحه وموقعه السياسي على حساب تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية.
من هذا المنطلق، يمكن ملاحظة أن الموقف العام للحزب الاشتراكي يركز على إعاقة مشروع استعادة دولة الجنوب العربي، مع تجاهل القيادة الشرعية والقوات المسلحة الجنوبية كركيزة أساسية لتحقيق هذا الهدف، ما قد يؤدي إلى تأخير حسم المسار السياسي للجنوب.
يشير هذا التحليل إلى أهمية متابعة تطورات المواقف السياسية في الجنوب، والتركيز على تعزيز دور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي والقوات المسلحة الجنوبية لضمان حماية الهوية الجنوبية وتحقيق الاستقرار والتنمية، بعيدًا عن أي سياسات أو ممارسات تعيق تحقيق مشروع الدولة الجنوبية.