في الحرب العدوانية الظالمة التي شنّها تحالف قوى الشر والعدوان على اليمن مطلع العام 2015م، بقيادة النظامين السعودي والإماراتي ومن خلفهما أمريكا، لما يقارب عقدًا من الزمن، أقدم العدوان على ارتكاب العديد من جرائم الحرب التي استهدفت المدنيين والأعيان المدنية، في انتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني، ولقيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يجرّم ويحرم قتل النفس بغير حق. 26 سبتمبر – خاص ونحن نحيي الذكرى السنوية للشهيد للعام 1447ه، كان لنا أن نقف أمام واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، ألا وهي جريمة استهداف منزل الشيخ محسن عاصم في منطقة نهم بمحافظة صنعاء، التي أقدم عليها تحالف العدوان في 16 أغسطس من العام 2016م، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى، جلّهم من الأطفال والنساء. وفي لقاء مع الشيخ علي محسن عاصم، تحدّث ل "26 سبتمبر" عن المأساة والجريمة المروعة التي أودت بحياة 16 شخصًا، بينهم والده الشيخ محسن، وثمانية أطفال، وامرأتان، وخمسة من المسعفين، إضافة إلى إصابة 24 آخرين. وأوضح الشيخ علي عاصم أن هذه الجريمة تعكس مستوى الإفلاس الأخلاقي الذي وصل إليه تحالف العدوان بعد فشله في المواجهة في جبهات القتال أمام الرجال المرابطين الذين أذاقوه الهزائم النكراء، واستطاعوا بفضل الله أن يصلوا إلى عقر داره، محققين إنجازات ونجاحات كبيرة غيّرت موازين المعركة لصالح شعبنا وقواته المسلحة. وأضاف أن دماء الأطفال وأشلاء النساء والشيوخ من أسرة آل الشيخ عاصم، وكل قبائل اليمن، ستظل شاهدة على جرائم القتلة الذين استرخصوا الدماء وصبّوا النار على منازل المواطنين في وضح النهار وفي جوف الليل وهم آمنون في منازلهم. وتابع بالقول: "كما هي عادة العدوان، يبرّرون جرائمهم عقب كل جريمة بأنهم استهدفوا قيادات ما يسمونه ب"الحوثيين"، في حين أن أغلب غاراتهم الجوية استهدفت المدنيين والأعيان المدنية، وكشفت زيف ادعاءاتهم صور جثامين الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض". وأشار إلى أن هذه الجريمة لن يمحوها مرور الأيام والشهور والسنين، لأنها عمّقت الجراح في قلوب كل أحرار شعبنا وأحرار العالم الذين عبّروا عن إدانتهم لهذه الجريمة البشعة. وأكد الشيخ علي عاصم أن العدوان، عقب استهدافه لمنزلهم بغارة جوية، استهدف المكان بغارة أخرى بينما كان المسعفون يحاولون إسعاف الجرحى وانتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنزل. ولفت إلى أن الدعاية التي روّج لها إعلام العدوان عقب ارتكاب الجريمة، بأن منزل الشيخ محسن عاصم تتواجد فيه قيادات "حوثية"، تندرج في سياق التضليل الإعلامي وحرب الدعاية السوداء التي تعمّد العدوان بثّ سمومها بالتزامن مع الحرب العدوانية الظالمة التي استهدفت عشرات الآلاف من المدنيين في كثير من المحافظات والمناطق اليمنية الحرة. وأكد الشيخ علي عاصم أن مثل هذه الجرائم المروعة لم ولن تنال من صمود وثبات اليمنيين، بل زادتهم عزمًا وإيمانًا، وشحذت الهمم، وجعلت الكثير يتحركون لمساندة إخوانهم المجاهدين المرابطين في مختلف جبهات القتال، مما عزّز الثبات والصمود وأسهم في تحقيق الانتصارات المتوالية على قوى تحالف العدوان الذي لقّنوه درسًا لن ينساه. وبيّن أن التلاحم الشعبي إلى جانب أبطال القوات المسلحة والأمن أسهم في تحقيق الانتصارات الكبيرة التي تحققت على المعتدين والمرتزقة، بفضل الله، وبحنكة وشجاعة قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وكل القيادات العسكرية والمدنية والمشايخ والشخصيات الاجتماعية الذين وقفوا جميعًا في خندق الدفاع عن الشعب في وجه أعتى عدوان تكالبت فيه قوى الشر على اليمن. وعن الذكرى السنوية للشهيد، أكد الشيخ علي عاصم أنها محطة هامة تستدعي من الجميع التوقف عندها لاستذكار الشهداء العظماء، والاستفادة من مآثرهم ودورهم التاريخي والبطولي الذي سطّروه بدمائهم وهم يدافعون عن اليمن وعن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأضاف: "موقف قبائل اليمن وجاهزيتها ونفيرها المستمر يجسّد وفاء وقوة وصلابة يمن الإيمان والحكمة، الذي لا يرضى بالضيم ولا يخضع للغزاة والمحتلين مهما قدّم من تضحيات". وثمّن الشيخ علي عاصم الدور المسؤول والاهتمام الذي توليه القيادة الثورية والسياسية العليا بأسر الشهداء، وتلمّس همومهم واحتياجاتهم في مختلف المجالات .