كان البرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام قد التفت إلى قضية الإسكان لفئات غير القادرين باعتباره ضمن أولوياته. وتوجّه الأخ الرئيس حالياً للوفاء بهذا الوعد يؤكد ثقة أبناء الشعب بالقيادة، فليس البرنامج الانتخابي مجرد دعاية تفقد مفعولها بعد النجاح، نجاح المرشح، وإنما لابد أن يصبح برنامج عمل يقوم الاختصاصيون بإعادة رسمه وفق آليات منهجية موضوعية تضمن له الوجود الواقعي الفعلي. سعدت بأن كان هذا الوعد الانتخابي مدرجاً في جدول عمل الأخ الرئىس أثناء زيارته للإمارات المتحدة، إذ خاطب به رجال الأعمال ليقوموا بتمويل المشروع السكني الذي نطمع أن ينصرف المهندسون اليمنيون إلى رسم «ماكيتات» ومعطيات قابلة للتنفيذ. لقد كانت «الجمهورية» تعنى ولاتزال بتوطيد الصلة بين المواطن ووطنه، وأول وأهم أسباب وجود هذه الصلة أن يشعر المواطن أي مواطن أن له من هذا الوطن بيتاً يأوي إليه ليلاً ويرتاح فيه نهاراً، فالوطن الذي لا بيت لك فيه ليس وطنك. وكان غاندي زعيم الهند يقول وهو يرى فئة كبرى تنام في الشوارع في المطر والأوحال كيف يمكن لهؤلاء الهنود أن يقاوموا الاستعمار، وكيف يكون من المنطق أن نجعلهم يشعرون بالانتماء إلى هذا الوطن الذي يستقبل مواليدهم في الشوارع وينامون فيه على الأرصفة؟َ!. إن فئات كثيرة من أبناء الشعب يستحقون منازل، وأبرز هذه الفئات الموظفون الذين منهم أبناء القوات المسلحة والأمن. لعل البنوك قادرة على استيعاب هذه الفكرة وتنفيذها، وخصم الأقساط من واقع المرتبات، في حدود ربح معقول، تتفادى عملية الربا الحرام. إن اتجاه القيادة لإنجاز هذه الأمنية المشروعة التي تعد ضمن حقوق المواطنة أمر يباركه الله قبل الشعب، لأن الخلق عيال الله، كما في الحديث الشريف؛ لأن واجب موظف الدولة أن يهتم بأمور أخرى تحددها طبيعة عمله. ولكن لابد من استرداد كثير من الأراضي التي نهبها الجشعون من أملاك وعقارات الدولة والأوقاف، لأن الفضاء غير قابل للبناء كما يقولون!!.