اليوم.. تصل الحضارة والثقافة الأوروبية إلى أسوأ مراحل الانحطاط الإنساني، وتؤكد أن الحضارة الأوروبية مجردة من الإنسانية والقيم..لأنها لا تحترم الإنسان الآخر، ولا تحترم معتقداته ورموزه وثقافته وحضارته.. وليس أدل على ذلك من تعرض رسول الله صلوات الله وسلامه عليه للإساءة في العديد من الصحف والمجلات الأوروبية، دون أن تحرك الحكومات الأوروبية ساكناً، أو تحاسب تلك الصحف والمجلات، لتؤكد رسمياً مدى احترامها وتقديرها لمعتقدات ورموز وثقافة المسلمين في مختلف أنحاء العالم.. مبررة أن الديمقراطية والحرية الصحافية عندهم لا تسمح بمحاسبة ومعاقبة أي صحيفة على رأي أو وجهة نظر نشرتها بالكتابة أو بالرسوم. آخر موقف في فرنسا.. حيث برّأت المحكمة الفرنسية مجلة نشرت رسوماً سيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. لتؤكد الموقف الرسمي المستهتر بالمسلمين عقيدة ورسولاً ومسلمين وأنظمة، لأن التبرئة هذه لا يمكن أن تعكس سوى هذا الموقف المرفوض تجاه رسولنا الكريم.. ونقول: إن حكم المحكمة خالٍ من العدل والقيم الإنسانية، وإن القضاء الفرنسي لا يحترم الآخرين وحقهم في أن يحترموا عقائد ورسلاً وثقافات، وأن يتمثلوا رسول المحبة والسلام «عيسى بن مريم» عليه السلام.. هذا الرسول الذي يحظى بمكانة مميزة وخاصة واحترام وتقديس لدى المسلمين، ومثله كل الرسل والأنبياء عليهم السلام. ودين الإسلام «كتاباً وسنة وثقافة» يحرم المساس بالسوء أو الجرح بأي من الأنبياء والرسل، بل إن دين الإسلام يؤكد احترام وتقدير معتقدات ورموز وثقافات الآخرين، ويوصي، بل ويأمر، بالحوار مع الآخرين، والتعاطي والتعامل مع الحضارات الإنسانية والثقافات البشرية بالحسنى.. ما لم فلكل دينه ومذهبه ومعتقده وثقافته ،والعلاقات يجب أن تحكمها القيم والأخلاقيات والمبادئ الإنسانية الفاضلة والخيرة. إن تبرئة (شارلي اديو) الصحيفة الأسبوعية الفرنسية، يعد مساساً بمشاعر وأحاسيس المسلمين، وينمي مشاعر ودوافع العداء ضد الغربيين، ويستفزهم للقيام بالرد على مثل هذه الإساءات الغربية بمبادرات خارجة عن النظام العربي الإسلامي الرسمي.. كما تؤدي الإساءات الغربية للرسول الكريم إلى نمو التطرف والتعصب ضدهم بين المسلمين، بل وتزيد من تنامي وتوسع الحركات الإرهابية ضد الوجودات الغربية، والمصالح الغربية في أنحاء العالم الإسلامي. إننا نؤمن في العالم الإسلامي بالديمقراطية، ونؤمن بالحرية.. لكن الديمقراطية والحرية المسؤولة المتميزة بالقيم والمبادئ والتصرفات النبيلة والسامية مع الآخر.. إن الديمقراطية كمفهوم إنساني تعني التعايش، ولا تعني الاعتداء الفكري أو العقائدي أو المذهبي أو السياسي للآخرين.. والحرية هي الحرية المسؤولة التي تمارس في حدود عدم الاعتداء أو الاستفزاز للآخرين. إن الغرب يجب أن يعلم أن هناك من يستغل الديمقراطية والحرية استغلالاً سيئاً، وأن تواطؤ النظام الرسمي الغربي مع هؤلاء مؤشر على أن الأنظمة الغربية والفكر الغربي والحياة السياسية تهيمن عليها مافيات صهيونية تُكنّ العداء للإنسانية «مسيحية ويهودية توراتية ومسلمين»، وتهدف إلى قصف العالم ببعضه، والوصول إلى غايتهم في السيطرة على العالم وخيراته دونما سيتبقى من شعوب مستضعفة ستستعبد من قبل هذه المافيا العالمية.