من الإنصاف أن نشيد بالمؤسسات الحكومية الناجحة، والتأكيد على ضرورة دعمها ومساندتها وتوسعة أنشطتها، وإقامة مؤسسات مشابهة في قطاعات أخرى.. والمهم هو كيف نختار القيادات العليا والمتوسطة والدنيا لهذه المؤسسات، وبالذات حين تكون هذه المؤسسات تنموية فإنها تحتاج إلى كوادر قيادية على كل مستوى تتميز بالتأهيل والخبرة، والقدرة على الإبداع والتجديد والتطوير والإسهام الإيجابي والفعال في مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية، وتحويل المجتمع من مجتمع مستهلك معتمد على الدولة إلى مجتمع ادخاري نشط منتج.. وذلك من خلال برامج صغيرة فردية،وجماعية قابلة للتطور والتوسع بعد وقوفها على رجليها وإثبات قدرتها على الاستمرار. سرني كثيراً حديث للأخ/مفيد الشامي مدير فرع بنك التسليف التعاوني الزراعي «فرع تعز».. لقد تحدث عن نشاطات البنك وأهدافه والرؤية المستقبلية، وتحدث عن طرق وأساليب التعامل الواضحة والشفافة، وهذه لاحظتها أثناء تواجدي مع أحد الزملاء في البنك. الأخ/مفيد الشامي مدير البنك في تعز أشار إلى الكثير من النشاطات التنموية التي يدعمها البنك من خلال القروض والمساعدة في دراسة المشروع وجدواه سواء كان المشروع مقدماً من قبل فرد أم جماعة أو جمعية.. كما أنه ينشط في رفع مستوى الوعي الادخاري لدى الفرد، ومن خلال الجلوس مع طالب القرض يدرس ويقف على مدى توافر شروط ومعايير النجاح وإمكانات طالب القرض ومصادر دخله ومقدار دخله مجتمعاً، لتحديد إمكانية استعادة القرض، ونجاح صاحب القرض في مشروعه.. وهم ينطلقون في ذلك تبعاً لتوجهات البلاد السياسية الرامية إلى القضاء على البطالة، ومكافحة الفقر، وفتح فرص عمل جديدة عبر دعم المشاريع الصغيرة التي تستوعب ما بين خمسة إلى عشرة إلى عشرين عاملاً.. أي أنه ضمن سياسة استيعاب المشاريع الصغيرة التي لا تقوم على المقترض فقط، ولكنها تتطلب أيضاً أيادي عاملة أخرى إلى جانبها، حتى إذا وجدت مشاريع صغيرة يرحب البنك إذا كان أصحابها يحملون خططاً وبرامج لتوسعتها، فإن البنك لا يمانع في الدعم والمساندة. في أثناء الحديث هذا شعرت أن البنك لم يعد كما هو عليه، وإنما صار بنكاً للتنمية والاستثمار.. ويؤكد مدير البنك في تعز أن الأخ/حافظ معياد رئيس مجلس الإدارة قفز بنشاط البنك قفزة نوعية وكيفية بأفكاره وقدرته على استشراف المستقبل، وعمل على تطوير وتنويع خدمات البنك كبنك للتنمية والاستثمار.. وعبّر المدير عن تخوفه «طبعاً قبل تشكيل الحكومة» من أن يُؤخذ حافظ معياد ضمن التشكيلة الجديدة للحكومة لأن ذلك سيؤدي إلى إصابة البنك بنكسة.. وهذا ما قاله أحد رجال الأعمال في تعز أيضاً. البنك لديه خطة مستقبلية لدعم ومساندة الشباب المتخرجين من خلال تبنيهم وفتح مشاريع لهم بقروض بيضاء، أي دون فوائد.. وهي عبارة عن مشاريع خدمية ومالية على مستوى الأحياء في مدينة تعز.. والمشروع سيتم بتوجيهات الأخ الرئيس الصالح، وهو مشروع الصالح لدعم ومساندة الشباب المتخرجين.. وإسهاماً في خدمة المجتمع.