بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور/علي محمد مجور توسعت الآمال بمستقبل أفضل، وبواقع معيشي يستطيع المواطن التأقلم معه في ظل الغلاء الذي لا يرحم، والفقر الذي يطحن الكثيرين بلا رحمة، ومازالت الآمال والطموحات معلقة على قادم الأيام، والرهان مرتبطاً بالحكومة التي نتمنى لها النجاح وتجاوز التحديات .. قد نلاحظ أن هناك من يطلق أحكام الفشل لأنه قد تعوّد الاستباق بالنظرة السوداوية، ولا يتمنى النجاح إطلاقاً كون أحلامه وتوقعاته ستموت.. وهو ما حصل مع من حكموا على وحدة بلادنا بالانفصال، وظلوا يتمنون أن تكون اليمن (هدفاً) تحت ذريعة "الإرهاب" واستمروا في تكذيب الحقائق فكشفت سوء عوراتهم مرحلة التطور التي شهدتها اليمن في مجالات كثيرة. ولذلك .. فإن محاولة البعض تعميم الفشل أو التأكيد بأن الحكومة لن تأتي بجديد هو خروج عن المنطق وضحك على الذقون؛ باعتبار أن للتقويم مكانه وزمانه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستباق أو التشاؤم أو إصدار حكم نهائي دون انتظار ماذا ستقدمه قاعة الامتحان من نتائج. المطلوب هو ألا ينظر البعض من زاوية ضيقة، وأن يبادر من تعود على "النسف" للخروج من عباءة التشاؤم، والنظر بابعاد المستقبل الذي نتمناه أكثر تطوراً ونماءً واستقراراً. لماذا لا نمارس حقنا في النقد وفي كشف السلبيات وتنوير المسؤولين وملامسة الخلل وأماكن "الوجع" بموضوعية .. ومصداقية .. دون الحاجة إلى مخادعة الآخرين بأساليب أصبحت واضحة ومعروفة للجميع .. بإمكاننا أن نوجّه النقد إلى الحكومة متى ما رأينا أن هناك ما يستدعي ذلك.. وأن نقول لأي وزير: أنت أخطأت، متى ما وقع في الخطأ.. وأن نطالب بالأفضل.. وبالشفافية.. والمصداقية.. ومحاربة الفساد بكل أشكاله. من حقنا أن نقول لبعض وزراء بدأوا مهامهم الجديدة في الحكومة بالانشغال في جوانب وقضايا هامشية: ليس هذا ما ننتظره منكم.. كونوا أكثر جدية وحرصاً على المهام الرئيسية وما أكثرها. نحن نريد أن تختفي ظاهرة "طفّي لصّي" وأن نلمس حلاً سريعاً لغلاء الأسعار.. وأن يكون القضاء مستقلاً ونزيهاً.. وأن تختفي مظاهر الرشوة والمحسوبية.. وكل أنواع الفساد والإفساد. لا نريد وزيراً ينشغل بالهنجمة على موظفيه .. ولا آخر يبحث عن الأضواء ويقيم الدنيا ولا يقعدها إذا لم تغطّي وسائل الإعلام فعالية أو ندوة أقامتها وزارته وحضرها.. ولا من يهتم بالكرفتات وينسى الأساسيات.. ولا من يبحث عن المشاريع وفوائدها!!. كما أننا لا نريد .. أو لسنا في حاجة لهواة التقليل .. ومدمني التعميم .. عافاهم الله من كل مرض!!. وقفة من أفضل ما تقدمه الفضائية اليمنية برنامج "من قصصهم" ومقدمه شهاب العريقي يتمتع بثقافة واسعة وبدقة متناهية في السرد وسلاسة الإلقاء. وكنت أتوقع أن يُعاد النظر في موعد بثه قبل صلاة المغرب إلى ما بعد الثامنة مساءً ليستفيد ويستمتع المشاهدون بقصص الأنبياء.. لكن المفاجأة أن يزحف الوقت إلى ما بعد صلاة المغرب مباشرة، فهل يعاد النظر؟!. [email protected]