بعد أن غادرتنا حكومة سابقة، وجاءت حكومة جديدة؛ امتلأت الرئات بهواء الأمل من جديد بحثاً عن صلاح في قلوب المسؤولين وأهل الحل والعقد وإصلاح في أحوال المواطنين ومعيشتهم. ومن باب أن في الحركة بركة.. وباعتبار أن التغيير سُنة الحياة ويساعد في القضاء على أي خمول ومحاربة ما قد تسببه الاستمرارية من فساد أو إفساد.. فإن من الضروري أن نستبشر بالحكومة الجديدة وببرنامجها الذي نتطلع أن يلامس أماكن (الوجع) وأن يداوي (الجروح) التي يعاني منها المواطن وزادت من آلامه وأحزانه.. وأثقلت كاهله.. وأرهقت حياته.. ونغصت معيشته وأيامه. ولا يعني الانتظار لما ستقدمه حكومة د. مجور أن نحكم بالسوداوية أو الفشل لحكومة باجمال السابقة، فالتجرد والموضوعية يجبرانا على أن نقول لمن سبق: شكراً على كل ما قُدم من جهود حثيثة وأدوار مخلصة بقيادة رجل فاهم ومثقف ومستنير هو الأستاذ/عبد القادر باجمال .. كما ليس من العدل أن نرى في مغادرة 12 وزيراً من الحكومة شهادة إثبات على عدم صلاحيتهم أو فشلهم؛ لأنهم قدموا ما استطاعوا وبذلوا ما بوسعهم .. والتغيير .. أو التجديد بالمعنى الأصح مطلوب وللتدليل على ما أقوله استشهد بمغادرة المهندس/عبد الملك سليمان المعلمي من تشكيلة الحكومة الجديدة، وهو وزير الاتصالات وتقنية المعلومات (السابق) الذي حظي بإجماع كبير في الأوساط السياسية والشعبية كأحد أبرز الوزراء هدوءاً وعملاً ونجاحاً. وبعيداً عن ما اعتاد عليه المتصيدون في المياه العكرة والمتاجرون بالثوابت بأثمان رخيصة رخص أنفسهم (المريضة) وفي منأى عن أفكارهم الضيقة وخلطة الأهداف المضطربة والمتقلبة والمتنافرة التي تؤكد عجزهم عن هضم أي إجراءات إصلاحية ونسفهم لأي جهود وطنية.. يظل المطلوب أن نبتعد عن الدخول معهم في مهاترات لعلهم يستيقظون من غفوتهم وتصحو ضمائرهم.. ونتجه نحو الحكومة الجديدة لندعم الخطوات الصحيحة وننتقد الأخطاء.. ونساعد في الوصول إلى النجاح. وما دام الدكتور/علي محمد مجور قد وضع الجميع أمام ضرورة إيقاف تدخلات المتنفذين ومن ثم محاسبة الحكومة على أي قصور - ولابد أن يكون له ما طلب - فإن مالا يحتمل التساهل أو التواكل في التفاعل والتنفيذ ما وضعه فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية أمام الحكومة الجديدة من رؤى وأفكار وأولويات تشكل برنامجاً حكومياً متميزاً يحتاج لهمّة وحرص وإخلاص لتطبيقه. لقد حدد فخامة الرئيس أهم تفاصيل مرحلة الانتصار للتنمية وتعزيز النهج الاقتصادي الناجح وفتح فرص الاستثمار بأفضل التسهيلات والمميزات، ومحاربة الفساد والمفسدين والفقر والغلاء والبطالة، وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين.. ولو تمكنت الحكومة من تحويل هذه الأولويات إلى واقع ملموس فلا شك أنها ستنجح وستنتصر للتفاؤل الكبير الذي يعيشه المواطن في وقت لا يستطيع فيه أن يخفي خوفه من اللحظات الصعبة والمُرة التي يتحول فيها الأمل إلى سراب. ومن الطبيعي ألا نخفي في صدورنا البوح بالحقيقة خاصة عندما ترتبط بسلبية تدعونا لأن نكون في وجه الخطأ بالانتقاد البناء.. ولذلك سأشكر أولاً من فصل العمل الحكومي عن العمل التنظيمي.. ومن كشف مستور البعض ممن تسابقوا لتقديم وصفات مجانية لشخوصهم طمعاً في منصب هو تكليف أكثر مما هو تشريف.. ومسؤولية هي مغرم قبل أن تكون مغنماً. وربنا يوفقكم يا وزراء. قولوا آمين. [email protected]