بعد مضي أربعة أعوام على الاحتلال الأمريكي لأرض الرافدين والذي لم تجن من خلاله الإدارة الأمريكية سوى الفشل الذريع في كل السياسات المنيعة منذ اللحظات الأولى للغزو والاحتلال.. أجل يعد كل ذلك الفشل والإخفاقات المتتالية لكل الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية التي طالما تشدقت بها الإدارة الأمريكية ووضعتها ضمن أولويات أجندتها المعلنة في محاولات يائسة لإقناع الشعب الأمريكي بمؤسساته المختلفة بأهمية وضرورة مؤازرة توجهات واستراتيجيات إدارته بعد أن تجاوزت تلك الإدارة كل اللوائح والقوانين الدولية لتنفيذ مآربها العدوانية في أرض الرافدين وفي تحد صارخ لكل القيم والحقوق الإنسانية.. أجل بعد كل هذا وذاك وبعد كل حالات التضليل والتزييف لكل الحقائق التي لم تعد خافية على كل الشرفاء في كل أنحاء المعمورة بما فيهم الشعب الأمريكي نفسه لم يعد أمام هذه الإدارة المغامرة سوى الإذعان للنداءت الصادقة والأمينة المطالبة بإنهاء الاحتلال لعراق العروبة وهي نداءات إنسانية وشجاعة طالما ارتفع دويها في العديد من الولاياتالأمريكية والعواصم الأوروبية ليصل إلى كل الأسماع ماعدا الآذان المقفلة لأقطاب الإدارة الغاصبة وصقورها والذين أثبتوا من خلال المحطة الأولى للاحتلال بأنهم لم يأبهوا بمثل تلك النداءات أياً كانت مصادرها لأنها لا تتفق ولا تتلاءم مع جل توجهاتهم وهي توجهات في باطنها وظاهرها كل صنوف الإبادة والقهر والعذاب ونهب وتقاسم الثروات النفطية.. ولعل المتمعن في إصرار الإدارة المذكورة وصقورها على التمسك بسياسة الاحتلال رغم الاجماع الدستوري والشعبي الرافض لعدم ديمومته ورغم النداءات الأممية المتكررة لإخلاء العراق من جحافل الموت والدمار يدرك بجلاء الأهداف المدمرة التي تقف وراء ذلك الإصرار الذي داس بكل تحدٍ وغطرسة كل القوانين والأعراف وكل مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في أرض الرافدين التي استحالت بفعل تلك الغطرسة مع كل أبنائها الشرفاء إلى حقول للتجارب لكل أسلحة الموت والدمار من قبل الجيش الأمريكي وبعض الجيوش الحليفة لشروره وغطرسته، ولأن الاحتلال الانجلو امريكي قد حقق الجانب الأهم في سياسته الاستعمارية والعدوانية على عراق العروبة والإسلام والمتمثلة بتدمير وتفكيك كل المؤسسات الحيوية خدمة لحليفتهما المدللة إسرائيل فإنه لم يعد أمام تلك الإدارة الطائشة سوى الاستمرار في نهب الثروات العراقية من جهة وإذكاء الفتن الطائفية والدينية من جهة أخرى وسواءً تعالت وتواصلت النداءات الرافضة للاحتلال داخل المجتمع الأمريكي الذي رفع الكثير من الشعارات وأهمها وأخرها «لا لاحتلال العراق أعيدوا إلينا جنودنا لا للقنابل أم انخفضت تلك النداءات فإن النهاية الحتمية لذلك الاحتلال هي الانسحاب المخزي والمهين ولايمكن أن يتحقق إلا بمزيد من المقاومة الشرسة والباسلة في كل أنحاء العراق وبالمقاومة فقط سيتمكن العراق والعراقيون من دحر الاحتلال أياً كانت حشوده وتعزيزاته الأمنية والعسكرية خصوصاً بعد أن بدأت القيادات العسكرية التي قيل عنها بأنها كفوءة ومجربة وقادرة على محاربة الارهاب والقضاء على كل الاختلالات الأمنية تلوح بأهمية الحلول السياسية بعد فشل الاستراتيجية الأمنية وهي الاستراتيجية التي حشدت من أجلها الكثير من الإمكانات والقدرات العسكرية للاحتلال الذي راهنت إدارته المتغطرسة والرافضة لكل النداءات المحلية والدولية على استمرارية السير في نهجها العدواني والدموي على طريق الاحتلال وليس على طريق الديمقراطية والحرية.. ولعل أهم مؤشرات الفشل الذريع للمحتل الغاصب في أرض الرافدين قد بدت جلية وواضحة من خلال التصاعد المستمر للمقاومة والتنويع المدروس في المهام القتالية والفدائية لأولئك الأبطال الأشاوس الذين ستتحقق على أيديهم بإذن الله الأهداف المنشودة والسامية المتمثلة بدحر المحتل الغاضب وإذلاله مع تحطيم كل الحواجز والأسوار الأسمنتية التي وصفها القائد العسكري الأمريكي في أرض الرافدين وبكل غباء بأنها حواجز وجدران طائفية تفصل السنة عن الشيعة في بعقوبة وكان الله في عون شعب العراق.