رحم الله شهداءنا الأبرار الذين اعطوا الوطن بسخاء، وقدموا أرواحهم قرباناً لمستقبله وانعتاقه من الضياع، هدفهم العظيم هو إحداث ثورة التغيير والبناء، وخروج الإنسان اليمني أمام التاريخ والعالم بوعي وبناء ثقافي وضميري وإنساني جديد... تفكيره وطني عالي المستويات والغايات، يتحمل المسؤولية بقوة وأمانة من أجل يمن ناهض معافى، لا يقبل العبث والفساد والتلاعب والخيانة والتمرد وحمل السلاح ضده وإقلاق أمنه وتهديد استقراره، أو تحويله إلى منافذ للتهريب وتدمير اقتصاده وتعبئة أسواقه الداخلية بكل فاسد!!!. إن التغيير المنشود ذاك الذي يحدث نقلة نوعية جديدة في عقلية الإنسان وواقعه، في تفكيره وممارساته، في حقوقه وواجباته، يحرر الفرد والجماعة من الركود والملل، يغنيهم عن أن يلوكوا قضاىا وخلافات ومشاكسات، همّهم الأكبر استقلال بلادهم تماماً عن التبعية للغير، يأكلون مما يزرعون، ويلبسون ويركبون مما يصنعون. تغيير من أجل إثبات الذات، ومن ثم تحقيق النجاحات تلو النجاحات في التنمية والبنية التحتية والتعليم والثقافة والاقتصاد ..إلخ... تجسيداً عظيماً للضمير الوطني الحي الذي يعد صمام الأمان الأهم لنهضة الوطن وتقدمه وجودة تنميته ومكاسبه ومشاريعه، وارتفاع معدلات نموه الاقتصادي والزراعي والتجاري والصناعي. وعي الإنسان اليمني وضميره الحي يعتبر الجسر الزمني الذي يحتاجه اليمن ليلحق بالدول الأخرى التي سبقته تنمية واقتصاداً وسمعة. شهداؤنا الأبرار استرخصوا أرواحهم الغالية من أجل ذلك التغيير الذي ينقل الإنسان اليمني من عهد إلى عهد، من حال إلى حال، من ثورة إلى ثورات عقلية اقتصادية، من إنسان منسي في جنوب الجزيرة العربية إلى إنسان جديد، فاعل، قادر، صاحب إرادة قوية تذلل الصعاب وتحل المعضلات، يزرع السهل والجبل والصحراء، غير عاجز أو مرهون برغيف الخبز. يجب أن نحدث ولادة جديدة للإنسان اليمني ودفعه إلى الحقبة التاريخية التي يجب أن يكون فيها، بوسائلها ومجالات وطرق التفكير ولغة الحوار ومناهج التعليم والتثقيف والتربية تقوّي التماسك الاجتماعي والانتماء الوطني، لا أن يتحول الإنسان اليمني إلى الوراء يمارس الفساد والرشوة، ويخون الأمانة، ويتلاعب بكل ما يوكل إليه من مهمات ومسؤوليات؛ وعيه الوطني هش، مريض الضمير، ينسف المصلحة العامة ويحولها إلى خرائب وقطاع شخصي له ولعائلته. المفجع أن هؤلاء المرضى ضميرياً، وطنياً، إنسانياً، أخلاقياً ودينياً يزدادون كل يوم وينضم إليهم آخرون نتيجة الاغراءات السهلة وممن يلهثون وراء الكسب السريع، غير عابئين لوطن، ولا متهيبين من دولة أو قانون. التغيير ثورة، والثورة طريق الشعوب إلى حياة أفضل مهما كانت المشاكل التي نواجهها في هذا الصدد، فلن تصبح معضلة لكونها تقع في دائرة قدراتنا وطاقاتنا وإمكاناتنا الذاتية المتاحة. ما علينا إلا أن نبدأ العمل من أجل تغيير الإنسان اليمني حتى نكون أوفياء لشهدائنا الأبرار، لأعظم الرجال الذين أنجبتهم اليمن السعيد، لنعمل من أجل التغيير الذي علينا أن نحدثه